مفتي مصر لـ « الاتحاد» : فوز الإسلاميين ينبغي ألا يثير المخاوف

أكد فضيلة الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية على أن نجاح تيارات إسلامية في انتخابات البرلمان المصري وحصولهم على الأغلبية في نتائج المرحلة الأولى لا ينبغي أن يثير المخاوف بشأن مستقبل مصر واستقرارها، مشيراً إلى أنه ينبغي احترام رغبة الشعب المصري وفي الوقت نفسه التأكيد على أن مصر ستظل حاضنة للإسلام الحنيف وفقاً لمفاهيم الوسطية والاعتدال التي تؤمن بها جموع الشعب المصري. وأشار فضيلة المفتي لـ”الاتحاد” على هامش مشاركته في فعالية علمية في جامعة زايد في أبوظبي أمس الأول إلى أن الشعب المصري بطبيعته متدين ويعيش في تآلف تاريخي من آلاف السنين بين عرى نسيجه المختلفة وأن التاريخ شاهد على تمسك مصر بسماحة الإسلام الحنيف، ومن هنا فإنني أود أن أطمئن الجميع من إخواننا العرب والمسلمين وغيرهم على أن مصر التاريخ والحضارة ستظل منارة للاعتدال ونشر الوسطية. وقال فضيلته لـ”الاتحاد” إن مصر تعيش فترة حاسمة من تاريخها الآن وتنتظر مستقبلاً يعود بها إلى ريادتها الحضارية والعلمية والفكرية والسياسية ويزيل عنها غباراً كلفته سنين كثيرة وتستقبل غداً مشرقاً قوامه الديمقراطية والعدل والعمل والبناء والتنمية، وإذ أؤكد للجميع من إخواننا العرب والمسلمين والعالم كافة فإنني أقول إن الشعب المصري صاحب الحضارة ذلك الشعب الذي ظل شامخاً كالاهرامات لا تؤثر عليه نوائب الدهر وأقول للجميع كونوا متفائلين لمستقبل مصر الذي يُبنى في مرحلة جديدة على الأمل والعمل وأن ذلك سيتم تجاوزه إن شاء الله في المرحلة المقبلة. وأشار فضيلته إلى أن فوز بعض التيارات الدينية في الانتخابات البرلمانية لا يبعثه على الخوف من التصادم مع هذه التيارات بل هو نتيجة طبيعية لحالة الديمقراطية وحرية التعبير التي تتمتع بها البلاد بعد الثورة، وندعو تلك التيارات أن تلتزم المنهج الوسطي والمعتدل في التعبير عن رأيها والتركيز على قضايا البناء والتنمية والتوحد والحوار البناء من أجل النهوض بالأمة فمصر تستشرف مستقبلها بالأمل وتستجمع قواها بالإيمان بالله سبحانه وتعالى والعلم والتنمية والقيم الأخلاقية ومن خلال سواعد أبنائها تصل رسالة الأمل والعمل الصحيح إلى الناس حيث أن كثيراً من الناس يتملكه الإحباط والقلق والخوف وهذا أمر طبيعي مرتبط بأي مرحلة انتقالية من المستقبل.وأوضح الدكتور علي جمعة أن مستقبل مصر يتعرض لاختبار صعب على كل المستويات وهذا لا يبعث على الخوف بل يزيدنا إصراراً على العمل والبناء والتنمية، فهذا الشعب يمتلك إرادة جمعية قوية وهذه الإرادة مصممة على تخطي المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن وهذا كله يستدعي تكاتف الجميع في العمل الجاد وإغلاق كل أبواب الفتنة والمشاركة البناءة وعدم السماح لأي شخص بتزوير إرادة الشعب.