الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

استراتيجية إماراتية شاملة لمواجهة سرطان الثدي

استراتيجية إماراتية شاملة لمواجهة سرطان الثدي
28 ديسمبر 2015 00:57
من منطلق مسؤوليتنا الإعلامية تجاه التعامل وقضايا الوطن. تطلق «الاتحاد» مبادرات التوعية الشهرية، وتتفاعل من خلالها مع مختلف القضايا والموضوعات التي تهم الناس في حياتهم العامة بمختلف مستوياتها ومجالاتها. باعتبار أن حالة الوعي الاجتماعي التي نتوخاها هي الحصيلة المثمرة للإدراك العميق للواقع الذي نعيشه والمستقبل الذي ننتظره. أفكار خاطئة ترتبط بالكشف عن سرطان الثدي مجموعة من الأفكار الخاطئة، ومن أهمها أن الكشف المتكرر عن سرطان الثدي قد يصيب النساء بالسرطان مثلا، كما أن بعض النساء يعتقدن أن تصوير الثدي بالأشعة السينية يمكن أن يؤديَ إلى الإصابة بهذا المرض، لذلك لا يفضلن القيام بذلك، في حين أن تصوير الثدي بالأشعة السينية يمكن من الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وينقذ حياة نساء عدة مصابات بالسرطان، تقول رئيس قسم علاج الأورام بمجموعة مستشفيات النور وتضيف: «أن هناك أيضا فكرة خاطئة أخرى تتعلق بإجراء الخزعة، بحيث يعتقد البعض أنها تحرك السرطان وتنشطه وتعمل على انتشاره بإجراء خزعة، والحقيقة هي أننا نحتاج إلى خزعة من أجل القيام بتشخيص سرطان الثدي وتحديد نوع السرطان، وتتخوف بعض النساء من العلاجَ الكيميائي الذي عادة ما يؤدي إلى تساقط الشعر، والتقيؤ، وسوء الحالة الصحية، لكن اليوم أصبحت هناك علاجات أحدَث لا تؤدي إلى تساقط الشعر والتقيؤ بشكل ملحوظ». سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، وهو من الأسباب الرئيسة لزيادة نسبة الوفيات، لذلك تسعى الإمارات لإيجاد وتطبيق استراتيجيات شاملة لمكافحة سرطان الثدي، وتهدف إلى خفض معدلات الإصابة والوفيات الناتجة عن هذا المرض عن طريق التثقيف والتوعية، وتحسين جودة الحياة للمصابين بالسرطان ودعمهم. وخصصت الدولة لهذا الهدف النبيل دعماً مادياً ومعنوياً كبيرين طوال العام، مما جعل سرطان الثدي يتراجع، مع انتشار حملات التوعية المشجعة على الكشف المبكر وإتاحة الفحص المجاني والتكفل بالعلاج. وبفضل الجهود التي تبذلها الدولة تراجعت الإصابة بسرطان الثدي، بحيث لم يعد يشكل خطرا كما كان قبل 20 سنة، حيث إن معدلات الشفاء تتزايد يوماً بعد يوم، ويعود الفضل في ذلك إلى زيادة الوعي لدى المجتمع بأهمية الفحص المبكر وتطور الطرق العلاجية الحديثة في الدولة التي تعمل على استقطاب أفضل الخبرات والتقنيات لاستكشاف المرض ومكافحته في بدايته المبكرة. ولا تكتفي الدولة بالتوعية بأهمية الكشف المبكر، بل تتصدى لمرض سرطان الثدي من خلال العمل على الوقاية منه ضمن سلسلة من المبادرات المجتمعية التي تتماشى مع ما تسعى له منظمة الصحة العالمية من تعزيز لمكافحة سرطان الثدي، في إطار البرامج الوطنية الشاملة لمكافحة السرطان المندرجة في برامج مكافحة الأمراض غير السارية والمشكلات الأخرى ذات الصلة، وتنطوي مكافحة السرطان الشاملة على الوقاية والكشف المبكر والتشخيص والعلاج والتأهيل والرعاية الملطفة. الوقاية تقود الإمارات حملات تثقيفية عن أهمية الوقاية من سرطان الثدي، وتؤكد اتباع برامج صحية ورياضية وغذائية للحد من انتشار هذا المرض الذي تتعرض له واحدة من بين كل 8 سيدات في العالم حسب هيئات دولية، وتقول الدكتورة هالة عبد اللطيف رئيس قسم علاج الأورام بمجموعة مستشفيات النور: «إن أهم شيء يجب أن نعرفه حول سرطان الثدي هو أنه قابل للشفاء بنسبة مرتفعة تصل إلى 95% في حالة الاكتشاف المبكر»، كما توضح أن الوقاية من سرطان الثدي ممكنة عن طريق تعزيز النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني والتحكم في كمية تناول اللحوم الحمراء والتحكم في فرط الوزن والسمنة من الأمور التي يمكنها المساهمة في الحد من معدلات سرطان الثدي على المدى البعيد. وتضيف: «أثبتت الأبحاث أن زيادة الوزن بشكل عام، والتي ترافق المرأة من سن الأربعين وما