الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جود سعيد: «صديقي الأخير» سينما تجسد معاني الصداقة بين حي وميت

جود سعيد: «صديقي الأخير» سينما تجسد معاني الصداقة بين حي وميت
15 ديسمبر 2011 20:36
يقول المخرج السينمائي السوري الشاب جود سعيد عن فيلمه الجديد «صديقي الأخير»: إلى حد ما يمكن اعتباره دراما اجتماعية نفسية معاصرة في قالب كوميديا سوداء، وقد بدأت في تصوير مشاهده بين اللاذقية والساحل والشام بتأليف مشترك مع نص الكاتب الفارس الذهبي وإنتاج المؤسسة العامة للسينما وفردوس للإنتاج والتوزيع الفني. (بيروت) - الفيلم الذي كان ينوي جود سعيد الإعلان عنه ليلة إطلاق مهرجان دمشق السينمائي الفائت بنحو 10 دقائق تأجّل بسبب اعتذار ممثلة فرنسية كانت ستؤدي دوراً أساسياً في الشريط لتحل مكانها الممثلة التونسية عائشة بن أحمد، وكذلك بسبب مشاكل تقنية وعدم اكتمال ديكورات الحارة التي ينفذ فيها الفيلم. وأكد أن استمرار فريق الفيلم بالعمل هو جزء كبير من تأكيده على مواجهته لما يحدث حاليا في سوريا. قراءة اجتماعية يقول جود سعيد لـ «الاتحاد»، إن أحداث الفيلم تدور حول قصة انتحار طبيب يقوم صديقه بكشف أسراره بعد سنوات طويلة، حيث تبدأ أحداث الفيلم في يوم رأس السنة لعام 2010 مع عودة المحقق العقيد يوسف إلى دمشق بعد عشرين عاماً من الغياب، ليعاود اكتشاف حياة صديقه الطبيب خالد الذي انتحر وهو شخصية محبوبة جداً وتحظى بحب الناس وتقديرهم ولديه ابنة جميلة رقيقة لكنه يعيش حياة عداء مع عائلته الغارقة في الفساد وينتحر بشكل مفاجئ ومخالف لمسيرة حياته الهانئة، وتتكشف تفاصيل قضية رحيل الطبيب مع العقيد يوسف الذي يفتح العديد من التحقيقات والشكوك بمساعدة المحقق الشاب أمجد المواكب للتكنولوجيا وعبر انكشاف الكثير من الأحداث تتراكم المواقف الإنسانية والمشاعر الحقيقية في كل دقيقة من متابعة حياة الطبيب المنتحر. موضحاً: من هنا تكون هناك قراءة اجتماعية سياسية حول بنية المجتمع السوري، من خلال ما يحمله الفيلم من عودة بالزمن وكشف حقائق قضية الانتحار التي تقودنا إلى إعادة اكتشاف كل ما تراكم في دمشق خلال سنوات طويلة، وبالتالي فإن القضية التي تحمل خصوصية ما تقودنا لرؤية أفق عام في المدينة، والفيلم يبحث عن إشكالية الهوية للمواطن السوري». حارة «السكة» وأشار جود سعيد إلى أن تصوير مشاهد الفيلم سوف يتركز في حارة دمشقية قديمة اسمها «السكة» وهي عبارة عن حي شعبي لكنه ليس عشوائيات، بينما هناك مشاهد سوف يتم تصويرها في اللاذقية وأماكن أخرى، حيث من المتوقع أن يستمر التصوير مدة شهرين ليدخل الفيلم بعدها في طور المونتاج ويكون جاهزاً للعرض في أبريل 2012 وستكون محاولته الاولى لعرضه في مهرجانات أوروبا وبعدها مع المهرجانات العربية وخصوصا ان فيلمه السابق «مرة أخرى» قد تم عرضه في مهرجانات عربية كثيرة. وتدور مجمل الأحداث في دمشق، حول محقق ينبش ماضي طبيب، ما يفضي إلى حكايا وشخصيات تشكّل طيفاً واسعاً لسورية اليوم، من حي تبدلت عليه الحياة وخرجت منه مجموعات بشرية ودخلت إليه مجموعات أصبحت موزاييك اجتماعيا ضمن قالب كوميدي مع خلفيات سياسية بالمعنى اليومي المعاش. إنه عمل يتناول التحقيق في جريمة مقتل طبيب، إلى أن تطور الأحداث يمكن المحقّق من كشف الحقيقة لاحقاً ويقول سعيد إنه يحكي على مستويين أولهما هو طبيب لم يعد يريد ان يستمر في حياته بسبب فعل ارتكبه، وثانياً يأتي محقق في أواخر أيامه يرفض التسليم بانتحاره ويفتح تحقيقا يكتشف من خلاله حياته وحكاية سوريا. حكاية تلخص الألم وأفراح وشكل المجتمع في دمشق في بداية 2011 وما قبله وهو ما يعني أن زمن الفيلم قبل بداية الاحداث الجارية حاليا هناك. من هو «الصديق الأخير»؟ ويضيف جود أن ما قصده في أن الصدفة هي التي ساعدته في اختيار هذا الموضوع الحيوي والواقعي ويكشف أن الحكاية مقتبسة من قصة قصيرة من مجموعة قصصية لصديقه الياس محسن الذي يعيش في باريس اسمها «القتل هيأ للمقتول»، وكانت الصدفة لقاء مع منتج الفيلم ليسألني عن جديدي فأخبرته أن مشروع ما في رأسي فكان ذلك الفيلم. وحول تعريفه لمعنى كلمة «الصديق الأخير» وما قصده، يقول جود إنه إجابة على سؤال في هويته.. وهو سؤال حقيقي يرسم كل مشاهد علاقاته الإنسانية وكيف تستطيع صنع صديق من شخص ميت كما يحدث بين المحقق والطبيب وهو صنع رؤية لمستقبله، وسؤال آخر على الصعيد النفسي والاجتماعي له علاقة بالرجولة وليس الذكورة، وصدق في التعامل وإعادة بناء العلاقات الأكثر صدقاًً حيث أن حياً صادق ميتاً. أما السيناريست فارس الذهبي فيوضح حول ما يقصده بمعنى كلمة «الصديق الأخير» قائلا: «المقصود بالصديق الأخير هو الجملة التي تروى عادة «رب أخ لك لم تلده أمك» والمقصود بالتفصيل ذلك الصديق الذي يكتشفه البطل أثناء التحقيق في أسباب موته على الرغم من عدم لقائهما من قبل.. هذه الصداقة هي ما يحتاجه الإنسان» ويلعب أدوار البطولة في الفيلم كل من عبد المنعم عمايري، مكسيم خليل، عبد اللطيف عبد الحميد، لورا أبو أسعد، سوسن أرشيد، فادي صبيح، جرجس جبارة، جمال العلي، مديحة كنيفاتي، مأمون الخطيب بالإضافة للفنانة التونسية عائشة بنت أحمد بدور الفتاة الفرنسية. ويشارك مكسيم خليل وزوجته سوسن أرشيد في العمل وتعد هذه المرة الأولى التي يشارك فيها الزوجان معاً في بطولة فيلم. ويعتبر الفنان فادي صبيح، المشارك في الفيلم، أن هذا الفيلم تجربة سينمائية هامة حيث تبدو شخصياته من خلال النص واقعية وتعبر عن الكثير من مشكلاتنا وقيمنا موضحاً أن مشاركته ستكون هامة على صعيد عمله في السينما وخاصة أنها جاءت بشكل مباشر بعد مشاركته في فيلم «العاشق» مع المخرج عبد اللطيف عبد الحميد. ويذكر أنه في رصيد المخرج جود سعيد فيلمان قصيران بعنوان «مونولج» عام 2007 و»وداعا» عام 2008 بالإضافة إلى فيلمه الطويل الأول «مرة أخرى» والذي حصل على جائزة مهرجان دمشق السينمائي 2009 كأفضل فيلم عربي طويل وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وسعيد من مواليد اللاذقية عام 1980 خريج كلية الهندسة درس السينما في فرنسا بجامعة لوميير. كشف الوجه الآخر تقول الفنانة لورا ابو أسعد، بطلة الفيلم وشريكة في إنتاجه، إنه يمكن تصنيف العمل في خانة الأفلام الاجتماعية الحديثة والمشوقة في نفس الوقت، هي قصة علاقة تنشأ بين طبيب منتحر ومحقق على وشك التقاعد يحاول حل لغز انتحار الطبيب، وفي السياق نكتشف جوانب كثيرة لنماذج عديدة في المجتمع، ودوري هو «سارة» حبيبة الطبيب «خالد»، الذي يجسد دوره الفنان عبد المنعم عمايري، وهي صاحبة مجلة خاصة وتحاول مساعدة المحقق في كشف ملابسات انتحار حبيبها، وفي أثناء ذلك تصطدم بأهل حبيبها الذين يمثلون الطبقة الفاسدة في المجتمع وتحاول فضحهم ما يعرض حياتها للخطر.. هي شخصية متمردة للغاية، لكن الفيلم يحاول كشف الوجه الآخر لجميع الشخصيات التي قد نراها قاسية أو متمردة، الوجه الذي يحمل الإنسانية والطيبة.. ويذكر أن الفيلم هو أولى تجارب لورا السينمائية، وكانت لورا قد شاركت الفنان المصري يحيى الفخراني من قبل في مسلسله «ابن الأرندلي».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©