الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استخدام الأميركيين لمضادات الكآبة يرتفع بشكل صاروخي

استخدام الأميركيين لمضادات الكآبة يرتفع بشكل صاروخي
15 ديسمبر 2011 20:30
أظهر مسح استطلاعي حول الصحة الوطنية أجراه مركز مراقبة الأمراض أن شخصاً واحداً من كل 10 أشخاص من الأميركيين الذين تزيد أعمارهم عن 12 سنةً يتناولون مضادات كآبة. وقد تبين أن النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و59 سنةً هن المجموعة الأكثر استخداماً لمضادات الكآبة. إذ تصل نسبة الأميركيات المنضويات ضمن هذه الفئة العمرية اللواتي يتناولن مضادات الكآبة إلى 23?. وكان لهذه النسبة العالية وقع مفاجئ على المراقبين وأفراد المجتمع الأميركي على الرغم من إيمان غالبيتهم بأهمية علاج الكآبة. ويرجع ذلك من جهة إلى كون بعض الناس ما زالوا يجدون حرجاً في إخبار الآخرين بأنهم يتناولون مضادات الكآبة. وأظهر الاستطلاع أيضاً أن 60? من المشاركين يستخدمون هذه المضادات منذ سنتين على الأقل. وقد يعتبر بعض الأطباء هذا أمراً إيجابياً باعتبار أن حدوث انتكاسة صحية نادراً ما تحصل إذا واظب المصاب على تناول المضادات طيلة الفترة الموصوفة له من قبل الطبيب، لكن إدراك أن 14? من المستطلعة آراؤهم يستخدمون هذه العقاقير منذ عشر سنوات أو أكثر كان مفاجئاً للباحثين نوعاً ما. فغالبية الأطباء يفترضون أنه من الأنسب متابعة المريض للتأكد من مدى تحسن حالته بعد تناوله هذه المضادات بانتظام لمدة سنتين، ثم يبدؤون معه مرحلة التقليل التدريجي من هذه المضادات لمعرفة هل يحتاج إليها أم يمكنه الاستغناء عنها. وعلى الرغم من أن ارتفاع تعاطي مضادات الكآبة فيه قدر من المجازفة، فإن البعض اعتبره ممارسةً جيدةً نظراً لأن بعض الناس لن تسوء حالاتهم بعد التقليل من هذه المضادات تدريجياً، ناهيك عن أن ذلك سيكفيهم تكبد تكاليفها وعناء الانتظام في تناولها بشكل يومي. بيد أن الوضع يختلف عندما يُصاب المريض بانتكاسة من نوع ما بعد تلقيه العلاج بنجاح، إذ يضطر الطبيب المعالج في هكذا حالات إلى الرجوع إلى نقطة الصفر والبدء من جديد مع المريض من خلال توصيف مضادات كآبة لمدة أطول قد تمتد لدى البعض إلى 10 سنوات إذا ظلت حالة متلقي العلاج مستقرةً. وكشف الاستطلاع كذلك عن جانب مهم من مشهد تعاطي مضادات الكآبة وهو أن معظم الناس الذين يتناولون مضاد كآبة واحدا لم يُراجعوا أي مُعالج نفسي سريري في السنة الماضية. ومن الواضح أن الملايين من الأشخاص يتناولون هذه الأدوية والعقاقير على أساس مستدام. وهذا يمثل تغيراً في الممارسة الاستهلاكية للأدوية والعلاجات باعتبار أن نسبة الأميركيين الذين كانوا يتناولون مضادات الكآبة قبل 20 سنة لم تكن تتعدى 2?. وهنا يطفو سؤال جوهري وهو “لماذا ارتفع عدد الناس المتعاطين لمضادات الكآبة بهذا الشكل الصاروخي المقدر بنسبة 400? خلال أقل من عقدين من الزمان؟”. ويعتقد الباحثون أنه لا يوجد جواب واضح عن هذا السؤال، لكن هناك عاملين أساسيين أسهما في حدوث هذا التحول والتغير وهما: ? أولا: تحسن جودة وفعالية الأدوية بشكل مطرد طيلة العشرين سنةً الماضية. ? ثانياً: تغير طريقة النظر إلى الإصابة بالكآبة. فبعد أن كان يُنظر إليها بنوع من العيب أو الحرج أو التابو، أضحى الأميركيون أكثر اقتناعاً بأهمية تلقي العلاج عن الكآبة وغيرها من الأمراض النفسية بشكل عام، ولو أنه ما زالت هناك أشواط طويلة ما زال يتعين قطعها. وتجدُر الإشارة إلى أن البعض قد يجدون صعوبةً في العثور على مضاد الكآبة الأنسب لحالاتهم، لكن الشيء المطمئن هو أنه يوجد حالياً 20 خياراً دوائياً، وفرص إيجاد المضاد المناسب أصبحت عاليةً أكثر من أي وقت مضى. لكن الأمر غير المطمئن في هذا الاستطلاع هو سبب لجوء أعداد متزايدة من الأميركيين إلى تناول هذه الأدوية، فهل صارت أحوالهم النفسية متعبةً ومرهقةً إلى هذه الدرجة؟ أم أن الأمر يتعلق بإفراط أو سوء استخدام وحاجة إلى توعية وترشيد. عن “واشنطن بوست”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©