عدد اليوم
نادية مراد طه، عمرها 21 عاماً، كانت تسكن قرية بشمال العراق، وتنتمي للأقلية الإيزيدية في البلاد. عندما اجتاح تنظيم «داعش» الإرهابي العراق عام 2014، استهدف الطائفة الإيزيدية التي يبلغ قوامها نحو 230 ألفا في المنطقة باعتبارهم من «الكفار»، وخطف أكثر من 5200 شخص عام 2014، أغلبهم من النساء، وما زال 3400 على الأقل في أيدي التنظيم المتشدد، كما يقول الزعماء الإيزيديون. بدأت «داعش» في ممارسات غريبة جداً في الدولة التي تسعى لإقامتها هناك، وتطلق عليها اسم «الخلافة» ومن بينها «سبي» النساء. نادية موجودة حاليا في نيويورك، كي تطلب من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إنقاذ الطائفة الإيزيدية، ومساعدتها على تحرير الأرض من «داعش». في يوليو 2014، كانت نادية تعيش في قرية كوشو بشمال العراق مع أمها وإخوتها، تدرس لتصبح معلّمة. وفي يوم 15 أغسطس عام 2014 طلب المقاتلون الذين وصلوا القرية من الجميع السير إلى المدرسة الموجودة على مشارف البلدة. تقول نادية إن المقاتلين الذين انتشروا في البلدة فصلوا الرجال عن النساء ثم قتلوا 312 رجلاً في ساعة واحدة، منهم أشقاء نادية. بعد ذلك، تم أخذ كل «السبايا» من النساء إلى مدينة الموصل العراقية، ثم جرى توزيعهن على المقاتلين، ما دفع بعض النساء إلى الانتحار. لم تفكر نادية أبداً في الانتحار، لكنها كانت تتمنّى أن يقتلها أحد المقاتلين. وروت نادية كيف أن أحد المقاتلين الذين احتجزوها، كان يصلي خمس مرات يومياً، وكانت لديه زوجة وابنة اسمها سارة، لكن نادية لم تلتق بهما أبداً. في أحد الأيام، أخذها إلى منزل والديه بالموصل، ثم أجبرها على ارتداء ملابس جميلة له ووضع مساحيق، قبل أن يغتصبها. وأضافت أنه أجبرها على خلع ملابسها، ووضعها في غرفة مع ستة من المقاتلين، وأنهم تناوبوا على اغتصابها إلى أن فقدت الوعي. بعد ذلك، تمكنت في نوفمبر 2014 من الهرب من أحد محتجزيها، بعد أن ترك منزله دون أن يغلقه، ثم لاذت بالفرار. جرى نقلها لاحقاً إلى مخيم للاجئين، لكنها لم توضّح كيف وصلت إلى هناك أو من أوصلها. وهي تعيش الآن في مدينة شتوتجارت في ألمانيا، وتوجهت إلى الولايات المتحدة للتوعية بمحنة باقي الإيزيديات المحتجزات.
