السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين تسعى إلى الهيمنة على قطاع التقنية العالية

الصين تسعى إلى الهيمنة على قطاع التقنية العالية
16 ديسمبر 2011 22:32
في قاعة عادية كانت تستخدم في السابق كغرفة مؤتمرات يقف وو جيانبينج أمام جدار ضخم مغطى زجاجه بطبقة من الثلج. ثم يضغط جيانبينج على مفتاح فيصبح الزجاج شفافاً يكشف عن مركز عمليات مهيب مليء بشاشات كمبيوتر كبيرة تظهر خرائط الصين والعالم وتحدد وصلات النسخة السادسة من بروتوكول الانترنت IPV6 في الصين الذي يعد جيل الانترنت القادم. لدى الصين حالياً ضعف عدد مستخدمي الانترنت بالولايات المتحدة. ويشير دكتور وو جيانبينج عالم الكمبيوتر ومدير الشبكة الصينية للتعليم والبحوث إلى أن الصين تتوجه نحو نشر البروتوكول الجديد بمعدل أسرع من أي منطقة في العالم. تكفل النسخة (6) من بروتوكول الانترنت IPV6 خيارات أمن وخصوصية متقدمة، ولكن الأهم احتوائها على العديد من عناوين اي بي التي لا تتحملها النسخة الحالية من بروتوكول الانترنت IPV4. وقال جيانبينج: “لابد للصين أن تنتقل إلى IPV6”. وأضاف أن البعض في الولايات المتحدة لا يعتقد أنه أمر عاجل ولكننا نعتقد أنه أمر ملح. مستقبل الإنترنت ولو أن مستقبل الإنترنت على ما يبدو سيكون في الصين، فهل يكون مستقبل الحوسبة فيها أيضاً؟ يقول عديد من الخبراء في الولايات المتحدة إن هناك احتمالاً كبيراً لأن يكون الأمر كذلك، وبالنظر إلى توفر العمالة منخفضة التكلفة، أضحت الصين بالفعل الدولة المهيمنة عالمياً على تصنيع أجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات الاستهلاكية. ويقول هؤلاء الخبراء الآن إن اقتصاد الصين المزدهر وبنيتها الأساسية التكنولوجية المتنامية ربما تدفع بالصين إلى صدارة جيل الحوسبة القادم. ولا يعتبر السعي لتطوير مراكز حوسبة متقدمة بالنسبة للصين مجرد مسألة افتخار قومي. بل إنه مسعى لتمهيد الطريق للشركات الصينية المبتكرة وإعادة تشكيل الساحة التكنولوجية من خلال عدم الاكتفاء بمجرد تجميع أجهزة كمبيوتر العالم المكتبية. قد لا يكون هناك ستيف جوبز صيني، بحسب كلايد في بريستو ويتز رئيس معهد الاستراتيجية الاقتصادية في واشنطن والذي قال: “هناك أنواع مختلفة من الإبداع. ونحن نظن أن الإبداع لا يأتي إلا من شركات عريقة فقط. ولكن هناك نوعاً آخر من الابتكار الذي يعتمد على التطوير المستمر لعناصر قد تفتقر إليها كبريات الشركات. والصينيون لديهم الدأب والإصرار على التطوير ثم الإبداع”. ولا يعتبر هذا الرأي شائعاً، غير أن هناك من الخبراء من يذهب إلى أنه من الخطأ الاستهانة بقدرة الصين على احراز تقدم سريع. وقال باتريك جي ماكجوفرن مؤسس جماعة البيانات الدولية أحد الأوائل الذين استثمروا في إحدى أنجح شركات الانترنت الصينية التي تسمى تنست هولدنجز: “حين ذهبت إلى الصين للمرة الأولى عام 1978 رأيت عمالاً يخيطون ذاكرات الكمبيوتر معاً بأبر الخياطة. أما الآن فالإبداع يتسارع في الصين وفي المستقبل ستصدر اختراعات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية (تابليت) على يد الصينيين”. منذ ستة عقود مضت كان هناك ما يسمى انياك الذي يعتبر أول كمبيوتر الكتروني، ومنذ ذاك ترسم الولايات المتحدة مسار الحوسبة والاتصالات العصرية وتحدد إيقاعها. وابتداءً بالأجهزة الأولية وصولاً إلى أجهزة آي فون ومن اربانت Arpanet إلى واي -فاي يقترن الابتكار في هذا المجال بأميركا. وطوال فترة تتجاوز جيلاً كاملاً يعتبر وادي السليكون بمثابة منبر الإبداع في هيئة بوتقة متعددة الثقافات أفرزت اختراعات أذهلت العالم. ربما أتى التحدي الأخطر في وجه هيمنة وادي السليكون في أواخر ثمانينات القرن الماضي من اليابان التي بدا أنها على وشك السيطرة على صناعتي أشباه الموصلات والكمبيوتر إلى أن اضطرب اقتصادها. واليوم تشكل الصين نوعاً جديداً جداً من أنواع التحدي. ذلك أن التصدير طالما شكل المحرك الرئيسي للاقتصاد الياباني. أكبر سوق أما الصين فسيكون لديها قريباً أكبر سوق محلية في العالم لكل من تجارة الانترنت والحوسبة. انتبه العالم لقوة الصينيين التكنولوجية في أواخر عام 2010 حين فاجئوا العالم باختراع أسرع سوبر كمبيوتر في العالم أطلقوا عليه اسم (تيانهي-(1) “ايه”) Tianhe-1A. ورغم أنه صنع من وحدات معالجة أميركية وسرعان ما سبقه جهاز ياباني، فإن ذلك كان بمثابة دليل قاطع على بلوغ الصينيين مستوى عالمياً رفيعاً في مجال تصميم الحوسبة. وفي أكتوبر الماضي تمكن سوبر كمبيوتر صيني آخر يسمى سنواي بلولايت ام بي بي من كسر حاجز كدريليون عملية حسابية في الثانية الواحدة (واحد على يمينه 15 صفراً) ليضعه ضمن أسرع 20 كمبيوتراً في العالم. وقد أبهر هذا الجهاز الغرب ليس فقط لأنه ارتكز على وحدات معالجة دقيقة صينية الصنع بل لأنه أيضاً حقق تقدماً عظيماً في التشغيل منخفض الطاقة. وهو ما يشير إلى أن الصينيين الآن سبّاقون إلى ما يعرف بالأداء لكل وات وهو مقياس لكفاءة طاقة الحوسبة ينتظر أن يكون له أهمية كبرى لبلوغ الجيل القادم مما يعرف بالسوبركمبيوتر بالغ القدرة الذي سيكون أسرع بألف مرة من أسرع كمبيوتر في العالم اليوم والمتوقع وصوله في أواخر هذا العقد. وقال هو وايوو البروفيسور في الأكاديمية الصينية للعلوم وكبير المصممين في إحدى مجموعات شركات تصنيع وحدات المعالجة الدقيقة: “هذا ما لابد للشركات الصينية أن تفعله، في مقدورنا إطلاق سفينة فضاء، كما أنه في مقدورنا تصميم أجهزة كمبيوتر عالية الأداء”. الاستثمار في الحوسبة ويدرك المسؤولون الأميركيون ذلك ويقولون إن استثمار الحكومة الصينية في الحوسبة العظمى يؤتي ثماره. وقالت دونا كروفورد مدير مساعد الحوسبة في مختبر لورانس ليفرمور الوطني في كاليفورنيا: “هذا يعني أن الصينيين يدركون أهمية الحوسبة عالية الأداء. وهم يتبعون خطة تمكن مجتمعهم بكامله من بلوغ ذلك”. كلف رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الصين بابتكار “شبكة انترنت للأشياء”، يذكر أن ربط المنازل بشبكات كهرباء ذكية يعتبر أحد معايير جيل الإنترنت القادم في الولايات المتحدة وهو ما يواكب ما يسمى “بالحوسبة الموجودة في كل مكان” وهي فكرة أن القدرة الحوسبية في وسعها تحويل أجهزة الاستخدام اليومي مثل الهواتف الذكية ومشغلات الموسيقى الرقمية. غير أن مساعي الصين إلى الهيمنة تواجه بعض العراقيل، إذ أنها متأخرة عشر سنوات عن تعهدها ببناء صناعة أشباه الموصلات الأكبر عالمياً وهي لا تزال تستورد الغالبية العظمى من الرقائق الدقيقة اللازمة للمنتجات التي تجمعها. وأفضل مصانع الرقائق بالصين متأخرة جيلين أو ثلاثة عن أكبر الشركات العالمية مثل إنتل بالولايات المتحدة وتي اس ام سي التايوانية. وربما تتمثل أكبر نقطات ضعف الصين في السيطرة الحكومية المفرطة، كما أن الابتكار الصيني