الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توفيق الدقن ترك قطار السكك الحديدية ليحلق بطائرة الفن

توفيق الدقن ترك قطار السكك الحديدية ليحلق بطائرة الفن
18 ديسمبر 2011 01:12
مرت الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل الفنان توفيق الدقن الذي يعد أشهر شرير في السينما المصرية مرور الكرام، وجاء عرض عدد من أفلامه في بعض القنوات الفضائية السينمائية على سبيل المصادفة وليس للاحتفاء اللائق به. ويعد الراحل صاحب قصة كفاح صميمة فيها تحدٍ وإرادة مثل كل قصص الكفاح لرموز في السياسة والاقتصاد والاجتماع والفن وغيرها، خصوصاً أنه أسس مدرسة فنية متفردة في إبداعاتها وإمكاناتها، وأوجد لنفسه أسلوباً قائماً بذاته. على الرغم من ظهور الدقن مع العمالقة، زكي رستم وفريد شوقي ومحمود المليجي وعباس فارس ومحمود اسماعيل، إلا أنه لم يقلد أحدا ونهج نهجاً خاصاً به، واستند الى الاداء السهل الممتنع الذي لم يتوقف أمام الشكل والكم، ولكنه غاص في المضمون ورفع شعار الكيف أولاً وأخيراً، وهو ما أهله ليكون بمثابة الخلطة السحرية وإحدى الأوراق الجاذبة في أفلام الخمسينيات والستينيات ومنتصف السبعينيات من القرن الماضي. لقب «تيفة» ولد توفيق أمين محمد الدقن فى 3 مايو 1924 في قرية هورين مركز بركة السبع في محافظة المنوفية «80 كيلو مترا شمال القاهرة» قبل أن ينتقل مع والده الى المنيا، وعشق الفن منذ طفولته، وعلى الرغم من أنه كان يعمل أثناء دراسته في السكك الحديدية في القاهرة لمساعدة أسرته، فقد حرص على صقل موهبته بالدراسة، حيث التحق بمعهد التمثيل من دون أن يخبر والده الذي كان يريد أن يكون مثله رجلاً أزهرياً، اما أمه فعرفت بالتحاقه بالمعهد وكانت ترسل له الاموال في أرغفة الخبز، وأعلنت موافقتها على اتجاهه الى التمثيل شريطة ان يصبح مثل محمود المليجي، وكبر هذا الحلم في داخله وصار واقعاً، وأصبح المليجي صديقاً له منذ اول تعاون بينهما في فيلم «أموال اليتامى» وارتبط كثيراً به سواء في الافلام أو الحياة، وكان المليجي صاحب اطلاق لقب «تيفة» عليه. أشهر إفيهاته وتخرج الدقن في الدفعة الثانية من معهد التمثيل عام 1947 وكان من زملائه صلاح منصور وعبد المنعم مدبولي وسعد أردش وزهرة العلا، وعمل عقب تخرجه في المسرح الحر لمده سبع سنوات، قبل أن يعمل لعامين في فرقة اسماعيل ياسين، ثم التحق بالمسرح القومي وظل عضوا به حتى إحالته إلى التقاعد، وكان واحداً من أبرز نجومه. وتميز بالاضافة إلى الشخصية التي كان يقدمها لتستمد قيمة أكبر، وكانت أغلب افيهاته التي أشتهر بها من بنات أفكاره ومنها «استر ياللي بتستر» في المسلسل الاذاعي الشهير «سمارة» أمام سميحة أيوب، و«أحلى من الشرف مفيش» و«يا عيني ع الصبر» و«يا آآآآه ....يا آآآه» و«صلاة النبي أحسن» و«على كل لون يا باتيستة» و«آلو يا همبكة» و«آلو يا أمم». أدوار الشر وأشتهر بأدوار الشر التي اختلطت بخفة الظل، ومنها اللص والبلطجي والسكير والمنافق، وهي الأدوار التي كان يخاف منها زملاؤه ويعتذرون عنها، وكان أجرأ من زملائه في قبول هذه الأدوار وكان جميع المخرجين والمنتجين يعرفون عنه هذه الميزة، وهو صاحب المقولة الشهيرة «ليس هناك دور كبير وآخر صغير، ولكن هناك ممثلاً كبيراً وآخر صغيراً». وعمل مع جميع المخرجين الكبار والكتاب، ومنهم نجيب محفوظ واحسان عبدالقدوس وتوفيق الحكيم ويوسف السباعي وثروت أباظة ووضع الجميع ثقتهم به، وكون لفترة طويلة ثلاثياً شهيراً مع محمود المليجي وفريد شوقي أثمر عشرات الأفلام الناجحة. وقدم خلال مشواره ما يقرب من 200 فيلم منها «درب المهابيل» و«ابن حميدو» و»عريس مراتي» و»سر طاقية الإخفاء» و»الناصر صلاح الدين» و«مولد يا دنيا» و«ألمظ وعبده الحامولي» و«دائرة الشك» و«مراتي مدير عام» و«أدهم الشرقاوي» و»المتمردون»، و«بلا رحمة» و«يوميات نائب في الأرياف» و»على باب الوزير» و«الشيطان يعظ» و»حدوتة مصرية « و«التخشيبة» و«خرج ولم يعد» و«وداعا بونابارت» و«سفاح كرموز» و«لعدم كفاية الادلة» و«سعد اليتيم» الذي كان آخر أفلامه. مسرحيات ومسلسلات وشارك في بطولة العديد من المسرحيات، منها «عيلة الدوغري»، و«بداية ونهاية»، و«سكة السلامة» و«المحروسة»، و«الفرافير»، و«عفاريت مصر الجديدة»، ومشهد من «الجسر»، و«خيال الظل»، و«سليمان الحلبي»، و«الناس اللي تحت»، و«انتيجون»، و«حسبة برما»، و«بير السلم»، و«انتهى الدرس يا غبي». كما شارك في بطولة العديد من المسلسلات الإذاعية والتليفزيونية، ومنها «سمارة»، و»المحروسة 85»، و«القط الأسود»، و«هارب من الأيام»، و«نور الاسلام»، و«مارد الجبل»، و«احلام الفتى الطائر»، و«الف ليلة وليلة» عام 1981، و«حلم الليل والنهار»، و«عيلة الدوغري»، و«الفاتح»، الذي كان آخر مسلسلاته، وقدمه لتليفزيون دبي وجسد في احداثه شخصية ملك تضيع مملكته منه أمام عينيه. أوسمة وزواج ورحيل حصل توفيق الدقن على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير، منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1956، والاستحقاق والجدارة فى عيد الفن عام 1978، ودروع وجوائز أخرى من المسرح القومي، واتحاد الإذاعة والتليفزيون، وجمعية كتاب ونقاد السينما، وجمعية الفيلم، كما حصل على جوائز عن أدواره في عدد من الأفلام، ومنها «في بيتنا رجل»، و»الشيماء»، و»صراع في المينا»، و»القاهرة 30»، و»ليل وقضبان». وتزوج من خارج الوسط الفني، وأنجب من الأولاد «ماضي» الذي يعمل محامياً على الرغم من دراسته الموسيقى، و»هالة» التي تعمل مديراً عاماً في الرقابة على المصنفات الفنية ، و»فخر» الذي يعمل في إحدى شركات الخليج في دبي. وتوفي الدقن في 27 نوفمبر 1988 بعدما عانى لفترة من إصابته بالفشل الكلوي.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©