الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قمة الثماني تبحث الفقر وتحرير التجارة والدولار الضعيف

29 مايو 2007 22:50
برلين - د ب أ: من المرجح أن يؤكد اجتماع قادة مجموعة الثماني الكبرى في منتجع هايليجندام في ألمانيا يونيو المقبل على تنامي القوة العالمية للاقتصادات الناشئة وتراجع قيمة الدولار· واستعدادات القمة يمكن أن يلازمها صراع في أسواق الصرف الأجنبي بشأن قيمة الدولار والين الياباني في غمرة تجدد الغموض بشأن أسعار الفائدة والتوقعات الاقتصادية العالمية· ويقول كينيث واتريت كبير الاقتصاديين لمنطقة اليورو في بنك بي إن بي باريبا إن مخاطر الاتجاه الهابط للاقتصاد الأميركي تتزايد، مشيرا إلى أن معدلات النمو المرتفعة في الاقتصادات الناشئة الرئيسية قد عوضت تأثير تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي على نمو الاقتصاد العالمي· وتراجع الدولار لمستويات متدنية قياسية أمام العملات الرئيسية، فيما يتوقع محللون أن يتسبب تباطؤ الاقتصاد الأميركي وسوق الإسكان المتعثر في دفع العملة الخضراء إلى مزيد من الانخفاض وعلى الأخص أمام اليورو· وهذا بالتبعية يزيد من التوقعات بأن يكون لأسعار الفائدة وأسواق الصرف الأجنبي دور في قمة هايليجندام إن لم يكن على جدول أعمال القمة الرسمي فسيكون ذلك في محادثات المسؤولين في ردهات القمة· وتبدأ قمة مجموعة الثماني في السادس من يونيو المقبل، ومن المتوقع على نطاق واسع أن تتزامن مع رفع البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة للمرة الثامنة منذ ديسمبر ·2005 وكان رئيس البنك جون كلود تريشيه قد أشار بالفعل إلى أن مجلس محافظي البنك يعتزم زيادة أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر في السادس من الشهر المقبل نتيجة لتراجع الدولار الذي هوى لأدنى مستوى له على الإطلاق أمام العملة الأوروبية ليسجل اليورو 3682ر1 دولار في أبريل الماضي· لكن التساؤل الآن يدور حول ما إذا كان رئيس البنك المركزي الأوروبي سوف يهيئ الساحة لمواصلة البنك دورته لرفع أسعار الفائدة وزيادة تكاليف الإقراض في منطقة اليورو المؤلفة من 13 دولة مرة أخرى في سبتمبر· ومن الأمور الهامة الأخرى التوترات المحتملة في أسواق العملات· فقد يصاحب اجتماع البنك المركزي الأوروبي في سبتمبر خطوات في الولايات المتحدة لخفض أسعار الفائدة، بينما تقوم اليابان بزيادتها في خطوة يصفها محافظ بنك اليابان المركزي توشيهيكو فوكوي بأنها زيادة تدريجية في تكاليف الإقراض· وكان بنك انجلترا المركزي قد توقع قبل ذلك بأن يرفع أسعار الفائدة في أغسطس للمرة الخامسة منذ أغسطس من العام الماضي لتصل إلى 75ر5%· لكن من المرجح على أية حال أن يستجيب قادة مجموعة الثماني بشكل علني على الأقل لمؤشرات الخلاف في أسواق الصرف عبر تجديد تحذيراتهم التي صدرت في الأعوام الأخيرة الماضية عن أن أسواق الصرف الأجنبي ينبغي أن تعكس الأسس الاقتصادية وأن يتم تحديدها وفقا لقوى السوق· وستراقب الأسواق المالية قمة مجموعة الثمانية بعناية بحثا عن أي شيء قد يشير إلى وجود حالة من العصبية بشأن انخفاض الدولار بعد أن تحدث بعض المحللين عن أن العملة الخضراء ستتراجع أمام اليورو لتسجل 40ر1 دولار أو أكثر من ذلك خلال الأشهر الاثني عشر القادمة· كما أن هناك شكاوى جديدة من أن اليابانيين والصينيين يبقون على أسعار عملاتهم عند سعر متدن بشكل مصطنع من أجل تعزيز الصادرات بشكل جزئي، وأن الأوروبيين يتحملون الجانب الأكبر من آثار التغير العالمي لسعر صرف الدولار· وقال واتريت إن ''القلق بشأن القدرة على المنافسة في مواجهة آسيا يبدو أنه فقاعة ستنفجر قبل أن تصل إلى السطح''· ومن العوامل التي تساهم في انتعاش اليورو الأداء الاقتصادي القوي لمنطقة اليورو الذي جاء على غير المتوقع مع تزايد صادرات تكتل العملة الأوروبية المشتركة من الآلات بفعل الطلب القوي من الاقتصاديات الناشئة التي تنمو بوتيرة متسارعة مثل الصين والهند ودول شرق أوروبا· كان اقتصاديون قد قضوا أغلب الأشهر الستة الماضية في مراجعة توقعاتهم بالارتفاع لنمو اقتصاد منطقة اليورو بعد أن كانوا يتوقعون مبدئيا أن يتراجع خلال هذا العام بسبب تباطؤ الاقتصاد الأميركي· وقال رينر جونتيرمان وهو محلل اقتصادي في بنك درسدنر كلاينفورت الالماني إنه ''بالنسبة لكل شخص معني فإن المساهمات في نمو الاقتصاد العالمي التي تتم في الاقتصادات الناشئة هي وضع جديد''· وفي السنوات الماضية، تمت دعوة قوى اقتصادية ناشئة كبيرة مثل الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا والمكسيك لحضور القمة، أخذا في الاعتبار قوتهم الاقتصادية التي ساهمت أيضا في إحداث نمو قوي في مناطق أخرى من العالم بما فيها اليابان· وأدت مؤشرات النمو القوي في الاقتصادات الناشئة التي تساهم في تعويض تباطؤ النمو الأميركي إلى اعتقاد بعض الاقتصاديين أن اقتصادات رئيسية مثل اليابان ومنطقة اليورو قد نجت من التطورات الاقتصادية التي تشهدها الولايات المتحدة· لكن الخطر هو أن الزيادة الكبيرة في أسعار الفائدة بالاقتصادات الناشئة قد تتسبب ببساطة في تأخير الآثار المباشرة لتباطؤ أكبر اقتصاد في العالم بدلا من المساهمة في خفض آثار الأحداث الاقتصادية الأميركية في اقتصادات الدول الغربية الرائدة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©