الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

8 شعراء يعرّون جسد الراهن العربي

8 شعراء يعرّون جسد الراهن العربي
29 ديسمبر 2015 22:19
محمود عبدالله (أبوظبي) أحيت نخبة من الشعراء العرب أمس الأول، في إطار «مهرجان سلطان بن علي العويس الشعري» المصاحب لمؤتمر الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، الحوارية الشعرية الرابعة، وأدارها الشاعر والروائي والناقد الفلسطيني سامح كعوش، مستضيفاً في المستهل صاحب ديوان «أنثى البدايات» الإماراتي محمد البريكي وهو من طراز شعري مختلف، فضاءاته محلّقة أبعد من مدارات الوصف، يجتاحك بحنينه الخاص فيعديك بما يكتنف أحاسيسه، بشعر درامي نابض وصور وصفية استعارية مشبعة، ومفارقات شعرية موغلة في التجرد، إلى حالة الشعر في قالب المفردة المزوجة المعنى والدلالة على نحو ما ردده على مسامعنا من قصائد: صنعاء مرهقة، توضأت على عتبات الوقت، النساء قصيدتنا، وفيها قال: «النّساء قناديلنا الخزفية/‏ في الليل/‏ يقطرن فوق الظلام ندى/‏ ويبللّن شباك أحلامنا/‏ بالسؤال». وقدّم الشاعر الأردني المقيم في الإمارات يوسف أبو لوز مجموعة من قصائده القصيرة التأملية من ديوانه «خط الهزلاج» (والهزلاج هو الذئب الصغير) وأهداها إلى الشاعر حبيب الصايغ ومنها: «لست أندلسيا»، و»باب»، وصياغتها تكشف عن براعة أبو لوز في نسج قصيدة التكثيف والاختزال، وكتابة شاعرية عارية من الاستعارات، إلى قدرة على البناء اللغوي الإيقاعي الذي يجيده بحرفية في إطار جدلية العشق والتمرد. وقرأ الفلسطيني من عرب 48 سامي مهنا قصيدتين: «حضور في عليائه الاسم»، و»لكي تتمسك الأحلام بالأنغام»، وفيها عوالم المنفى والبطولة، في نسق شعري منتظم، لا يهتز ولا يتشتت، والفكرة لا تنفلت من يدي المتلقي. ونهتز لهذا الحضور السردي البديع لدى الشاعر العراقي فارس حرّام في قصيدته «الحياة ثانية» المجدولة بمفردات تثير الكثير من التساؤلات في شكل مقاربة فلسفة الوطن والأرض والانتماء. وحملتنا البرلمانية والأكاديمية والشاعرة المغربية مليكة العاصمي إلى بركانها الشعري، وعلى فوهته تثور وتنفعل وتتمرد، فيبدو كلامها ضاجاً هادراً مزلزلا هذه المرة في قصيدتها «زلزلة على قرن الثور»، من ديوانها «شيء له أسماء»، مستوحى من أسطورة تقول إن الكرة الأرضية محمولة على قرن ثور. وتظل العاصمي بعد هدير التصفيق الذي انتزعته من جمهور القاعة في بحث دائم عن نأمات ضوء، عن نضح الشمس، عن نسغ النار، عن فلق الإصباح، فقط لمعانقة هذا العالم واستعادته، والعيش خارج أسواره، شاعرة الحياة، وسيدة الإبداع من دون منازع. ثم يأتي الغزل الشفيف من الشاعر الجزائري شوقي ريغي الذي قرأ من ديوانه «الشمس والشمعدان» قصيدة بعنوان «إلى مكابرة» وفيها نسق شعري يلامس السرد الروائي عن العشق والهوى، عن صور الترحيب بالصباح والحياة المتجددة، عن كيمياء الحب في زمن العولمة على خلفية بناء فانتازي وأفق جمالي ودود أسعدنا. وضمن منحى الشعر المنجمي، أعادنا الشاعر التّونسي سالم الشعباني إلى أجواء شعر المعلقات، في نصوص مسكونة بالهم العربي. وكان السوداني عبد القادر الكتياني الأكثر بروزاً في عناوينه الكاريكاتورية الساخرة، وخاصة قصيدته «عليّ الطّلاق» منتقداً فيها استفتاء بلا أو نعم، لتجديد فترة رئاسية للرئيس الراحل جعفر النميري. واختتم الليلة الموريتاني الذائع الصيت عبدالله ولد سالم المعلا بنص «اعتذار لعيون الخيل» عن سقطة السياسة في مشاريعها الوهمية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©