الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الجنوبية: تسريبات نووية إلكترونية

27 ديسمبر 2014 22:17
تجري كوريا الجنوبية تحقيقاً في تسريب مخططات جزئية وكتيبات تشغيل بعض مفاعلاتها النووية عبر الإنترنت، حيث يهدد مرتكبو الجريمة بمواصلة نشر البيانات ما لم يتم إغلاق ثلاثة مرافق بحلول نهاية العام الجاري. وأحدث هذه التسريبات، التي بدأت تظهر الأسبوع الماضي على مدونة وتم نشرها على تويتر تحت بروفايل «رئيس مجموعة مناهضة للمفاعلات النووية»، تضمن زعماً بأن شبكة «كوريا هيدرو آند نيوكلير باور» مصابة بفيروسات متعددة. وقالت وزارة الطاقة إن المشغِل الذي تديره الدولة سيقوم بمحاكاة يوم الثلاثاء في إطار تدريب حال وقوع هجوم إلكتروني. وأضافت الوزارة في بيان مشترك مع لجنة السلامة والأمان النووي أن «البيانات التي تم تسريبها حتى الآن تتضمن معلومات فنية غير هامة وليس لها تأثير على سلامة المحطات النووية». وأكدت الوزارة أن البيانات الهامة بالنسبة للسلامة يتم حفظها بشكل منفصل عن الشبكة الداخلية لـ«كوريا هيدرو» التي تم تسريب البيانات منها. وفي حين أن هوية المسرب لا تزال مجهولة، فإن الأمر جاء في وقت يزداد فيه اللوبي المناهض للأسلحة النووية ليصبح أكثر نشاطاً عقب وقوع كارثة «فوكوشيما» في 2011 في اليابان والفضيحة المحلية التي أثارتها وثائق مزورة عن السلامة. وتتزامن هذه التسريبات مع الاهتمام العالمي على الأمن الإلكتروني (السيبراني) عقب القرصنة على شركة «سوني إنترتينمينت بيكتشرز»، ما أدى إلى سحب فيلم «المقابلة» الذي يدور حول اغتيال زعيم كوريا الشمالية «كيم جونج أون». وبينما تقوم النيابة العامة في كوريا الجنوبية بالتحقيق في تسريب البيانات النووية، رفعت الحكومة الأسبوع الماضي مستوى التأهب للأزمة السيبرانية إلى درجة «الانتباه»، كما ذكرت وزارة الطاقة. وذكر «كانج سونج-جين»، عميد كلية الدراسات العليا للتكنولوجيا بجامعة كوريا بوليتيكنيك «ما يفعلونه غير قانوني وليس بإمكانهم تبرير أفعالهم بقول إنهم يفعلون ذلك من أجل سلامة الدولة والشعب». وأضاف «من الصعب معرفة نواياهم الحقيقية، وهم، مثل الجماعات البيئية الأخرى، بحاجة للصراحة، وليس الاختباء وراء أجهزة الكمبيوتر». وقالت وزارة الطاقة إن هذه التسريبات بدأت بمعلومات عن موظفي «كوريا هيدرو» لا تتضمن أرقام الضمان الاجتماعي واقتصرت على ما يمكن الحصول عليه من بطاقة العمل. ومنذ ذلك الحين، بدأ نشر إعلانات تتضمن كتيب تعليمات برنامج التحكم لمفاعلات محطة الطاقة النووية 1 و2 ومخططات لتركيب أنابيب المفاعلات وصورة لنظام التكثيف وتزويد المياه الخاص به. هذا إلى جانب نشر مخطط لنظام تبريد المياه في المبنى الفرعي التابع لـ«كوري1 و2». وقال إعلان آخر نشر في 20 ديسمبر: «هل تتحملون المسؤولية عندما تصل هذه المخططات ورسوم التثبيت للدول التي تريدها؟ إذا كان الأمر كذلك، فسنفرج عن 100 ألف صفحة من البيانات لم يتم تسريبها بعد. هل تريدون تصدير أنشطة نووية؟». وكانت الإعلانات المكتوبة باللغة الكورية موقعة بعبارة «من أنا؟» وقال المتحدث باسم الشركة «كيم تو-سوك» إن «كوريا هيدرو تتعامل مع تسريبات البيانات بمنتهى الجدية»، وإنه يستحيل بالنسبة لمتسلل (هاكر) اقتحام شبكة التحكم في «كوريا هيدرو» حيث يتم تخزين البيانات الأكثر أهمية. وتقع المفاعلات الثلاثة في جنوب غرب البلاد، حيث توجه جماعات حماية البيئة، ومنها منظمة السلام الأخضر، انتقادات لقربها من مناطق مكتظة بالسكان. وقالت المنظمة في تقرير لها إن حوالي 4 ملايين نسمة يعيشون على بعد 30 كم من المفاعلات. وتظهر استطلاعات الرأي أن الطاقة النووية أصبحت لا تحظى بشعبية على نحو متزايد، حتى في ظل خطط الحكومة بناء المزيد من المفاعلات لزيادة الاعتماد النووي في البلاد إلى 29% من طاقة توليد الكهرباء بحلول 2035، وفقاً لوزارة الطاقة. وكما هو الحال في اليابان، بدأت كوريا الجنوبية في بناء المحطات النووية قبل عقود لتوفير مصدر ثابت للطاقة بهدف تحفيز النمو الاقتصادي وتقليل الاعتماد على واردات النفط والفحم. وتقوم شركة كوريا هيدرو بتشغيل المفاعلات في البلاد، وهي إحدى فروع شركة كوريا للطاقة الكهربائية، المسئول الوحيد عن توزيع الكهرباء في البلاد. وقد حفز انهيار ثلاثة مفاعلات في فوكوشيما باليابان عام 2011، الحركة المناهضة للطاقة النووية. وأدت التحقيقات في شهادات السلامة المزورة إلى إغلاق مفاعلات كوريا الجنوبية عامي 2012 و2013، ما أدى إلى تفاقم النقص في الطاقة الكهربائية. هيسو لي وشينهي كانج - سيئول ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©