يقيده الافتقار النسبي لحماية الملكية الفكرية وهو الأمر الذي يثبط همة رواد الأعمال في خوض مجالات جديدة. عقد مؤتمر (الحوسبة في كل مكان) الدولي الثالث عشر في بكين في سبتمبر الماضي ولقي انتقادات متفاوتة من خبراء تكنولوجيا أميركيين. وقال جون سيلي براون المدير السابق لمركز بحث زيروكس في بالو ألتو في ثمانينات القرن الماضي حين اخترع مفهوم “الحوسبة في كل مكان”: “لم يكن هناك ما أبهرني. وأضاف أنه شهد ابتكاراً حقيقياً في شركات مثل فوكسكون المصنع التايواني التي لديها عمليات كثيرة في الصين والتي نفذت الكثير من أعمال تجميع آبل. كما قال إن هناك غرساً عميقاً لثقافة البحث والتصميم ما يدفع مكاناً مثل فوكسكون إلى تنفيذ أشياء ما كان لها أن تجريها وحدها. نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي ? في قاعة عادية كانت تستخدم في السابق كغرفة مؤتمرات يقف وو جيانبينج أمام جدار ضخم مغطى زجاجه بطبقة من الثلج. ثم يضغط جيانبينج على مفتاح فيصبح الزجاج شفافاً يكشف عن مركز عمليات مهيب مليء بشاشات كمبيوتر كبيرة تظهر خرائط الصين والعالم وتحدد وصلات النسخة السادسة من بروتوكول الانترنت IPV6 في الصين الذي يعد جيل الانترنت القادم. لدى الصين حالياً ضعف عدد مستخدمي الانترنت بالولايات المتحدة. ويشير دكتور وو جيانبينج عالم الكمبيوتر ومدير الشبكة الصينية للتعليم والبحوث إلى أن الصين تتوجه نحو نشر البروتوكول الجديد بمعدل أسرع من أي منطقة في العالم. تكفل النسخة (6) من بروتوكول الانترنت IPV6 خيارات أمن وخصوصية متقدمة، ولكن الأهم احتوائها على العديد من عناوين اي بي التي لا تتحملها النسخة الحالية من بروتوكول الانترنت IPV4. وقال جيانبينج: “لابد للصين أن تنتقل إلى IPV6”. وأضاف أن البعض في الولايات المتحدة لا يعتقد أنه أمر عاجل ولكننا نعتقد أنه أمر ملح. مستقبل الإنترنت ولو أن مستقبل الإنترنت على ما يبدو سيكون في الصين، فهل يكون مستقبل الحوسبة فيها أيضاً؟ يقول عديد من الخبراء في الولايات المتحدة إن هناك احتمالاً كبيراً لأن يكون الأمر كذلك، وبالنظر إلى توفر العمالة منخفضة التكلفة، أضحت الصين بالفعل الدولة المهيمنة عالمياً على تصنيع أجهزة الكمبيوتر والإلكترونيات الاستهلاكية. ويقول هؤلاء الخبراء الآن إن اقتصاد الصين المزدهر وبنيتها الأساسية التكنولوجية المتنامية ربما تدفع بالصين إلى صدارة جيل الحوسبة القادم. ولا يعتبر السعي لتطوير مراكز حوسبة متقدمة بالنسبة للصين مجرد مسألة افتخار قومي. بل إنه مسعى لتمهيد الطريق للشركات الصينية المبتكرة وإعادة تشكيل الساحة التكنولوجية من خلال عدم الاكتفاء بمجرد تجميع أجهزة كمبيوتر العالم المكتبية. قد لا يكون هناك ستيف جوبز صيني، بحسب كلايد في بريستو ويتز رئيس معهد الاستراتيجية الاقتصادية في واشنطن والذي قال: “هناك أنواع مختلفة من الإبداع. ونحن نظن أن الإبداع لا يأتي إلا من شركات عريقة فقط. ولكن هناك نوعاً آخر من الابتكار الذي يعتمد على التطوير المستمر لعناصر قد تفتقر إليها كبريات الشركات. والصينيون لديهم الدأب والإصرار على التطوير ثم الإبداع”. ولا يعتبر هذا الرأي شائعاً، غير أن هناك من الخبراء من يذهب إلى أنه من الخطأ الاستهانة بقدرة الصين على احراز تقدم سريع. وقال باتريك جي ماكجوفرن مؤسس جماعة البيانات الدولية أحد الأوائل الذين استثمروا في إحدى أنجح شركات الانترنت