الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هادي يأمر بإخلاء صنعاء من الجيش ومسلحي القبائل

هادي يأمر بإخلاء صنعاء من الجيش ومسلحي القبائل
15 ديسمبر 2011 00:31
(صنعاء) - أمر نائب الرئيس اليمني، الفريق عبدربه منصور هادي، أمس الأربعاء، وزارة الداخلية، بالبدء في إنهاء المظاهر المسلحة وإزالة المتارس والنقاط العسكرية المستحدثة داخل العاصمة صنعاء، ابتداء من السبت المقبل، فيما أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” 2011 “عاما كارثيا” على أطفال اليمن، معللة ذلك بالاضطرابات وأعمال العنف التي عانى منها هذا البلد، منذ مطلع العام، على وقع احتجاجات شعبية مناهضة لحكم الرئيس علي عبدالله صالح، المستمر منذ أكثر من 33 عاما. ويتولى هادي، نيابة عن صالح، مهمة تسيير شؤون اليمن، لفترة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة أواخر فبراير، وذلك منذ توقيع الأخير في 23 نوفمبر الماضي، بالعاصمة السعودية الرياض، على اتفاق نقل السلطة، الذي نظمته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، المدعومة دوليا. وقال هادي، خلال ترؤسه اجتماعا ثانيا لـ”لجنة الشؤون العسكرية”، المنبثقة عن اتفاقية المبادرة الخليجية، والمشكلة، مطلع الشهر الحالي، إن الوضع في العاصمة صنعاء، لا يسر صديقا ولا عدوا ، فهي مقسمة.. والمتارس والعربات العسكرية تملأ الشوارع، وتعج بالمليشيات والقبائل من جميع الأطراف” المتصارعة منذ أواخر مارس الماضي، على خلفية انشقاق اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية و”الفرقة الأولى مدرع”، والشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة “حاشد” الأقوى قبليا في اليمن. وأضاف نائب الرئيس اليمني، في الاجتماع الذي حضره مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، :” نؤكد بضرورة إنهاء جميع تلك المظاهر وعودة الجميع إلى أماكنهم السابقة”، موجها وزارة الداخلية بأن تبدأ من السبت المقبل “عملية تنظيف واسعة للشوارع والطرقات”، وإعادة “فتح الطرقات المقطوعة أينما وجدت”، إضافة إلى “إصلاح أنبوب النفط وإعادة التيار الكهربائي من محطة مأرب الغازية” شرقي البلاد.وقال :” لا يجوز أن تظل العاصمة والمدن الأخرى رهينة أعمال طائشة وغير مسؤولة من أينما كانت”. وتعاني المدن اليمنية، خصوصا صنعاء، من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي، يصل إلى 20 ساعة يوميا، إضافة إلى أزمة خانقة في المشتقات النفطية، عادت مجددا قبل أيام، بالرغم من تحسن سعر صرف العملة اليمنية أمام العملات الأجنبية، إثر الإعلان، أواخر الأسبوع الماضي، عن تشكيل حكومة “وفاق وطني” مناصفة بين حزب “المؤتمر” الحاكم، وائتلاف “اللقاء المشترك” المعارض.وقد تولت المعارضة اليمنية في هذه الحكومة، وزارة الداخلية إضافة إلى ثلاث وزارات سيادية، هي المالية، الإعلام، التخطيط والتعاون الدولي، فيما احتفظ الحزب الحاكم بأربع وزارات سيادية هي الخارجية، الدفاع، النفط، والاتصالات.ولفت هادي إلى أن الوضع في اليمن مختلف “عن أي بلد آخر”، مشيرا إلى أن هناك “انتشارا للسلاح” بين فئات الشعب، “وانتماءات مناطقية وقبلية”، الأمر الذي “يعقد الوضع بصورة أكبر”، ويجعل من مهمة تحقيق الأمن والاستقرار في البلد “عملية معقدة”. وقال :”نتمنى تجاوز المراحل الصعبة ومفترقات الطرق، وأن نذهب للسلم والوئام وتحقيق الأمن والسلام في ربوع الوطن في ظل الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية الصحافة والحفاظ على حقوق الإنسان”، موضحا أن تشكيل “لجنة الشؤون العسكرية” جاء “كضرورة ملحة لتحقيق غايات وطنية ذات أهمية قصوى وبناءا على المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة”. وأكد نائب الرئيس اليمني على ضرورة وجود “مشاركة واسعة” من “كل الشخصيات السياسية والثقافة والاجتماعية والعسكرية” في البلاد، لـ”إعادة الحياة إلى طبيعتها”، وقال :”نحن جميعا أمام مسؤولية تاريخية أمام الشعب اليمني لإخراجه إلى بر الأمان”، بعد 11 شهرا من اضطرابات وأعمال عنف خلفت آلاف القتلى والجرحى، بينهم مدنيون. من جانبه، شدد المبعوث الدولي على ضرورة استكمال خطة التسوية السياسية المبنية على المبادرة الخليجية، التي تمنح صالح “خروجا مشرفا” من السلطة، وتلبي مطالب المحتجين الشباب في التغيير.