الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

"الحوش" نواة لمتحف الفن والفنانين الفلسطينيين

29 مايو 2007 00:28
الاتحاد ـ خاص: حين كان زوّاره يشاهدون اللوحات المعلقة على جدران منزله، كانوا يسألون: ''ولماذا لا تقيم متحفاً للفنون الحديثة؟''· وكان المحامي البارز في القدس الشرقية ''مازن قبطي'' يجيب''··· بل متحف من أجل فلسطين، وهذا حلم، لكنني لا أعتقد أنه حلم يمكن أن يتحقق في الظروف الراهنة، فثمة أولويّات حسّاسة، وضاغطة، بالنسبة إلى الفلسطينيين تبعدهم عن التفكير بالمتحف''· لكن كل شيء يبدأ بالحلم، إذ إن ''قبطي'' تمكن من جمع عشرين فناناً ورجل أعمال وقرّروا افتتاح صالة ''الحوش'' في قلب القدس العربية، على أن تكون نواة لمتحف يعنى بالإنتاج الفني الفلسطيني· المشروع تبلور في ربيع عام ،2006 والآن، يبدو أنه ألهب المشهد الفني الفلسطيني: معارض، ومعارض استعادية، ومشاغل رغم كل أعمال التضييق التي تمارسها السلطات الإسرائيلية لتشويش الهويّة العربيّة لمدينة منذ أن أقفلت بيت الشرق، كمقرّ للسلطة الفلسطينية، وأقامت جداراً من المستوطنات يفصل بين القدس والضفة الغربية· وتقول ''سلوى مقدادي''، أمينة الجاليري، إن الغاية هي ألا تتحطم الذاكرة كما تحطمت أشياء أخرى، مشيرة إلى مساهمة برنامج الأمم المتحدة للإنماء والمتحف الوطني للفن النرويجي في المشروع، لتضيف إن الهدف من المجمع ليس فقط أن يكون نقطة اجتذاب للنخبة، بل إن يستقطب جميع الفلسطينيين في المدينة وخارجها، الريشة أيضاً تعمل على تجذير الانتماء·· هذا لتلاحظ أن السلطات الإسرائيلية بذلت جهوداً هائلة لتفكيك الخيال الفلسطيني، على أنه أحد المكوّنات الدينامية للهويّة، لكنها أخفقت في ذلك، وهذا المجمع دليل على أن الأيدي تتضافر للتأكيد على أن أحداً لا يمكنه أن يجعل تلك الهويّة في خطر·· ''مازن قبطي'' ومعه رجلا أعمال بارزان هما ''زاهي خوري'' و''منيب المصري'' وضعوا نصب أعينهم إنشاء المتحف الفلسطيني، و''مازن'' أعلن أنه سيقدم مجموعته التي تتألف من 160 لوحة، إضافة إلى موجودات فنية أخرى، هدية إلى المتحف، ففي رأيه أنه لا بد من جمع التراث الفلسطيني الذي هو، كما الشعب الفلسطيني، في الشتات· ويقول ''مازن'': ''إن واشنطن وتل أبيب بذلتا جهوداً هائلة لإظهارنا على أننا إرهابيون، ونحن نريد أن نثبت أن أصابعنا هي التي تصنع الحياة، نتفاعل مع الثقافات، وننتج من خلال أحاسيسنا وظروفنا التي لا تخفى على أحد· وأنا واثق من أن الفنانين الفلسطينيين، وبحكم وضعهم، يتميّزون بذلك الثراء التعبيري الذي يثير الدهشة فعلاً''· المتحف سيكون عبارة عن قرية للإبداع· مشاغل وأمكنة إقامة للفنانين بكلفة متواضعة هي 20 مليون دولار قياساً على تكلفة المتاحف الفنية الأخرى والتي تتجاوز مئات الملايين من الدولارات· المشكلة الأساسية هي في عدم وجود الكادرات المؤهّلة لإدارة المتحف وتسيير شؤونه، فالإسرائيليون أعاقوا عملية تدريس الفنون الجميلة في الجامعات الفلسطينية، ربما لأن الفن يضفي على القضية أبعاداً إنسانية مكثفة، كما أنه يعكس التعبير الجماعي عن الهوية· وإذ أنشأ ''مازن قبطي'' مع الشركاء في المهمّة أكاديميّة للفنون في رام الله، فقد تم إيفاد عدد من الأشخاص الذين سيعملون في المتحف إلى الخارج من أجل الاطلاع على الوسائل والتقنيات الحديثة في إدارة المتاحف وتشغيلها· الفنان الفلسطيني ''خالد حوراني'' يقول: ''أنْ نحوِّل التراب إلى دقات قلب''· في اطار النشاطات الفنّية، طرحت الفنانة الفلسطينية ''اميلي جسير'' هذا السؤال على عدد من مواطنيها: ''إذا كنت أستطيع أن أفعل شيئاً ما بدلاً عنك، فما هو هذا الشيء؟''· الإجابات كانت عبارة عن صور فوتوغرافية مؤثرة، وأيضاً نصوصاً تعكس الحنين والتشتت والمأساة· ''أورينت برس''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©