الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«كليتشكو»... بطل الملاكمة وحلبة الرئاسة الأوكرانية

13 ديسمبر 2013 23:31
لا يقتصر نجاح «فيتالي كليتشكو» في بلدة الأم أوكرانيا على بطولته في حلبة الوزن الثقيل في المجلس العالمي للملاكمة. فقد تقدم عملاق عالم الرياضة بقامته المديدة على زعماء المعارضة الآخرين أثناء الاحتجاجات الحالية المناهضة للحكومة، ويتزايد من يعتقدون أنه قد يصبح مرشحاً محتملاً لمنصب الرئاسة.   ففي الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة أسابيع تقريباً بوسط العاصمة الأوكرانية كييف، بعد قرار حكومي بالانسحاب من اتفاق للتجارة مع الاتحاد الأوروبي، أصبح حضور الرجل البالغ من العمر 42 عاماً شبه مهيمن على ميدان الاستقلال، موقع الاحتجاج الرئيسي. ويظهر الملاكم الذي أصبح سياسياً على منصة الاحتجاج بشكل شبه يومي ليحث المحتجين على الاستمرار، ويعقد مؤتمرات صحفية في مركز قريب، ويسير وسط الشوارع المزدحمة القريبة من ميدان الاستقلال، بينما يهتف الجمهور المعجب به «كليتشكو رئيسنا المقبل»! أثناء مروره مصحوباً بحراس الأمن. ووقف يوم السبت الماضي على المنصة يحث على نزول مليون شخص إلى الشوارع في اليوم التالي. وعندما بدأت الاحتجاجات تتحول إلى العنف فيما يبدو، بعد أن جاءت الشرطة لتزيل بعض الحواجز التي أقيمت حول الميدان، كان كليتشكو وشقيقه الأصغر فلاديمير، وهو بطل ملاكمة أيضاً بين المدافعين عن الميدان. وقال “كليتشكو” لوسائل إعلام في ذاك الوقت “الناس هنا عازمون على ألا يعيشوا في دولة بوليسية”. ويرى كثير من الأوكرانيين في “كليتشكو” دفقة حياة جديدة للسياسة، فلا تربطه علاقات قوية بأي أحزاب سياسية تقليدية، أو بطغمة الأقلية المتمثلة في رجال الأعمال الأثرياء الذين يعتقد أن لهم تأثيراً كبيراً في الدهاليز. وتتمنى “لوانا تشيريبانيا”، وهي طالبة جاءت إلى كييف من مدينة لفيف الواقعة في غرب البلاد لتحتج ضد حكومة الرئيس”فيكتور يانوكوفيتش” أن يصبح “كليتشكو” رئيساً لأن “لديه المال الذي حصده من الملاكمة، ولذا فهو غير الآخرين الذين يأتون للسلطة فحسب ليأخذوا من مال البلاد. لن يحتاج لهذا”. وعلى مدار العقد الماضي تصاعد غضب الأوكرانيين من الوضع السياسي لتصل الأمور إلى ذروتها في أحدث الأزمات السياسية. ففي عام 2004، نزل الملايين الى الشوارع في “الثورة البرتقالية”، التي بدأت باحتجاجات ضد انتخابات اعتقد كثيرون أنها مزورة لمصلحة “يانوكوفيتش”، وبعد جولة إعادة أشرف عليها مراقبون دوليون فاز منافسة “فيكتور يوشينكو” بمنصب الرئاسة. ثم انتخب “يانوكوفيتش” في عام 2010 رئيسا في العام نفسه الذي سجنت فيه “يوليا تيموشينكو”، التي أصبحت رئيسة للوزراء بعد الثورة البرتقالية، عن اتهامات بإساءة استخدام السلطة والاختلاس التي يصر أنصارها على أن حوافزها سياسية. وبعد أن بقي قليل من الثقة في الأحزاب السياسية التقليدية، برز “كليتشكو” في