وطالب بن عمر الأطراف اليمنية المتصارع ة “الامتناع عن انتهاكات حقوق الإنسان واستخدام العنف والقوة”، مشيرا إلى أن الوضع في اليمن بات على جدول أعمال مجلس الأمن، الذي أصدر أواخر أكتوبر الفائت، قرارا أيد فيه الخطة الخليجية، لإنهاء الأزمة اليمنية، التي وضعت البلد على شفا حرب أهلية. وأطلع المبعوث الدولي أعضاء اللجنة العسكرية على نتائج جولته إلى مدن، تعز، عدن، وصعدة، لافتا إلى أن هناك “جهودا كبيرة” تبذل في سبيل إخراج اليمن من أزمته، وأن سيقدم تقريرا مفصلا عن الوضع اليمني إلى مجلس الأمن الدولي. وعلى صعيد متصل، ناقش وزير الخارجية اليمني، أبو بكر القربي، أمس الأربعاء، مع السفير الأميركي لدى صنعاء، جيرالد فايرستاين، نتائج الزيارة التي قام بها سفراء دول مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، الثلاثاء، إلى مدينة تعز (وسط)، أبرز معاقل الحركة الاحتجاجية المناهضة لصالح.وقالت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”، إن اللقاء بين القربي وفايرستاين أكد على أهمية “التزام جميع الأطراف ببنود المبادرة” الخليجية، وضرورة “تضافر الجهود لإنجاحها خصوصا ما يتعلق بسحب المليشيات المسلحة والوحدات العسكرية من داخل مدينة تعز وبقية المحافظات وفي مقدمتها العاصمة صنعاء” لضمان “سير العملية السياسية واستئناف المشاريع التنموية وتحقيق الاستقرار”.وقال محافظ تعز، حمود الصوفي، أوضح للسفراء الخليجيين والأجانب، خلال استقبالهم أمس الأول، أن الوضع في مدينة تعز “يتطلب حسم الكثير من القضايا منها وقف إطلاق النار وقفا حقيقيا، وإعادة المظهر الطبيعي للمدينة وإزالة أسباب التوتر الصانعة للأجواء الساخنة”، حسبما أفادت وزارة الدفاع عبر موقعها الالكتروني. واعتبر الصوفي أن “الأحداث في تعز مرتبطة ارتباطا مباشرا بالأحداث في العاصمة صنعاء”، قائلا أن ما تشهده تعز حاليا من تهدئة “هو نتاج لهدنه وليس حلا شاملا للمشكلة”.وقال :” لا نستطيع أن نقول إننا وصلنا إلى حل حازم في تعز إلا إذا حلت الإشكالات في العاصمة صنعاء”، مشيرا إلى أن أسباب الصراع المسلح في تعز، ثاني كبرى المدن اليمنية ومهد الاحتجاجات الشبابية، “لا تزال قائمة”.وطالب محافظ تعز ب”نزع سلاح” المليشيات القبلية، و”إعادة الجيش إلى ثكناته”، إضافة إلى قيام سفراء مجلس التعاون الخليجي والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن “لإنهاء الحملات الإعلامية” بين السلطة والمعارضة، والتي قال إنها “ تؤجج الأوضاع” في البلاد. كما طالب الصوفي بـ”إطلاق سراح كافة المعتقلين والمختطفين من الجانبين”. إلى ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” 2011 “عاما كارثيا على أطفال اليمن”، الذين قالت إنهم “أصبحوا أكثر ضعفا في ظل أعمال العنف التي تشهدها البلاد” منذ منتصف يناير.وحذرت المنظمة الدولية من استمرار هذا الوضع في العام المقبل، في حال عدم حصول أطفال اليمن “على الرعاية اللازمة”، حسبما أفاد موقع إذاعة الأمم المتحدة الالكتروني.وأشارت منظمة اليونيسيف إلى أن برنامجها في اليمن “أعلن حالة الطوارئ”، وأنه “بحاجة إلى مبلغ خمسين مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية”، وهو رقم يعد أعلى مرتين من المبلغ الذي رصده البرنامج العام الماضي والبالغ اثنين وعشرين مليون دولار.وقالت منسقة حالات الطوارئ في اليونيسيف، هيلين قادي، إن “أعمال العنف كان لها أثر على الأطفال، مائة وثلاثة وثمانون طفلا قتلوا وثلاثمائة جرحوا وملايين آخرون يعانون نفسيا من الخوف أصبحوا بشكل مباشر أو غير مباشر شهودا على أعمال العنف”.وقالت المنظمة أنها ستقوم “بتوسيع نطاق عملياتها لمساعدة الأطفال (في اليمن) الذين أصبحوا أكثر ضعفا في ظل أعمال العنف التي تشهدها البلاد منذ عشرة أشهر ماضية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©