السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جدلية الرسوخ والتقدم

6 ديسمبر 2012
أجمع عدد من المثقفين والأكاديميين العرب، من المتعاونين مع جائزة الشيخ زايد للكتاب، أو الفائزين بجائزة من جوائز فروعها التسعة، وكذلك من المتعاونين مع مشروع “كلمة” للترجمة في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، على إن التجربة الثقافية، تستحق الدرس من جميع وجوهها، لاستخلاص العبر. وأشار هؤلاء، إن المميز في التجربة الاماراتية هو تكاملها في جميع الحقوق، فالتنمية الاقتصادية ترافقت مع نهضة إنسانية علمية شاملة، وكل ذلك جاء على قاعدة ثقافية تراثية راسخة الجذور ومنفتحة في الآن ذاتها على آفاق الحاضر والعالم. وهنا بعض الآراء التي أدلى بها المثقفون والأكاديميون العرب بمناسبة العيد الواحد والأربعين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة: اعتبرت الدكتورة نجوى الحوسني، عضو لجنة القراءة والفرز في جائزة الشيخ زايد للكتاب، أن التجربة الإماراتية في اتحادها المجيد تعدُّ واحدة من أبرز التجارب الاتحادية التي شهدتها المنطقة العربية وأطولها عمراً. وأشارت الحوسني، بأن “دولة الإمارات العربية المتحدة “حرصت، ومنذ نشأتها، على أن تساوي بين التطور العمراني والثقافي، ولتحقيق هذا التوازن كان للدولة بصمة ثقافية ذاع صيتها على المستوى المحلي والعربي والدولي ابتداء من نشر التعليم ومحو الأمية إلى تأسيس أرضية صلبة لتقديم نموذج راق للمشهد الثقافي الإماراتي”. وأكدت الحوسني أن “دولة الإمارات سعت حثيثاً من أجل بناء مجتمع قائم على المعرفة والمبادرة، لتتمكّن من التعامل مع متطلباّت العصر الحديث القائمة على الجهد الذهني والمعرفي. ومن أجل ذلك سخّرت طاقاتها المادية والمعنوية كافة لإنشاء الجامعات والكليات والمعاهد التي تؤسِّس الطلبة للعمل كفريق تتاح له فرصاً حقيقية لاكتشاف المعرفة وإنتاجها وتطبيقها، وتساعدهم على التمتُّع بشخصيات تتصف بالقدرة والدافعية والانفتاح على الآخرين”. دولة عصرية وأشاد الدكتور مسعود ضاهر، عضو الهيئة العلمية في جائزة الشيخ زايد للكتاب، بالتجربة الاتحادية للدولة، وقال: “تعتبر تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة المستمرة بثقة متزايدة وبوتيرة إيجابية متصاعدة منذ العام 1971 من أرقى التجارب الوحدوية في تاريخ العرب المعاصر. ولعل أحد أبرز أسباب نجاحها أنها بنيت بالإقناع والمحبة، وترسخت دعائم الوحدة على أسس ثابتة وقوية”. وعن علاقة التراث بثقافة التغيير الإيجابي المتدرج، يعتقد ضاهر أن “الموروث الحضاري العربي يشكل قاعدة صلبة في بناء ثقافة عربية عصرية بدولة الإمارات العربية المتحدة، ثقافة تقيم التوازن الدقيق بين الأصالة والمعاصرة من دون أن تغلِّب أياً منهما على الآخر”. وتطرق الدكتور مسعود ضاهر إلى نشأة الشيخ زايد في كنف التراث العربي التقليدي وترعرعه على قيمه وتقاليده المتوارثة عبر الأجيال، ورأى في هذا المجال أن “الشيخ زايد، وحين تولى المسؤولية السياسية كرئيس لدولة عصرية حديثة النشأة في الإمارات العربية المتحدة، حافظ على الثقافة الأصيلة في الحياة العامة بهدف ربط الحاضر بالماضي بحيث يكمل أحدهما الآخر في مختلف مجالات السياسة، والثقافة، والاقتصاد، والحياة