فوق على الأخص، تزيد خطر تعرضها لسرطان الثدي، وبذلك يجب على كل سيدة أن تحافظ على وزنها وتواجه السمنة المفرطة، وتواظب على ممارسة رياضة المشي، بما لا يقل عن 30 دقيقة يومياً مما يساهم في تنشيط الدورة الدموية ويقلل الإصابة، بحيث تشكل الرياضة وسيلة جيدة لمحاربة سرطان الثدي». النظام الغذائي وتشدد على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن بالنسبة للفتاة مما يساهم في بناء جسم متوازن ذي مناعة عالية، مؤكدة أن نوع التغذية يلعب دوراً مهماً في حماية السيدات من مرض سرطان الثدي، بحيث يجب تناول الكثير من الخضراوات والفواكه وتجنب اللحوم الحمراء، والمقالي، والطبخ بالزيوت المهدرجة واستعمال زيت القلي أكثر من مرة، والابتعاد عن تناول الوجبات السريعة، والإقبال على تناول الأطعمة التي تعزز المناعة وتحارب سرطان الثدي، ومنها الملفوف، والقرنبيط والسبانخ والخس والطماطم، ويفضل تناولها طازجة، بالإضافة إلى الحمضيات والمواد المضادة للأكسدة، واستبدال اللحوم الحمراء بتناول الأسماك، وخاصة السلمون والسردين، والصويا والتقليل من تناول السكر والخبز الأبيض والنشويات واستبدالها للبقوليات والخبز الأسمر، بالإضافة إلى المكسرات والأفوكادو، والابتعاد عن تناول الدجاج والبيض، حيث يزعم الكثيرون أن هناك مضافات توضع في غذاء الدجاج هرمونات كانت أو مضادات حيويه أو غيرها تسرع من نموه وتزيد وزنه، وهي تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي. الزواج والرضاعة ومن العوامل التي تعزز المناعة وتقلل الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء الزواج والحمل والرضاعة الطبيعية، وتقول الدكتورة هالة عبد اللطيف: «تذكر الدراسات أن الزواج والرضاعة الطبيعية لمدة عامين تقي الأم من سرطان الثدي لما لها من علاقة بالهرمونات، وبعكس ذلك فإن التأخر في الحمل إلى ما بعد سن الأربعين وعدم الإرضاع يزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي». وتحذر الدكتورة من تعرض المرأة للعلاج بالهرمونات لمدة طويلة مثل تناول منشطات التبويض بالنسبة للمرأة التي تعاني مشاكل عدم الإنجاب، لمدة تتراوح بين 5 و10 سنوات مما يؤدي إلى سرطان الثدي، وتشير إلى أهمية تجنب حبوب منع الحمل، مؤكدة أن هناك تضاربا في اعتبارها محفزا على مرض سرطان الثدي. وتضيف: «لا تتناولي الحبوب التي تحتوي على هورمون الأستروجين إلا بوصفة طبية، فتناول كميات كبيرة من هذا الهرمون لفترة طويلة يؤدي إلى تكون خلايا سرطان الثدي، كما يجب الابتعاد عن التوتر والضغط». الكشف المبكر تراجعت أعداد المصابات بسرطان الثدي في الإمارات بسبب حملات التوعية والكشف المبكر، وهناك تقنيات وأجهزة حديثة للكشف المجاني عن المرض مبكراً، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة في المستشفيات والأسواق العامة والمؤسسات والدوائر الحكومية، وساهم ذلك في تحسين الصحة العامة لدى السيدات، وتقول الدكتورة هالة عبد الطيف: «نجشع على الكشف المبكر لتفادي تعقد بعض الحالات وقت اكتشافها، كما نجيب عن استفسارات بعض السيدات اللاتي لديهن تاريخ مرضي كإصابة أحد قريباتهن مثل الأخت أو الأم أو الخالة أو العمة مما يضاعف احتمال إصابتهن بمرض سرطان الثدي، وبذلك ننصح الفتاة بأن تبدأ الفحص الذاتي من سن العشرين، وإن استلزم الأمر تقوم بالفحص الإكلينيكي أو الفحص بالأشعة التلفزيونية، ولا ننصح بإجراء الفحص عن طريق المموجرام إلا بعد سن الأربعين». وتذكر أن هؤلاء النساء ممن لديهن تاريخ مرضي في العائلة يجب أن يتخذن الخطوات اللازمة لاستكشاف ما إذا كن معرضات لمخاطر مماثلة كأن تحمل الجينات المسببة لسرطان الثدي، والتي تكشف عن مخاطر عالية بالإصابة بالسرطان، فإن بعض السيدات يفضل الاحتفاظ بحياته بجزء مبتور أفضل من الموت، وتطلب بعض المعرضات للإصابة بسرطان الثدي، خاصة في الدول الغربية، الخضوع لعملية استئصال الثدي الوقائي، حيث يعتقد أن ما يقرب من 5% إلى 10% من حالات سرطان الثدي وراثية، وتعتبر مورثة BRCA1وBRCA2 مورثات جينات