الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ورشة عمل لتوعية الصغار بضرورة الحفاظ على البيئة

ورشة عمل لتوعية الصغار بضرورة الحفاظ على البيئة
18 ديسمبر 2011 01:03
ألقت آمنة العليلي مثقفة بيئية في إدارة التثقيف الصحي، بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة محاضرة بعنوان «أنا أحب بيئتي»، وذلك في مدرسة الغافية للتعليم الأساسي بالشارقة، حيث تحدثت حول ضرورة المحافظة على نظافة البيئة المحيطة لطلاب المرحلة الأولى، خاصة أهمية رمي المخلفات في الأماكن المخصصة لها، منعا لحدوث التلوث البيئي، وقد صاحبت المحاضرة ورشة عمل للطلاب تضمنت سرد قصة تهدف إلى توعيتهم بضرورة المحافظة على البيئة، كما تم توزيع الألعاب التعليمية في نهاية المحاضرة على الطلبة. تربية الفرد بيئيا وقالت آمنة العليلي، إن عدم اهتمام الإنسان بالبيئة واستخدامه مواردها بشكل جائر، بالإضافة إلى ترك النفايات بشكل غير صحي وغير لائق، قد أدى إلى تعريض الإنسان لمخاطر كثيرة تحيط به. ولأن الإنسان هو المسؤول الأول عن تلوث البيئة، لذا فكل ما سن من قوانين وتشريعات لصيانة البيئة وتنقيتها من التلوث تصبح غير فاعلة ما لم تتم تربية الفرد بيئيا، وتكون منطلقا لسلوكياته تجاه بيئته فيصبح متفهما لها ومدركا لظروفها، وعليه أن يكون واعيا بما يتهددها من أخطار ومشكلات، وقادرا على المساهمة بشكل إيجابي في الحد من تلك الأخطار، والعمل على حل تلك المشكلات وتحسين أوضاعها. وتكمل آمنة أنها من خلال إطلاعها وأبحاثها في مجال التثقيف وجدت أن العلماء قد أجمعوا على خطورة الخمس سنوات الأولى من عمر الإنسان، فالطفل خلال تلك المرحلة يكون حساسا جدا لكل ما يدور حوله، ولكل ما يتلقاه ممن يحيطون به، ويتصف عقله بالمرونة بحيث يتقبل الاتجاهات والمفاهيم الجديدة، كما تكون قابليته للتعديل والتغيير واستيعاب الجديد دائماً كبيرة، إلا أنه على المربين مراعاة أمر هام لتنشئة الصغار وتربيتهم التربية البيئية السليمة، ألا وهو التدرج في تربية سلوك الطفل، وبمعنى البدء بالبسيط ثم الانتقال للأكثر تعقيدا، وبالشيء المحسوس والملموس ثم النظريات والأفكار. الانتماء للبيئة وتضيف العليلي، أن تربية الطفل بيئيا من الأمور الهامة والضرورية الملحة، حتى يشعر بالانتماء لبيئته وحتى يكون سلوكه الإيجابي تجاهها نابعا من ذاته، فلايحتاج لمن يوجهه أو يذكره بواجباته نحو البيئة، والطفل عندما يتعرف على البيئة المحيطة به، ويتعلم أنها جزء لا يتجزأ منه، يبدأ في الشعور بكيفية تقدير مواردها، ثم يصبح بيئيا بشكل تلقائي، مما يولد لديه الدافع القوي والمحفز لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف أي تدهور يصيبها، مثل اقتلاع النباتات والزهور والأشجار وإهدار المياه وإلقاء النفايات في غير مكانها. فكل ما يحيط بالطفل من مثيرات يؤثر بطبيعة الحال على تكوين وتنمية الوعي البيئي لديه، لذا يمكن ملاحظة أنه ينتبه للسـلوكيات الصادرة ممن حوله، خاصة ممن يمثلون القدوة مثل الأب والأم، ثم يحول تلك السلوكيات التي شاهدها إلى صور تحفظ في ذاكرته، وبالتالي يقوم بتقليدها لاحقا، ومن هنا يتضح أن للقدوة دورا هاما في حياة الطفل، وهي التي تجعل الأطفال مختلفين في تصرفاتهم تجاه المواقف البيئية المختلفة، فالأسرة تعتبر مؤسسة تربوية قد تكون ناجحة في منهجها وقد تكون فاشلة، ولكنها تخرج في النهاية للمجتمع أفرادا متأثرين بما قدمته لهم من مناهج حياتية، والتوجيه داخل هذه المؤسسة يجب ألا يتم بصورة عشوائية مع الطفل المتلقي، وعلى الآباء المربين أن يقوموا بهذه العملية بصورة متكاملة، ووفق سلسلة من التقديرات والتقييمات، وعليهم الالتزام بالوضوح مع الأبناء خاصة فيما يتعلق بالقضايا المحورية، أو المفاهيم التوجيهية للحدث، كطريقة فهمهم وممارستهم للعادات الخاصة ولأدوارهم في الحياة. دور الروضة توضح العليلي أن الدور الذي تلعبه الروضة لا يقل أهمية عن دور الأسرة في تربية الطفل بيئيا، وهو بلاشك مكمل له حيث تساعده على فهم بيئته، والتعرف على مشكلاتها من خلال البيئة ذاتها، على أن يحدث ذلك بطريقتين، أولاً اتخاذ البيئة كوسيط للبحث والاكتشاف، وثانياً اتخاذها كمادة لأنشطة حقيقية في العلوم المختلفة، وهذا يتطلب من المعلمة تطوير الاندماج بين الطفل والبيئة، إلى الحد الذي يتم فيه تشكيل القيم البيئية لديه، والتي ستؤثر بالطبع على سلوكياته، على أن تتم هذه العملية بتدرج وتبعا لمستوى الفهم لدى الأطفال حتى تتحقق الأهداف المرجوة. أما إيمان راشد مدير إدارة التثقيف الصحي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، فتقول، إن الإدارة تهتم بجميع العوامل المحيطة بالطفل الصحية والبيئية والغذائية، وعليه أطلقت برامج البصمة البيئية للأطفال في المدارس، حتى يتم بناء علاقة جيدة بين الطفل والبيئة منذ بداية نشأته، بطريقه مبسطة و عملية، ويتم من خلالها إكساب الطفل المهارات والمعارف اللازمة، حتى يدرك أنه جزء من البيئة وبالتالي يحافظ عليها ويحميها بدلا من أن يكون العامل الملوث لها.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©