السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهاجم مقهى سيدني.. إرهابي أم مختل؟

24 ديسمبر 2014 22:51
قبل الدخول إلى مقهى «لينت» الأسبوع الماضي، كان «مان هارون مؤنس» قد تم طرده باعتباره مؤيداً لأيديولوجية دينية يرفضها المسلمون. وفي الماضي، كان «مؤنس» - 50 عاماً - وهو إيراني المولد، كثيراً ما يلتقط قلمه للتعبير عن نفسه، ويكتب عدداً لا حصر له من الخطابات تعتبر تهديداً من قبل الجهات التي تتلقاها مثل شركة طيران «كانتاس» والعائلات الثكالى للجنود الأستراليين الذين لقوا حتفهم في أفغانستان. وأسفرت هذه الرسائل العدائية عن توجيه اتهامات جنائية رفضت المحكمة تجاهلها. وفي المقهى، حمل «مؤنس» سلاحاً نارياً بدلاً من القلم، وانتهت دراما احتجاز الرهائن بمقتل اثنين من رواد المقهى، علاوة على «مؤنس» الذي أعلن نفسه رجل دين وكان يرتدي عقالاً أسود يشير إلى أنه «من جنود محمد». وذكر محاميه السابق «ماني كونديتسيس»: «إنه كان يفضل الموت بدلا من الذهاب إلى السجن، فقد شعر أنه ليس لديه ما يفقده. إنني على يقين بأنه عندما ذهب إلى المقهى كان يعلم أنه لن يخرج حياً». ومنذ وقوع الهجوم المميت، دار النقاش في جميع أنحاء أستراليا حول ما إذا كان ينبغي وصفه بعمل إرهابي سياسي مستوحى من الدين أم أنه عمل شاذ ارتكبه شخص مجنون يتعطش لجذب الانتباه. وتوقف النقاش، بالنسبة للبعض، على مخاوف من وقوع عمليات انتقامية ضد المسلمين. وحذر البعض الآخر من رقابة الشبكات الإسلامية المتطرفة والمنظمة، التي قد تشكل تهديداً أكبر. وقال المحلل الأمني «نيل فيرجوس» في صحيفة «سيدني مورنينج هيرالد»، إن تصنيف الهجوم بأنه عمل إرهابي «من شأنه فقط تغذية آلة الدعاية» لتنظيم «داعش» وغيره من الجماعات الإرهابية. وكتب «كليمنتاين فورد» في «فيرفاكس ميديا» أن ربط الهجوم بالإرهاب يعد تفكيراً عنصرياً. بيد أن البعض الآخر يصف مثل هذه الاتجاهات بـ «الإنكار» في عصر تدعو فيه الجماعات الإسلامية المتطرفة إلى شن هجمات بأسلوب الذئب المنفرد ضد «الكفار» من أستراليا إلى أميركا. ويصف المحلل الأمني «سكوت ستيوارت»، من مجموعة «ستراتفور» للتحليل في تكساس، الإرهاب بأنه «عنف يتم ارتكابه لأغراض سياسية، على الرغم من أي مشاكل شخصية أو قانونية أو عقلية قد يكون مؤنس واجهها، فمن الواضح أنه كان يهدف إلى جعل هذا الحادث عملاً من أعمال المسرح الإرهابي». وقد شهد الأستراليون مؤخراً عدة حوادث إرهابية مخيفة، من بينها شاب أفغاني المولد، 18 عاماً، يحمل في يديه سكينتين وعلم «داعش»، الذي استدرج شرطيين للقائه بشأن جواز سفره الذي تمت مصادرته، حيث صفع أحدهما وطعن الآخر. ودعا رجال الدين المسلمون لإجراء تحقيق مع «مؤنس» الذي ليس لديه أي علاقات معروفة بـ«داعش». وقالت «كوهين»: «أعتقد أن الناس في حالة من الإنكار»، مشيرة إلى التحفظ في وصف عمله بالهجوم الإرهابي. وأضافت: «إن جزءاً من حسن نيتهم يرجع إلى الرغبة في عدم إثارة ضجة أو المساهمة في زيادة العداء والقلق». واستطردت كوهين: «هناك رغبة من قبل الأستراليين في العودة إلى تجنبهم البريء لكل شيء: وهم يحاولون القيام بذلك من خلال تجنب كل شيء اعتقاداً أن الأمور ستمضي بعيداً». ويذهب بعض المحللين إلى التكهن بأن وحي «مؤنس» يأتي من طلب مسؤول (داعش) «أبو محمد العدناني» أن يجذب المؤيدون أحد الملحدين «ويحطم رأسه بحجر، أو أن يذبحه بسكين، أو يدهسه بالسيارة، أو يخنقه أويسممه». تقول «كوهين»: إن «الشيء الذي أقنعني بخطورته هو الفيديو الذي يظهر فيه أثناء تجنيده للأستراليين، مستخدماً امرأة شابة ترتدي البرقع. إن هذا كان حقاً غريباً ومرعباً». يذكر أن «مؤنس» أشار في خطاباته إلى شركة «كانتاس» إلى قنابل وتخريب وأنه يرى أن ضحايا حرائق الغابات الأسترالية يستحقون الموت. وفي ذلك الوقت تقريباً، أسقطته السلطات من قائمة الإرهاب في أستراليا. وفي 2013، أدين بأنه شريك في قتل زوجته السابقة، إلى جانب العشرات من جرائم الاعتداء الجنسي والتصرفات غير اللائقة التي كان يمارسها عندما كان يدعي أنه معالج ويهوى ممارسة السحر الأسود. روبين ديكسون * * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©