بشرية تنتج بروتينات مثبطة للورم، والتي تساعد على إصلاح تلف الحمض النووي، وضمان استقرار المادة الوراثية في الخلية، وتزيد الطفرات الوراثية المحددة في مورثتي BRCA1و BRAC2 من خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض لدى الإناث، ويشمل الفحص الجيني فحص هذين الجينين ويرتبط الاختبار الجيني بالتحقق من وجودهما. مراحل العلاج وعن حظوظ الشفاء، تقول الدكتورة هالة عبد اللطيف: «إن الكشف المبكر يرفع حظوظ العلاج إلى 95%، كما أن المريضات اللاتي يعانين سرطان الثدي في المرحلتين الأولى والثانية تبلغ لديهن نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة تتجاوز 10 سنوات، أما السرطان في الثالثة والرابعة فيكن في مرحلة متأخرة ويصعب الشفاء منه»، وتوضح أن هناك أربع مراحل لتطور مرض سرطان الثدي وهي: يكون السرطان صغيرا (2 سم أو أقل)، من دون اجتياح العقد اللمفاوية التي تكون في الإبط (المكان الذي يقع تحت الذراع) يسهل علاجه وتصل نسبة الشفاء إلى 95%. يكون السرطان أكثر من 2 سم، أو مع اجتياح العقد اللمفاوية، وتكون فيه نسبة الشفاء عالية أيضا. ـ المرحلة الثالثة: يكون السرطان كبيرا (أكثر من 5 سم)، مع اجتياح الجلد الفوقي أو عضلات جدار الصدر، أو يتم اجتياح عدد كبير من العقد اللمفاوية. و المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان إلى الأعضاء الأخرى وغالبا ما يصعب علاجه. كتل حميدة ويقول الدكتور مجاهد حمامي، استشاري أمراض النساء والتوليد شهادة البورد الألماني للجراحة النسائية والتوليد: «إن كتل الثدي حالة شائعة، ولها عدد من الأسباب المختلفة، على الرغم من أن معظم الكتل ليست سرطانات ثدي، إلا أنه ينبغي فحص أي تغييرات غير عادية في الثدي في أسرع وقت ممكن»، موضحاً أن الأبحاث الطبية تؤكد أن حوالي 80% من كتل الثدي حميدة، ولكن في حالة ملاحظة أي تغيرات على مستوى الصدر يجب زيارة الطبيب والقيام بالفحوص اللازمة لتجنب أي مضاعفات مستقبلية. ويرى أن خطورة سرطان الثدي تزداد مع التقدم في العمر، مؤكداً أن سرطان الثدي قد يظهر في أي عمر لدى السيدات والرجال أيضا، وحسب إحصاءات جمعية السرطان الأميركية فإن أقل نسبة إصابات هي للنساء بين عمر 20-24 عاما: بينما أكبر نسبة إصابات بسرطان الثدي هي للنساء بين عمر 75-79 عاما، مع العلم أن نسبة النساء المعرضات لخطر الإصابة أو المصابات أكبر، كما أصدرت الجمعية العالمية للسرطان تقريرا بأن 1700 رجل يصاب بسرطان الثدي كل عام. كما أن أغلبية النساء اللاتي أصبن بسرطان الثدي ليس لديهن تاريخ إصابة في العائلة، ولكن خطر الإصابة يزداد في حال وجود الإصابة في العائلة، وحسب درجة القرابة (أم، أخت، أو ابنة). عمليات التجميل وينصح الدكتور حمامي بتجنب بعض العمليات التجميلية التي قد تعطل عمل الماموغرام مثل عمليات تكبير الثديين التي من الممكن أن تصعب عملية الفحص الذاتي، وإعاقة تفسير صورة الماموغرام. الحلقة الأولى أفكار خاطئة ترتبط بالكشف عن سرطان الثدي مجموعة من الأفكار الخاطئة، ومن أهمها أن الكشف المتكرر عن سرطان الثدي قد يصيب النساء بالسرطان مثلا، كما أن بعض النساء يعتقدن أن تصوير الثدي بالأشعة السينية يمكن أن يؤديَ إلى الإصابة بهذا المرض، لذلك لا يفضلن القيام بذلك، في حين أن تصوير الثدي بالأشعة السينية يمكن من الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وينقذ حياة نساء عدة مصابات بالسرطان، تقول رئيس قسم علاج الأورام بمجموعة مستشفيات النور وتضيف: «أن هناك أيضا فكرة خاطئة أخرى تتعلق بإجراء الخزعة، بحيث يعتقد البعض أنها تحرك السرطان وتنشطه وتعمل على انتشاره بإجراء خزعة، والحقيقة هي أننا نحتاج إلى خزعة من أجل القيام بتشخيص سرطان الثدي وتحديد نوع السرطان، وتتخوف بعض النساء من العلاجَ الكيميائي الذي عادة ما يؤدي إلى تساقط الشعر، والتقيؤ، وسوء الحالة الصحية، لكن اليوم أصبحت هناك علاجات أحدَث لا تؤدي إلى تساقط الشعر والتقيؤ بشكل ملحوظ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©