الصينية التي تسمى تنست هولدنجز: “حين ذهبت إلى الصين للمرة الأولى عام 1978 رأيت عمالاً يخيطون ذاكرات الكمبيوتر معاً بأبر الخياطة. أما الآن فالإبداع يتسارع في الصين وفي المستقبل ستصدر اختراعات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية (تابليت) على يد الصينيين”. منذ ستة عقود مضت كان هناك ما يسمى انياك الذي يعتبر أول كمبيوتر الكتروني، ومنذ ذاك ترسم الولايات المتحدة مسار الحوسبة والاتصالات العصرية وتحدد إيقاعها. وابتداءً بالأجهزة الأولية وصولاً إلى أجهزة آي فون ومن اربانت Arpanet إلى واي -فاي يقترن الابتكار في هذا المجال بأميركا. وطوال فترة تتجاوز جيلاً كاملاً يعتبر وادي السليكون بمثابة منبر الإبداع في هيئة بوتقة متعددة الثقافات أفرزت اختراعات أذهلت العالم. ربما أتى التحدي الأخطر في وجه هيمنة وادي السليكون في أواخر ثمانينات القرن الماضي من اليابان التي بدا أنها على وشك السيطرة على صناعتي أشباه الموصلات والكمبيوتر إلى أن اضطرب اقتصادها. واليوم تشكل الصين نوعاً جديداً جداً من أنواع التحدي. ذلك أن التصدير طالما شكل المحرك الرئيسي للاقتصاد الياباني. أكبر سوق أما الصين فسيكون لديها قريباً أكبر سوق محلية في العالم لكل من تجارة الانترنت والحوسبة. انتبه العالم لقوة الصينيين التكنولوجية في أواخر عام 2010 حين فاجئوا العالم باختراع أسرع سوبر كمبيوتر في العالم أطلقوا عليه اسم (تيانهي-(1) “ايه”) Tianhe-1A. ورغم أنه صنع من وحدات معالجة أميركية وسرعان ما سبقه جهاز ياباني، فإن ذلك كان بمثابة دليل قاطع على بلوغ الصينيين مستوى عالمياً رفيعاً في مجال تصميم الحوسبة. وفي أكتوبر الماضي تمكن سوبر كمبيوتر صيني آخر يسمى سنواي بلولايت ام بي بي من كسر حاجز كدريليون عملية حسابية في الثانية الواحدة (واحد على يمينه 15 صفراً) ليضعه ضمن أسرع 20 كمبيوتراً في العالم. وقد أبهر هذا الجهاز الغرب ليس فقط لأنه ارتكز على وحدات معالجة دقيقة صينية الصنع بل لأنه أيضاً حقق تقدماً عظيماً في التشغيل منخفض الطاقة. وهو ما يشير إلى أن الصينيين الآن سبّاقون إلى ما يعرف بالأداء لكل وات وهو مقياس لكفاءة طاقة الحوسبة ينتظر أن يكون له أهمية كبرى لبلوغ الجيل القادم مما يعرف بالسوبركمبيوتر بالغ القدرة الذي سيكون أسرع بألف مرة من أسرع كمبيوتر في العالم اليوم والمتوقع وصوله في أواخر هذا العقد. وقال هو وايوو البروفيسور في الأكاديمية الصينية للعلوم وكبير المصممين في إحدى مجموعات شركات تصنيع وحدات المعالجة الدقيقة: “هذا ما لابد للشركات الصينية أن تفعله، في مقدورنا إطلاق سفينة فضاء، كما أنه في مقدورنا تصميم أجهزة كمبيوتر عالية الأداء”. الاستثمار في الحوسبة ويدرك المسؤولون الأميركيون ذلك ويقولون إن استثمار الحكومة الصينية في الحوسبة العظمى يؤتي ثماره. وقالت دونا كروفورد مدير مساعد الحوسبة في مختبر لورانس ليفرمور الوطني في كاليفورنيا: “هذا يعني أن الصينيين يدركون أهمية الحوسبة عالية الأداء. وهم يتبعون خطة تمكن مجتمعهم بكامله من بلوغ ذلك”. كلف رئيس الوزراء الصيني وين جياباو الصين بابتكار “شبكة انترنت للأشياء”، يذكر أن ربط المنازل بشبكات كهرباء ذكية يعتبر أحد معايير جيل الإنترنت القادم في الولايات المتحدة وهو ما يواكب ما يسمى “بالحوسبة الموجودة في كل مكان” وهي فكرة أن القدرة الحوسبية في وسعها تحويل أجهزة الاستخدام اليومي