الاجتماعية ما ساعده على إطلاق مشروع تنموي متكامل غايته الإنسان، ويعمل على تنمية إنسانية الإنسان في الدولة”. ويعتقد ضاهر أن “هذا التوجُّه كان قد ظهر جلياً في إدارة الحكم منذ البداية، وعمل الإدارة، والتنمية العمرانية، والتربية المدرسية، وتوعية المواطنين على حماية البيئة والمحميات الطبيعية”. وأبدى الدكتور محمد مفتاح، الفائز بجائزة فرع الآداب في جائزة الشيخ زايد للكتاب للعام 2010، إعجابه الشديد بالتجربة الاتحادية لدولة الإمارات العربية المتحدة بكافة مستوياتها الاجتماعية والثقافية والسياسية. وهنأت هدى الشوا قدومي، الفائزة بجائزة فرع أدب الطفل في دورة عام 2008، دولة الإمارات بعيدها الوطني الحادي والأربعين، وأكد الدكتور عبد الله السيد ولد أباه بأنه، وفي العشرين سنة الأخيرة، ومن خلال متابعته لتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الاتصال المباشر والمتابعة الدائمة، تبين له “أن هذه التجربة رائدة ونموذجية من أوجه عدة لعل أبرزها هو هذا المشروع التنموي التحديثي الذي يظهر بنَفس تراثي أصيل، وأنموذج اندماجي ناجح بآليات توافقية تعزز الهوية الوطنية”. وأشار الدكتور خليل الشيخ، عضو الهيئة العلمية بجائزة الشيخ زايد للكتاب، رئيس قسم اللغة العربية في جامعة اليرموك ـ الأردن، إلى أن “تشكّل التجربة الوحدوية لدولة الإمارات العربية المتحدة التي يعود الفضل الرئيسي فيه للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تجربة فريدة بين التجارب الوحدوية في العالم العربي؛ فهي لا تتصف بالاستمرارية والديمومة فحسب، على أهميتهما، بل إن فيها من الأبعاد ما لفت أنظار العالم إليها؛ فقد استطاع هذا الاتحاد أن يبني مجتمعاً جديداً على أسس سليمة، ويحافظ على النسيج المجتمعي وتطوره تطويراً يقوم على المزاوجة بين الثوابت وروح العصر”. وذكر الدكتور علي الكعبي، عضو لجنة القراءة والفرز بجائزة الشيخ زايد للكتاب، أن اتحاد الإمارات العربية قد تجاوز مرحلة التأسيس إلى مرحلة التأصيل والتمكين مدفوعة بروح الاتحاد التي أزكاها الآباء المؤسّسون. وأشار الكعبي إلى أن دولة الامارات من الدول القليلة في العالم التي لديها وزارة متخصصة فقط بالثقافة مما يعكس الاهتمام الكبير بالثقافة كونها جوهر وروح كل مجتمع وأيقونة كل حضارة. وأكد أن “المهرجانات الثقافية للشعر، والقصة، والفن بأنواعه، وبرامج الثقافة المختلفة في إمارات الدولة كافة، وكذلك الجوائز الثقافية الكثيرة والمتنوعة مثل جائزة البردة، جائزة الشيخ زايد للكتاب، وبرنامج أمير الشعراء، وشاعر المليون، وكذلك معارض الكتب الضخمة والتي تصاحبها أنشطة ثقافية، كل هذه ما هي إلا انعكاس لحركة ثقافية كبيرة في الدولة”. وأشادت الدكتورة زينب بنياية، مترجمة متعاونة مع مشروع “كلمة” عن اللغة الإسبانية، بالتجربة الوحدوية الإماراتية ووصفتها بأنها تجربة رائدة، تكاد تشكّل استثناءً في المنطقة العربية؛ فقد أثبتت، وعلى مدى أربعة عقود، أنها مثال يحتذى به من حيث التنمية والتطور الاقتصادي. وعن الدور الريادي للتجربة الاتحادية الإماراتية قال الدكتور محمد زياد كبة، أستاذ دكتور في اللسانيات العامة، الفائز بفرع جائزة الشيخ زايد للكتاب للترجمة في دورة العام 2011: “حسبنا أن ننظر