اشترط الكونجرس الأميركي وقف مساعي قبول فلسطين كدولة عضو في أي منظمة أخرى تابعة للأمم المتحدة حتى يمكن استمرار المساعدات الاقتصادية الأميركية للفلسطينيين في العام المقبل، وفق مقترح تقدم به الجمهوريون في الكونجرس أمس الأول، الذي نص أيضاً على أنه يمكن إغلاق البعثة الفلسطينية في واشنطن إذا استمرت هذه المساعي. ونشر أعضاء الكونجرس الجمهوريون خطة المساعدات الخارجية المقترحة لعام 2012، التي تضمنت هذا المقترح، أمس الأول. وقال المسؤولون عن توزيع المخصصات إن الجمهوريين والديمقراطيين اتفقوا عليها.
وتم الإبقاء على الموافقة سرية حتى الآن. ولم يتضح متى سيتم التصويت عليها أو ما إذا كانت تفاصيلها ستتغير. لكن الجمهوريون يسعون إلى التصويت عليها في أسرع وقت ممكن. ولم تذكر الخطة أي مبلغ محدد للمساعدات المخصصة للفلسطينيين في العام المالي 2012 لتترك لحكومة أوباما تحديدها من خلال مشاورات مع الكونجرس. وسيسمح لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون برفع هذه القيود إذا شهدت أمام الكونجرس بأن هذا سيكون في صالح الأمن القومي الأميركي وشرحت كيف أن استمرار المساعدات الأميركية سيدعم السلام في الشرق الأوسط. وعلى صعيد جهود المصالحة، تعقد فصائل الفلسطينية وشخصيات مستقلة اليوم اجتماعاً في غزة لبحث كيفية إنجاح اجتماع القاهرة المقرر عقده في الـ 20 من الشهر الجاري. وقال كايد الغول القيادي في الجبهة الشعبية إن الاجتماع يأتي بدعوة من الجبهة لإنجاح اجتماع القاهرة. وأشار إلى أن الاجتماع سيكون بغياب حركتي فتح وحماس. وقال وليد العوض عضو المكتب السياسي لحزب الشعب إن “الاجتماع يأتي في سياق لقاءات تشاورية تعقدها الفصائل لضمان نجاح لقاء القاهرة لأنه سيضم ممثلين عن مختلف الفصائل”.
وأضاف أن اللقاءات ستفسح المجال لإبداء الرأي في كيفية البدء عملياً في تنفيذ اتفاق المصالحة. وأكد العوض على ضرورة البدء في خطوات تشكيل لجنة الانتخابات والسماح لها بمباشرة عملها وتحديث السجل الانتخابي. وأضاف “نأمل أن يكون لقاء القاهرة المقبل هو الأخير، رغم أن العديد من الملفات التي تم التوقيع عليها لم تنفذ وتدور في حلقة مفرغة، خاصة القضايا الحياتية مثل جوازات السفر والمعتقلين السياسيين ومنع سفر بعض الفلسطينيين”. ويذكر أنه قد مر 7 أشهر على توقيع الفصائل بما فيها طرفي الانقسام فتح وحماس والشخصيات المستقلة على ورقة المصالحة، ولكن حتى الآن لم يحدث تقدم وترجمة لما تم الاتفاق عليه على أرض الواقع.
ومن جانبه، أطلق ياسر الوادية رئيس تجمع الشخصيات المستقلة على لقاء القاهرة لقاء الفرصة الأخيرة.
وأشار إلى أن تجمع المستقلين أجرى سلسلة لقاءات مع كافة الفصائل وأن الوضع الفلسطيني لا يحتمل ويجب البدء بالخطوات العملية لتنفيذ الاتفاق. وقال الوادية المستقلون سيذهبون لاجتماع القاهرة ليس لفتح حوارات بل لإيجاد آليات لتنفيذ الاتفاق. أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام فقال “نحن ذاهبون للقاهرة لإرسال رسائل أمل رغم صعوبة الأمور وتفعيل النقاط التي تم الاتفاق عليها”.
وعلى الصعيد الأمني، أصيب العشرات أمس بحالات اختناق شديد إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الجيش الإسرائيلي خلال قمعها للمشاركين في مسيرات سلمية مناهضة للاستيطان وجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية. وفي بلدة بلعين أطلق جنود الجيش الإسرائيلي الرصاص المعدني المغلف بالمطاط والغاز المسيل للدموع وقنابل صوتية باتجاه المشاركين في مسيرة سلمية، ما أدى لإصابة عشرات الفلسطينيين ونشطاء السلام الأجانب بحالات اختناق شديدة.
كما اعتقلت سلطات الاحتلال 12 شخصاً ،من بينهم متضامنين أجانب ونشطاء سلام، في مسيرة ببلدة النبي صالح. وفي السياق ذات أصيبت أمس مسنة بحالة إغماء بسبب إطلاق جنود جيش الاحتلال الغاز المسيل للدموع على المشاركين في المسيرة، واعتقل مواطنين أثناء مشاركتهم في مسيرة كفر قدوم الأسبوعية للمطالبة بفتح مدخل البلدة المغلق منذ 10 سنوات في قلقيلية. كما قمعت قوات الجيش الإسرائيلي أمس مسيرة المعصرة الأسبوعية المناهضة لجدار الضم العنصري والتوسع الاستيطاني.
وفي غرب الخليل أصيب عدد من المواطنين خلال مواجهات اندلعت بين المواطنين وقوات الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت كاحل. وأفادت مصادر فلسطينية من بيت كاحل بأن عدداً من الشباب والفتية أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاقهم للغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الجيش الإسرائيلي على جموع المصلين عقب انتهاء صلاة الجمعة. وأشارت المصادر إلى أن المواجهات اندلعت إثر ممارسات استفزازية واعتداءات مارستها قوة من الجيش الإسرائيلي داهمت البلدة بالتزامن مع خروج المصلين من المساجد. وفي قطاع غزة أعلنت مصادر طبية فلسطينية أمس الجمعة إصابة صياد فلسطيني برصاص الزوارق الإسرائيلية على شواطئ بحر غزة. وأوضح ادهم أبو سملية الناطق باسم الإسعاف والطوارئ، أن الزوارق الإسرائيلية أطلقت نيرانها تجاه مجموعة من الصيادين، أدى إلى إصابة أحدهم 45 عاماً برصاصة في قدمه.
عدد اليوم