السنوات القليلة الماضية باعتباره مرشحاً شعبياً بديلاً. والعام الماضي، حل الحزب الذي أسسه الملاكم العملاق واسمه “يودار”، وتعني “لكمة” في المرتبة الثالثة في الانتخابات البرلمانية، بينما تشير استطلاعات الرأي التي أجريت في سبتمبر أيلول هذا العام أن كليتشكو، إذا خاض سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، فقد يفوز في انتخابات الإعادة مع يانوكوفيتش. وأعلن كليتشكو بالفعل اعتزامه خوض السباق، لكن أهليته للترشح ليست محسومة لأن البرلمان الذي يهيمن عليه “يانوكوفيتش” أقر حكماً في وقت مبكر هذا العام يحظر على كليتشكو خوض الانتخابات، لأن الملاكم السابق قضى عدة سنوات في ألمانيا، ودفع الضرائب هناك وليس في أوكرانيا. وتعلم “كليتشكو” اللغة الأوكرانية حديثاً، فقد ولد ونشأ في منطقة تتحدث الروسية من الاتحاد السوفييتي السابق، ويحيط نفسه بفريق من الخبراء السياسيين ليسد بهم افتقاره للخبرة، ورغم تصاعد شعبيته، فمازال بعض الأوكرانيين قلقين مما قد تمثله رئاسة كليتشكو. وقالت “إليسا روبان” من حزب “التحالف الديمقراطي”، وهو تكتل سياسي جديد يقوده الشباب تشكل عام 2010 “في أوكرانيا يسأل المرء عن القضايا التي يمثلها السياسيون لكنهم لا يجيبون، وهذا يصح على كليتشكو... لا نعلم ما يمثله، أو ما الفارق الذي سيحدثه إذا أصبح رئيساً”. وقال “ياروسلاف بيلينسكي” مدير مكتب كييف لمعهد “كينان” البحثي الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقراً “كليتشكو لم يفصل بوضوح أبداً ما سيحدث بعد انتخابه... من الجيد إطاحة هذه العصابات من الحكومة، لكن إذا جئنا الى الحكومة بعصابات جديدة فهذه مشكلة كبيرة”. لكن نسبة تتزايد من الجمهور راغبة فيما يبدو أن تعطيه الفرصة. فقد قال “فاليري كولومييتس مدير الغرفة الأوكرانية للتجارة والصناعة “إذا أحاط كليتشكو نفسه بفريق قوي، فقد يستطيع أن يكون رئيساً جيداً. إنه شخص يستحق فرصة”. وفي شوارع كييف يمثل “كليتشكو” قوة لحشد للمحتجين. ففي يوم 30 نوفمبر، بعد أن اقتحمت الشرطة الميدان كان كليتشكو بين قلة من زعماء المعارضة الذين كانوا هناك مطالباً بالقصاص للمصابين في الاشتباكات، وبإجراء تحقيق في انتهاكات الشرطة وبإقالة الرئيس. ولا يشك إلا قلة من المحتجين في نوايا “كليتشكو” الطيبة، لكن مازال هناك انقسام بشأن إذا ما كان مؤهلاً ليكون زعيماً للبلاد. فقد أبدى رجل يعمل بناء يدعى “الكسندر بوستوفوت” إعجابه بكليتشكو هو يقف في الميدان، وقال “إنه ملاكم رائع وبطل قومي لكنه ليس سياسياً. أفضل أن تعود تيموشينكو”. لكن هناك آخرين أكثر تفاؤلاً بشأن رئاسة “كليتشكو”، مثل “دميترو جرونيف” الذي يمتلك شركة مقاولات انشاءات صغيرة في مدينة لفيف الذي قال “أعتقد أن كليتشكو سيكون الرئيس المقبل... سيسعدني هذا كثيراً”. كيت جيليت - كييف ينشر بترتيب خاص مع خدمة “كريستيان ساينس مونيتور”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©