مثل الهواتف الذكية ومشغلات الموسيقى الرقمية. غير أن مساعي الصين إلى الهيمنة تواجه بعض العراقيل، إذ أنها متأخرة عشر سنوات عن تعهدها ببناء صناعة أشباه الموصلات الأكبر عالمياً وهي لا تزال تستورد الغالبية العظمى من الرقائق الدقيقة اللازمة للمنتجات التي تجمعها. وأفضل مصانع الرقائق بالصين متأخرة جيلين أو ثلاثة عن أكبر الشركات العالمية مثل إنتل بالولايات المتحدة وتي اس ام سي التايوانية. وربما تتمثل أكبر نقطات ضعف الصين في السيطرة الحكومية المفرطة، كما أن الابتكار الصيني يقيده الافتقار النسبي لحماية الملكية الفكرية وهو الأمر الذي يثبط همة رواد الأعمال في خوض مجالات جديدة. عقد مؤتمر (الحوسبة في كل مكان) الدولي الثالث عشر في بكين في سبتمبر الماضي ولقي انتقادات متفاوتة من خبراء تكنولوجيا أميركيين. وقال جون سيلي براون المدير السابق لمركز بحث زيروكس في بالو ألتو في ثمانينات القرن الماضي حين اخترع مفهوم “الحوسبة في كل مكان”: “لم يكن هناك ما أبهرني. وأضاف أنه شهد ابتكاراً حقيقياً في شركات مثل فوكسكون المصنع التايواني التي لديها عمليات كثيرة في الصين والتي نفذت الكثير من أعمال تجميع آبل. كما قال إن هناك غرساً عميقاً لثقافة البحث والتصميم ما يدفع مكاناً مثل فوكسكون إلى تنفيذ أشياء ما كان لها أن تجريها وحدها. نقلاً عن: «انترناشيونال هيرالد تريبيون» ترجمة: عماد الدين زكي المنافسة الدولية ? باشرت الصين في إفراز دفعات من مهندسي الأجهزة المبهرين ومبرمجي البرمجيات المهرة، لكي تفوز بمنافسات دولية وتبدأ في الهيمنة على أفضل البرمجيات الهندسية في الولايات المتحدة. كما أعلنت جامعة بيركلي بكاليفورنيا مؤخراً عن اتفاقية لإنشاء مجمع هندسي في شنغهاي ما أثار مخاوف نقل التكنولوجيا من إحدى أفضل المعاهد الهندسية في الولايات المتحدة. وقام “العائدون” بالكثير في مجال علوم الكمبيوتر ومن أشهرهم اندرو تشي تشيه ياو الذي ترك جامعة برينستاون في نيوجيرسي لينشئ معهداً في جامعة تسيجوا في بكين حيث أنجز هذا المعهد بالفعل ابتكارات نوعية في مجال أمن الكمبيوتر ونظرية المباراة. وقال كريستوس بابا ديمتريو عالم الكمبيوتر في بيركلي: “فجأة نشهد كثيراً من الأنشطة تأتي من بكين”. لاشك أن هيكل الصناعة الصينية أضحى أكثر استعداداً للإبداع. ففي الصيف الماضي صرح دايتر ايرنست الخبير في مركز ايست ويست للبحوث في هاواي لإحدى لجان الكونجرس الأميركي بأن الصينيين سبقوا كوريا الجنوبية وأوروبا من حيث إجمالي براءات الاختراع ويسعون إلى اللحاق بالولايات المتحدة واليابان. فضلاً عن أن الصين الآن تعد ثاني أكبر سوق لرؤوس أموال المشاريع في العالم ببلوغها 7,6 مليار دولار من 2,2 مليار دولار عام 2005 بينما ظلت سوق رؤوس أموال المشاريع الأميركية راكدة إلى حد كبير، حسب ريبيكا ايه فانيي مؤلفة الكتاب الجديد الذي يحمل العنوان: “آسيا الناهضة”. وفي الوقت ذاته هناك إجماع على أن لرواد الأعمال الصينيين ثقافة العمل الدؤوب المتواصل على نحو ليس له نظير في العالم. وقال طوم ميلتشر رائد الأعمال الذي ترك وادي السليكون من 10 سنوات لينتقل إلى بكين: “تسرع الصين من إيقاعها على نحو يبدو فيه وادي السليكون بطيئاً، ففي بكين إن كنت تريد البحث عن رئيس تنفيذي الساعة 7,30 مساء يوم الجمعة فمن المؤكد أنك ستجده في مكتبه”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©