السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الطيبي لـ«الاتحاد»: بعيدون جداً عن اتفاق السلام أكثر من أي وقت

الطيبي لـ«الاتحاد»: بعيدون جداً عن اتفاق السلام أكثر من أي وقت
13 ديسمبر 2013 13:51
حوار: عماد المكاري استبعد رئيس الحركة العربية للتغيير أحمد الطيبي حدوث أي اختراق في عملية السلام، في ظل تعنت الموقف الإسرائيلي وعجز الموقف الأميركي عن التأثير والتغيير، يقابلهما ثبات الموقف الفلسطيني إزاء النقاط الأساسية للحل الدائم، وقال في حوار مع «الاتحاد»: «إننا بعيدون جدا عن اتفاق أكثر من أي وقت مضى». وحذر الطيبي أحد أبرز النواب العرب في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) من أن الاستمرار بنفس النهج من الاستيطان والاقتحامات اليومية في المسجد الأقصى، والإصرار على مخطط برافر الذي يهدف إلى طرد وتهجير 70 ألفاً من عرب 48 ومصادرة 800 ألف دونم من أراضيهم يعني دفع الفلسطينيين باتجاه انتفاضة ثالثة. وأقر الطيبي بأن ما يعرف بـ»الربيع العربي» أبعد الاهتمام عن القضية الفلسطينية، وكشف عن أن إسرائيل، وللمرة الأولى هذا العام، قررت تخفيض ميزانيتها العسكرية بمبلغ 3 مليارات شيكل (حوالي مليار دولار)، وهو ما لم تفعله في الماضي أبدا، بسبب الأزمات الداخلية في العراق ومصر وسوريا. ووصف الانقسام الفلسطيني بأنه معيب ومخجل، وقال: «إن فلسطين أكبر من فتح وحماس، وأن الحل بإجراء انتخابات ديمقراطية رئاسية وتشريعية». وشكك الطيبي بإمكانية تنفيذ حكومة نتنياهو تهديداتها بضرب إيران، وقال «إن إسرائيل لديها عادة ومرض تقليدي، وهو أن يكون هناك على مدار الـ24 ساعة و7 أيام في الأسبوع و365 يوماً في السنة عدو خارجي.. والآن بعد انتهاء ورقة إيران عبر الاتفاق الذي تم مع الغرب مؤخراً تبحث عن عدو جديد»، وأوضح «أنه على يقين، بأن فلسطين ستقوم، والقدس ستكون عاصمة لها، ولكن لا أحد يعرف متى». وفي ما يلي نص الحوار: مستقبل الخطة الأميركية ? أطاحت الحكومة الإسرائيلية الجدول الزمني لخطة الـ9 اشهر الأميركية، بالإعلان على لسان وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان استبعاد التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين خلال هذه المدة، ماذا تقولون في ذلك؟ ?? للأسف الموقف الإسرائيلي في غرف المفاوضات متشدد للغاية، وهو السبب في أن الهوة بين الموقفين لا تزال واسعة، وربما هي الأوسع منذ سنوات بين الجانبين. وما أقوله يخالف ما قاله بالامس القريب، وزير الخارجية الأميركي جون كيري أننا أقرب ما يمكن إلى السلام.. لا أعرف على ماذا استند في ذلك، ولكن أقول: إننا بعيدون جداً عن اتفاق أكثر من اي وقت مضى في السنوات الأخيرة. ? ما هو السبب، هل هو التشدد الإسرائيلي، أم ضعف الموقف الأميركي، أو الانقسام الفلسطيني، أم ماذا؟ ?? الموقف الفلسطيني لم يتغير.. ما طرح في النقاط الأساسية للحل الدائم وهي القدس، اللاجئين، الحدود، الأمن والمستوطنات هو نفسه الذي طرح قبل 10 سنوات، لم يتغير.. الموقف الإسرائيلي اليوم أكثر تشدداً مما كان عليه في فترة إيهود أولمرت وفي فترة إسحق رابين.. إذا هناك تشدد في الموقف الإسرائيلي وثبات في الموقف الفلسطيني، مما يزيد الهوة، ولذلك شخصت الحالة بأننا أبعد ما نكون عن اتفاق عن أي فترة في السنوات السابقة على عكس ما قال كيري.. في كل القضايا، بل على العكس. في مسألة الاستيطان زاد الطين بلة وزادت وتيرة الاستيطان.. تركيبة الحكومة الإسرائيلية هي يمينية متطرفة، والتنافس بين أقطاب هذه الحكومة ومركباتها الائتلافية، سواء كان الليكود بزعامة نتنياهو وليبرمان أو البيت اليهودي بزعامة نفتالي بينيت، ومن يتطرف أكثر من يسمن ويكثف الاستيطان أكثر.. أمام هذا، الموقف الأميركي موقف عاجز عن التأثير والتغيير، بمعنى، أحياناً تخرج جملة هنا وجملة هناك من كيري، ولكن على الأرض لم يتغير شيء.. أتوقع أن يكون هناك تصادم في المفاوضات، في نقطتين على الأخص، أولاهما موضوع إطلاق سراح الأسرى، وتحديدا ما يتعلق بـ14 أسيراً من فلسطينيي 48 و6 من أسرى القدس ضمن قائمة الـ104 أسرى التي اتفق عليها بين كيري ونتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.. اعتقد أن نتنياهو سيلصق بالحكومة معارضتها الإفراج عن أسرى 48، وهذا سيخلق أزمة ستدفع بالجانب الفلسطيني إلى إلغاء التزامه بعدم التوجه إلى الأمم المتحدة». الانتفاضة الثالثة ? هناك من يقول: إن هناك انتفاضة فلسطينية ثالثة تنتظر بعض التفاصيل على الأرض لاندلاعها، ماذا تقول في ذلك؟. ?? قلت أمام الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) بوضوح، إن الاستمرار بنفس النهج من الاستيطان والاقتحامات اليومية في المسجد الأقصى، فهذا يعني أنكم تدفعون باتجاه انتفاضة ثالثة، فردت علي النائبة بوريت ستروك، «إنك تقول ذلك بصفتك مستشاراً سابقاً للإرهابي ياسر عرفات (الزعيم الفلسطيني الراحل)، فقلت لها أنا فخور بذلك أولا، وثانياً: إن حذاء ياسر عرفات يساوي 10 من أمثالك، وأنا الآن تنتظرني دعوى حول هذا التصرف.. كان لدي رد خطي سيعلن في الوقت المناسب.. ما أقصده فعلياً أن المسجد الأقصى قد يكون سبباً في اندلاع انتفاضة ثالثة.. كما أن هناك سبب آخر قد يؤدي إلى مثل هذه الانتفاضة هو ما يحصل في النقب حالياً وما يعرف بمخطط برافر الذي يهدف إلى طرد وتهجير 70 ألفا من عرب 48 ومصادرة 800 ألف دونم وتركيزهم في قرى جديدة يرفضون الانتقال إليها.. إنه طرد وإبعاد وقمت مع زملائي في كتلة القائمة الموحدة والعربية للتغيير بإرسال رسالة إلى كيري أبلغناه فيها أن هناك تطهيراً عرقياً ونريد تدخلا.. هناك تظاهرات غضب خرجت في الضفة وغزة، وهناك تظاهرات أخرى ستخرج، ولذلك المسجد الأقصى ومصادرة الأراضي في النقب هي أسباب مرشحة لتصعيد ومواجهات من طرفي الخط الأخضر، ونحن قلنا أكثر من مرة إننا غير معنيين بالعنف، نحن معنيون كمواطنين داخل إسرائيل بالمساواة والحقوق السياسية.. نرفض أن تتم مصادرة أراضينا وما تبقى منها، بعد نكبة 48 وسنتصدى لها بكل ما أوتينا من قوة، إلى جانب إننا نسعى إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكن للأسف تقع كل هذه الأقوال على أذان صماء تسمع ولا تريد أن تصغي، نظراً لشعور العنجهية الإسرائيلي بأنهم الأقوى أمام ضعف عربي عارم سببه أن دول الجوار منشغلة بذاتها، وأنهم يستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون. فلسطين والربيع العربي ? ألا تعتقد أن إسرائيل استفادت على حساب القضية الفلسطينية في ما يعرف بـ»الربيع العربي»، وخصوصا بالتوسع الاستيطاني، وغير ذلك؟ ?? ما من شك أن ما يحدث في العالم العربي- وأنا أحترم الديمقراطية كثيراً- أبعد الاهتمام عن القضية الفلسطينية، وبصعوبة يوجد خبر فلسطيني في الإعلام، الكل منشغل بذاته، والعالم منشغل ببؤر المواجهة والدم والمصالح الجيوسياسية المتغيرة، والمطامع في المنطقة، وأعطيك مثالاً قد يكون جواباً.. إسرائيل للمرة الأولى هذا العام قررت تخفيض ميزانيتها العسكرية بمبلغ 3 مليارات شيكل (نحو مليار دولار)، وهو ما لم تفعله في الماضي أبدا، والسبب أنها قالت: إن العراق «راحت من زمان»، ومصر منشغلة بذاتها، وسوريا مشلولة، و»حزب الله» منشغل في سوريا، فإذا لا مانع من تقليص ميزانية الأمن والعسكر.. أعتقد أن هذا يقول كل شيء.. أنا أدعم رغبة الشعوب في التحرر من أنظمة توتاليتارية، ولكن لا أقبل إطلاقا أن تستغل هذه الرغبة من قبل مجموعات لتشويه مفاهيم الدين، وهدم البلاد أيا كانت. ? ما رأيك بما يحدث في سوريا، وهل تتوقعون استمرار القتل بدون حل، والفلسطينيون تحديداً دفعوا الثمن من خلال تهجير لاجئين من مخيم اليرموك؟. ?? القلب يتقطع حول ما يجري في سوريا، هذا البلد نحن نحبه لأنه امتداد لكثير من أهلنا في الجليل، عائلي واجتماعي ووطني.. أنا حزين جداً لما يحصل في مخيم اليرموك، دائماً طالبنا بألا يتم إقحام الفلسطينيين في أي معترك أو مواجهة نحن في غنى عنها، لكن قدرنا أن يصيب بعضنا النكبة تلو الاخرى، ولكن نريد لسوريا أن تنهض.. في نهاية المطاف لا يمكن أن يستمر الحال على ما هو عليه.. يجب أن يكون هناك حل.. نحن نريد لسوريا أن تعود مستقرة ثابتة وحرة ديمقراطية. الانقسام الفلسطيني إلى أين؟ ? ماذا عن الانقسام الفلسطيني إزاء ما يحدث في سوريا (فتح تساند الشعب وحماس تدعم الأسد)؟ ?? نعم هناك انقسام فلسطيني إزاء ما يحدث في سوريا حتى بسن فلسطينيي 48، هناك اختلاف في وجهات النظر أراه ديمقراطيا إلى حد كبير، ولكن لدى البعض اليوم وجهة نظر تختلف عما كانت قبل عام أو عامين.. بعض الصور التي شاهدها البعض، وبعض الممارسات تثير الغضب، واعتقد أن الجانبين ارتكبا فظائع الشعب السوري بغنى عنها، ولذلك نحن نريد سوريا مستقرة، بنظام ديمقراطي بعيد عن الانقسام. ? بالحديث عن الانقسام، ألا تعتقد أن الوقت حان لإنهاء الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس و»الحكومتين» في الضفة وغزة؟ ?? الانقسام الفلسطيني معيب، وأشعر بالخجل تجاهه، وايضا بالغضب، وهذا حال أكثرية الشعب الفلسطيني، الشعب بغالبيته ليس شعب فصائل، وفلسطين أكبر من فتح وحماس، ولكن يمكن حل ذلك بإجراء انتخابات.. الحل الديمقراطي تجاه أي شعب هو اجراء انتخابات ديمقراطية، لماذا يتم تاجيل الانتخابات والتهرب من هذا الالتزام، هذا السؤال هو أم يجب ان يطرح بقوة، كمطلب، أي إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية هي التي ستكون الطريق الأقصر لانهاء الانقسام، لأن كل المفاوضات التي جرت في السنوات الأخيرة كانت فاشلة.. مفاوضات فتح وحماس تذكرني بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، البعض أصبح يقول هذه عبثية وهذه عبثية.. إذا يجب التفكير بطريقة غير تقليدية والمضي باجراء الانتخابات. القضية والوسيط المصري ? هل تعتقدون أن ما حدث في مصر في الآونة الأخيرة، أثر على دورها كوسيط بين فتح وحماس، هل ينتظر الفلسطينيون وسيطا آخر ربما؟ ?? المصريون معنيون بالتأكيد وهم العنوان لأي تقريب في وجهات النظر، مع إدراكي التام للحساسية التي طرأت على العلاقة بين مصر و»حماس» مؤخراً بعد عزل الرئيس محمد مرسي.. أعتقد أنه مع تغير المعطيات، يجب التفكير بطريقة خلاقة لكي نجسر الهوة، فلا يمكن أن نقدم العظات لشعوب العالم ان يتوحدوا ونبقى كشعب منقسمين..هذا غير مقبول وغير منطقي، مع اعترافنا أن لمصر دوراً أساسياً لا يمكن التنازل عنه في كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية وانقسامها الداخلي. ? ما الذي يمنع فعليا إنهاء الانقسام الفلسطيني على الرغم من توقيع الجانبين على اتفاق لمعالجته وإنهائه؟ ?? ما يمنع أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق.. لم يتفق الجانبان لكي ينفذا أي اتفاق.. هذا لم يحصل..لا أريد الخوض في الجزئيات، لكن أعتقد أن هناك فرصة الآن للتلاحم مجدداً وأتمنى ألا تضيع هذه الفرصة. إسرائيل يهودية ? عادت حكومة نتنياهو وطرحت يهودية إسرائيل، وعدم عودة اللاجئين، ألا تعتقدون ان ذلك ينسف أساس أي اتفاق سلام؟ ?? هناك أسباب عدة لمطالبة نتنياهو منظمة التحرير الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، الأول هو ترسيخ الوضع الدوني من ناحية الحقوق للأقلية العربية في إسرائيل بالمقارنة مع اليهود في كل نواحي الحياة، والسبب الثاني قضية اللاجئين، وعندما يعترف الجانب الفلسطيني بـ «يهودية اسرائيل» يصبح طرح قضية اللاجئين ممنوعا..هذا هو الخطر، بل الاخطر من ذلك ان نتنياهو ابلغ الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند مؤخرا ان سبب مطالبته بالاعتراف بيهودية الدولة العبرية هو التخوف من قيام عرب 48 بالمطالبة بحكم ذاتي سياسي للانفصال عن اسرائيل، وهذا ترهيب وتخويف غير مبرر، لان مطالبنا فقط هي حقوق مدنية وسياسية متساوية ضمن الدولة لا خارج الدولة..ومع ذلك لن نتوانى على المطالبة باي حق مشروع كاقلية قومية حقوقها مهضومة..اسرائيل لا يوجد فيها دستور وانما 11 قانونا اساس هي اقل من الدستور..اسرائيل تعرف نفسها على انها دولة يهودية وديمقراطية، ولكنها تريد من منظمة التحرير ان تعترف بها كدولة يهودية..هذا لم يحصل في العلاقات الدولية اطلاق..اي دولة جديدة غير قائمة عليها ان تعترف بهوية الدولة القديمة، وثانيا في العلاقات الدولية الاعتراف المتبادل يتم بالسيادة، وبالحدود، وبالاستقلال لكن ليس بجوهر الدولة. مثلا هناك نقاش في إسرائيل حول يهودية الدولة، وهناك الكثير من المؤيدين لكن نحن كفلسطينيي 48 نرفض ذلك بالمطلق، والآن يريدون من منظمة التحرير الاعتراف، وهذا مناقض تماماً للعلاقات الدولية. الدولة وواقع المفاوضات ? ألا تعتقدون أنه بعد 21 عاماً من المفاوضات لم يحصل سوى المفاوضات، متى يمكن التفاؤل بنتائج وبقيام الدولة الفلسطينية؟. ?? المفاوضات حتما ليست أبدية، وليست منزلة من السماء.. أنها