عواصم (وكالات) - أكد دبلوماسي تركي إرسال أنقرة طائرات حربية أمس، الى الحدود مع سوريا، بعد أن قصف الجيش السوري مواقع للمتمردين في مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة على الحدود التركية. وقال هذا الدبلوماسي طالباً عدم كشف هويته، إن طائرات اف-16 أقلعت «كتدبير احترازي» من قاعدة دياربكر بجنوب شرق تركيا، بعد غارة للطيران السوري على رأس العين السورية التي سقطت الشهر الماضي في أيدي المقاتلين المعارضين. وأثناء ذلك الهجوم سقطت قذائف من الجهة السورية لم يعرف مصدرها على بلدة جيلانبينار التركية المجاورة مما تسبب بحركة ذعر بين السكان.
وفي وقت سابق، قالت مصادر أمن تركية، إن طائرات تركية اف-16 انطلقت من قاعدتها في ديار بكر، بعد الغارات الجوية على مقر الجيش السوري الحر في رأس العين في تحذير لدمشق بعدم تجاوز الحدود مع تركيا. ولم يتضح على الفور ما إذا كانت القذائف أطلقتها قوات موالية للرئيس بشار الأسد أو قوات من المعارضة.
وطلبت تركيا وهي من أكبر مساندي المعارضة السورية، من حلف شمال الأطلسي «الناتو» نشر صواريخ باتريوت أرض-جو قرب حدودها مع سوريا الممتدة 900 كيلومتر كإجراء دفاعي. وردت تركيا مراراً بإطلاق النار على الحدود، بعد سقوط قذائف وأعيرة نارية طائشة على أراضيها.
وتزامنت هذه التطورات، مع مباحثات أجراها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس في اسطنبول تناولت الحرب الأهلية في سوريا والتي يختلف بشأنها موقف الدولتين. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقب المباحثات، أعلن أن تركيا وروسيا لم يتوصلا إلى اتفاق حول سوريا.
ونقلت وكالة أنباء ايتار-تاس عن بوتين قوله في المؤتمر الصحفي إن «روسيا وتركيا لم يتوصلا حتى الآن إلى رؤية مشتركة حول وسائل تسوية الوضع في سوريا».
وأضاف الرئيس الروسي أن بلاده، التي تعد أحد آخر الدعائم الدولية لنظام الرئيس بشار الأسد، ستحافظ على رغم هذه التباينات، على الحوار مع تركيا التي تطالب بتنحي الرئيس السوري. وقال بوتين «سنكون على اتصال مع تركيا لمتابعة العمل معاً، حول وسائل تطبيع الوضع في سوريا».
وأكد بوتين أن بلاده ليست محامياً لنظام الأسد. وقال بوتين في المؤتمر الصحفي مع أردوغان «لسنا مدافعين عن النظام السوري الحالي ... لقد قلتها أكثر من مرة، لسنا محامين عن النظام السوري. هناك أشياء أخرى تثير قلقنا منها على سبيل المثال ما سيحدث مستقبلاً» في هذا البلد. واعتبر الرئيس الروسي أن رغبة تركيا في نشر صواريخ أرض-جو من نوع باتريوت للحلف الأطلسي على حدودها «سيزيد» التوتر مع سوريا. وأضاف بقوله «وضع أسلحة تقليدية على الحدود لا يهدئ الوضع بل بالعكس يوتره». واستند بوتين إلى مثل شعبي روسي ليشرح معارضة بلاده نشر هذه المنظومة الصاروخية.
وأوضح «يقولون إنه إذا كانت بندقية معلقة على جدارك في بداية لعبة، ستستخدم بالتأكيد لإطلاق النار في نهايتها». ونصح الرئيس الروسي تركيا بـ«ضبط النفس» مشيراً مع ذلك إلى أنه «يتفهم» هواجسها الأمنية. من ناحيته، أعرب أردوغان عن أمله في إنهاء العنف في سوريا قائلاً، إن التعاون مع روسيا سيسهم في استقرار المنطقة.
وفي وقت سابق أمس، أعلن مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية أن قيام الحلف الأطلسي بنشر صواريخ باتريوت على الحدود السورية تلبية لطلب تركيا سيتطلب أسابيع عدة. وأوضح هذا المسؤول في براغ، حيث يرافق وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في جولتها الأوروبية للصحفيين أنه حتى لو وافق وزراء خارجية الأطلسي على هذا الأمر خلال اجتماعهم اليوم وغداً في بروكسل، «فلن يكون هناك نشر فوري» لصواريخ باتريوت. وأضاف المصدر نفسه بعيد وصول كلينتون إلى العاصمة التشيكية أن الولايات المتحدة «متفائلة برد إيجابي للحلف لمساعدة تركيا في تعزيز دفاعها الجوي»، لكن «هذا الأمر سيتطلب على الأرجح أسابيع عدة على الأقل».
عدد اليوم