إلى المنجزات الهائلة التي تحقَّقت في هذه الدولة لنرى النجاح الباهر الذي أنجزه العمل الاتحادي حتى غدت دولة الإمارات تحتل مكانة متقدمة بين الدول الحديثة التي يفخر بها كل مواطن عربي”. ويعتقد الدكتور محمد زياد كبة بأن “الحركة الثقافية النشطة التي شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة سبقت أقرانها من الدول الخليجية والعربية بأشواط؛ فالدولة لم تدخر وسعاً في سبيل دفع الحركة الثقافية نحو الأمام وتشجيع الأدباء والمفكرين والمترجمين العرب على المضي قدماً في سبيل الارتقاء بمستوى أعمالهم العلمية والأدبية، والأمثلة على ذلك كثيرة”. جاذب ثقافي وأكد الكاتب والروائي الجزائري واسيني الأعرج، الفائز بجائزة الآداب في الدورة الأولى لجائزة الشيخ زايد للكتاب أن “إمارة أبوظبي خاصة والإمارات العربية عموماً تشهد حركة استثنائية من الناحية الثقافية أتمنى أن تستمر على الوتيرة نفسها؛ فخيارات الحداثة ليست دائماً سهلة، بل هي مرهقة، ولكنه إرهاق جميل لأنه يجعل البلد في عمق عصره، وأقصد بذلك القرن الحادي العشرين”. وأشار الباحث عمر التل، مترجم متعاون مع مشروع “كلمة” عن اللغة الإنجليزية، إلى أن دواعي التوحد في كيان سياسي واحد توافرت منذ القدم في الحيز المكاني الذي تشغله الآن دولة الإمارات العربية المتحدة. وأكد عبد الله ماجد آل علي، مدير جائزة الشيخ زايد للكتاب، لقد ولدت بعد إعلان الاتحاد، وعشت كل مراحل البناء والعمران والتأسيس للدولة بكل منشآتها التعليمية والخدمية والصحية والثقافية والعسكرية، وكلها تمثل اليوم بالنسبة لي مفخرة اعتز بها. وقال الدكتور خليل الشيخ “لقد نجحت دولة الإمارات بتطوير قدراتها في المجال الثقافي، ليس على صعيد البنية الثقافية فحسب، بل على الصعيد الثقافي الذي يهتم بالإبداع، ما جعل دولة الإمارات مركزاً ثقافياً جاذباً للثقافة العربية. وهذا يتجلى في مبادرات ثقافية خلاقة مثل مشروع “كلمة” للترجمة”. وقال الدكتور عز الدين عناية، مترجم متعاون مع مشروع “كلمة” عن اللغة الإيطالية: “كان الرهان على الثقافة من الرهانات البارزة في المسار الوطني لدولة الإمارات العربية منذ نشأتها، مما حول البلد - مع توالي السنين - إلى قبلة للمنشغلين بالعمل الثقافي في مجالات شتى، ذلك أن الخط الثقافي الذي انتهجته هذه الدولة الفتية قد حرص، منذ بواكيره الأولى، على ما ينفع الناس ويمكث في الأرض، بعيداً عن أي منزع أيديولوجي مغامر أو أي انغلاق مشين”. وقال الدكتور صديق جوهر، رئيس قسم الأدب الإنجليزي في جامعة الإمارات العربية المتحدة: لقد حققت الدولة نجاحاَ منقطع النظير في قطاعات حيوية مثل التربية والتعليم والسياحة والاقتصاد والبنية التحتية كما أصبحت الدولة مركزاَ عالمياَ للمؤتمرات والفعاليات الدولية والمعارض الفنية والمنتديات الثقافية. في السنوات العشر الأخيرة على وجه الخصوص تحولت دولة الإمارات إلى واحة للثقافة العربية والخليجية حيث شهدت ربوعها العديد من الأنشطة الثقافية التي تسعى إلى نشر التراث الإسلامي وتدعو إلى التسامح وحوار الحضارات والتواصل مع الآخر ونبذ الخلافات ذات الأبعاد الطائفية والعرقية والعمل الجماعي الهادف إلى توسيع آفاق المعرفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©