اداة للوصول إلى هدف.. طال انتظار هذا الهدف، وهناك فرصة اخيرة وقد ابلغت نتنياهو بالكنيست مؤخراً إن أمامك خيارين، الاول هول حل الدولتين، والثاني هو حل الدولة الواحدة.. ولكنك ككل إسرائيلي عندما يطرح أمامك خياران انت تختار الخيار الثالث غير المطروح أساساً، وهو الوضع القائم أي حالة اللاسلام ولا حرب، واستمرار الاستيطان، لا حرية ولا دولة فلسطينية، وهذا الوضع لا يمكن أن يقبل لأنه كلما مر الوقت واستمر الاستيطان، تعمق إسرائيل من نظام الفصل العنصري «الأبرتهايد»، والعالم لم يعد يقبل ما تقوم به إسرائيل في كل شيء، والقرار الأخير للاتحاد الاوروبي يؤكد ذلك بمقاطعة المستوطنات، وهذا تحول جذري يجب أن يبنى عليه، لأنه يقلق الإسرائيليين ويعطي الفلسطينيين دفعة باتجاه استعماله كنموذج.. البديل عن خيار الدولتين سيكون رفع إعطاء من يطالب بالدولة الواحدة حيزاً أكثر، لأنه الخيار الثالث سيؤدي إلى معامل إسرائيل من الخارج كما عوملت جنوب افريقيا التي ودعت قبل أيام نلسون مانديلا قاهر «الابرتهايد».. إسرائيل أمام الضغط الأوروبي اضطرت أن توافق على الاتفاق العلمي 2020.. إسرائيل خنعت وخضعت للاتحاد الأوروبي. كما أن هناك ما حدث من اتفاق أميركا وإيران الذي أبقى إسرائيل وحدها، وهذا الأمر يجب ان يكون نموذجا، وهو أن الغرب سمح بالتفاوض مع ايران، وبالتالي يجب الآن على اللجنة الرباعية الدولية فرض حل على إسرائيل ينهي الاحتلال ويقيم دولة فلسطين.. لماذا يسمح لكل الأزمات ان تنتهي الا القضية الفلسطينية، هذا هو السؤال الذي يطرح نفسه.. في الماضي كان الوقت يلعب لصالح إسرائيل، أما الآن فان الوقت ضد صالح إسرائيل وإنما لصالح القضية الفلسطينية، وهذا ما يقوله بعض اركان الحكم السابقين والحاليين في إسرائيل.. إنهم مدركون أن الوضع لن يبقى على ما هو عليه إذا أبقى نتنياهو على سياسته الرافضة لأي حل.. إقامة الدولة الفلسطينية ليس تعبيراً وتجسيداً لحق تقرير المصير، إنما أصبحت مصلحة إسرائيلية، وهناك من الداخل من يقول: إن عدم قيام دولة فلسطين سيؤدي إلى انهيار إسرائيل، وهذا ما أبلغت به نتنياهو في الكنيست. إسرائيل وضرب ايران ? هل تتوقعون لجوء إسرائيل إلى ضرب إيران كما تهدد بين حين وآخر؟ ?? إسرائيل لديها عادة ومرض تقليدي، وهو أن يكون هناك على مدار الـ24 ساعة و7 أيام في الأسبوع و365 يوما في السنة عدواً خارجياً.. مرة كان العراق، ثم إيران، والآن أخذوا منها هذه الورقة، لذا يجب أن تبحث عن عدو جديد.. لا يعقل ان تكون بلا عدو يؤلب بواسطته نتنياهو الشعب ويوحدهم ضده.. من هو المرشح الآن لمثل هذا الدور.. لا أعرف البعض يقول: إن ليبرمان يريد تحويل عرب 48 ليكون هذا العدو، وهو يسعى دائماً لتأليب النواب ضد عرب 48، ونتنياهو يسعى لأن يعيد إيران عدواً خارجياً يخيف الإسرائيليين بواسطته، ولم ولن يستسلم للاتفاق الأميركي الإيراني الذي حدث.. ولا أعرف إذا ضاعت إيران ربما يبحثون عن عدو آخر قد يكون باكستان مثلاً. ? هل يمكن أن تغامر إسرائيل بضرب إيران وحدها؟ ?? أشك في ذلك، هي ليست بهذا الغباء.. ربما لديها عنجهية ولكن ليست غبية لتذهب بعد الاتفاق الدولي لضرب إيران.. سنسمع كثيرا عن تقارير إسرائيلية قريباً بأن إيران أخلت بالاتفاق، ولكن هناك مشكلة بأن إسرائيل مؤقتاً بدون عدو خارجي كبير، ولذلك قلت ليبرمان يريد أن يكون العدو المقبل هو عرب 48، وهناك آخرون يريدون أن يجددوا وضع حماس وغزة على أنه العدو، وليبرمان يريد أيضا أن يتعامل مع عباس على أنه يقوم بإرهاب دبلوماسي ضد إسرائيل في الخارج.. الوضع لن يبقى على ما هو عليه بعد اتفاق إيران والغرب.. إسرائيل صرفت 14 مليار شيكل على ما يسمى الملف الإيراني في السنوات الأخيرة تهيئة لضرب إيران.. طبعاً هناك من يريد أيضا أن يكون حزب الله اللبناني هذا العدو الخارجي.. ولا أستبعد كما قلت مازحاً ربما باكستان.. لا أحد يعلم. ? لكنك تحدثت رغم ذلك أن حكومة نتنياهو مرتاحة إلى درجة تقليصها الميزانية العسكرية؟ ?? طبعاً.. دول الطوق لم تعد تشكل تهديداً عسكريا.. أنا أستبعد كثيراً أن تقوم إسرائيل بخطوة غبية هي ضرب إيران. قضية وفاة عرفات ? باعتبارك كنت من المقربين للراحل ياسر عرفات، ماذا تقول عن الجدل الدائر حاليا حول وفاته مسموما من عدمها؟ ?? تقرير لجنة التحقيق الفلسطينية أكد أن الوفاة لم تكن طبيعية، والطريقة التي توفي بها لا تزال هناك اجوبة غير كافية بعد، حتى من الناحية الطبية.. كان يجب على فرنسا أن تقدم ردوداً أكثر بعد الإعلان عن وفاته.. محمود درويش الغائب الحاضر قال «سمموه أم لم يسمموه، لقد سمموا حياته».. هناك إشارات من الروس ومن السويسريين أن هناك موتاً بمادة سامة، وبنهاية المطاف لا يمكن ألا تنجلي الأمور وتكشف الحقيقة.. عرفات كان في حياته شاغل الناس وفي مماته أيضاً، ولا بد للحقيقة تنجلي في النهاية.. وحقيقة القضية الفلسطينية بلا ياسر عرفات تختلف كثيرا عن القضية بوجود عرفات.. عرفات لم يكن فقط رئيساً، بل رمزا.. كان عرفات فلسطين، كما مانديلا قاهر الفصل العنصري.. كوفيته أصبحت رمزا للأحرار في العالم كله، واشعر بكثير من الحنين إلى عرفات والقضية في عهده. حلم الدولة ? في الختام متى تتوقع أن يتحول حلم الدولة الفلسطينية إلى حقيقة واقعة؟ ?? أنا على يقين، بأن فلسطين ستقوم، والقدس ستكون عاصمة لها، ولكن لا أعرف متى.. لكن على يقين أنها ستقوم.. وللإسرائيليين حق الخيار بأن تقوم فلسطين إلى جانب إسرائيل، أو أن تقوم فلسطين في حال آخر. الدكتور أحمد كامل أحمد الطيبي رئيس الحركة العربية للتغيير، وابرز نواب عرب 48 في «الكنيست» الذي يقول باختصار «انا فلسطيني ومواطنتي لا يمكن ان تكون مشروطة بموقف سياسي مهادن للاحتلال». ولد الطيبي في 19 ديسمبر 1958، في مدينة الطيبة لأب من يافا وأم من الرملة لعائلة شردت في نكبة 48. رافق الرئيس الراحل ياسر عرفات كمستشار لشؤون الأقلية العربية عام 1993. وأسس عام 1996 «الحركة العربية للتغيير» مع عدد من المثقفين والناشطين الفلسطينيين من عرب 48، بعد استقالته من منصبه كمستشار. شاركت الحركة ضمن قائمة ائتلافية مع حزب التجمع الوطني الديمقراطي، فازت بمقعدين تولى الطيبي احدهما في أول تجربة انتخابات للكنيست في دورتها الـ15 عام 1999. وفاز بالدورات الـ16، والـ17 والـ18 والـ19 .وانتخب كأبرز عضو كنيست عربي، والأكثر نشاطاً بين أعضاء البرلمان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©