السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نصير شمّة: موسيقاي تحمل رسائل الجمال والسلام إلى الإنسانية

نصير شمّة: موسيقاي تحمل رسائل الجمال والسلام إلى الإنسانية
12 ديسمبر 2013 20:35
مراد اليوسف (دبي) - نصير شمّة، هو أفضل عازف عود في العالم ويعتبر مدرسة موسيقية بحد ذاته، إنه اسم كبير لا يمكن وصفه بأقل من مفكر موسيقي، فهو ليس عازفا تقليديا، بل حالة استثنائية وفريدة جعلت النقاد الفرنسيين يصفونه بزرياب الصغير، وهو مصمم العود المثمن بالاعتماد على مخطوطة الفارابي في القرن التاسع، وهو مبتكر طريقة العزف بيد واحدة ليتيح للمعوقين فرصة العزف، وهو مؤسس «بيت العود» في مصر والجزائر والإمارات. خلق نصير شمة بثقافته ونضوجه حالة من التوأمة الروحية والمادية بينه وبين العود، ليجول من خلال أنغامه البديعة في عوالم عميقة ناشراً لغة المحبة والجمال بين الناس في كل محطة يمر بها. موسيقى هادفة ويحمل نصير شمّة موسيقاه الهادفة متنقلا بها في كثير من الدول، أما الرســالة التي يجوب لأجلها كل هذه البلدان، فيصـفها بالقول: «هي رسالة الجمال والسلام والإنسانية، موحدة للناس والشعوب على اختلاف معتقداتها، وهذه الرسالة مهمة وأساسية عندما يصبح الفنان قادراً على توحيد القــلوب والحضارات، حتى يتحول هذا الأمر إلى سلام داخلي لدى الإنسان وهو يتلقى الموسيقى»، ليؤكد الاختلاف بين حفلات الموسيقى التي تقتصر على آلة العود فقط، وحفلات الغناء، قائلا: «يكون الطقـس مختلفاً كلياً، حيث يأخذ الموضوع أبعاداً عميقة في حفلات الموسيقى، وتحلق أفئدة الجمهور في خيال رحب، فكل قطعة تعلو بهم إلى درجة أسمى حتى الوصول إلى منطقة الجمال، وكل هذه الإشارات تدفع الإنسان ليعيش مع الآخر في وئام وتكون حينها لغة الحب هي السائدة». صنوف الإبداع وفي رد على سؤال حول ما تقدمه جمالية الموسيقى للإنسان من أشياء مقارنة بالجماليات الأخرى، يقول شمّة: «كل صنوف الإبداع لها ميزات متنوعة لكن كثيراً من الفلاســفة مثل شوبنهاور يقولون إن الموسيقى أعلى صنوف الإبداع، وكل الفنون تطمح للوصول إلى الموسـيقى لأن خطابها نافذ وسريع وتأثيرها أقوى وأعمق وتخاطب الجميع على اختلاف مستويات الثقافة والتعليم». وعن رأيه في مدى انتشار ثقافة الالتفات للفن الهادف بين جيل الشباب الحالي، يوضح: «الناس تعتقد أن حيزا كبيرا من تفكير الشباب يتجه نحو الموسيقى السطحية، لكن ما أراه هو العكس تماما، فإقبال الشباب اليوم هو على الموسيقى الآلية «الملتزمة»، ولهذا الإقبال جانب كمّي، باستقطاب الكثير من صغار العمر، وآخر نوعي، بعمق فهمهم للموسيقى. وحقيقة أن أجمل حفلاتي هي التي تقام في الجامعات ويكون الشباب جمهورها حيث يكتشفون أنفســهم من خلال شــغفهم بتذوق موسيقى عميقة، فالشباب لديهم طاقة كبيرة والموسيقى تساعدهم على تفريغ طاقاتهم وتضيف إلى روحهم وكيانهم أشياء جديدة». «العامرية» و«بابا عمرو» وعن وجه الشبه بين مقطوعته الشهيرة «العامرية»، ومقطوعة «بابا عمرو»، إذ كلتاهما تتحدث عن مجازر وقعت، فقال: «العامرية وبابا عمرو وجهان لجريمة واحدة في حق الإنسانية والطفولة أياً كان الفاعل، وصراحة ما ألّفته هو ليس كل ما أريد أن أعبر عنه، فهناك انطباع سيظهر متأخراً ولكن هو الأهم، وما أقدمه الآن هو من أجل أن يشعر السوري بأننا إلى جانبه وقلوبنا معه». وعن سبب إظهار هذا الانطباع متأخراً، يقول شمّة: «العمل الذي أتمناه يحتاج إلى أن أبتعد قليلاً حتى أكتبه، فالعامرية مثلاً ألفتها في الأيام الأولى للمجزرة ولكن عزفتها في الذكرى الأولى بعد مرور عام، ولذلك أتمنى أن أعبّر عما رأيته في زيارتي للزعتري بأعمال موسيقية في نفس مستوى تأثري بالثورة. ونحن الآن نحضر لأعمال موسيقية وغنائية خاصة بأوجاع الثورة السورية وتطلعاتها». ودائما ما تظهر الآلام والأحزان كطابع مميز لموسيقى نصير شمة، فما هو الهم الذي يحاصر هذا الفنان الملتزم، يتحدث نصير واصفاً ما يثير قلقه: «همّ المنطقة التي نحن بها، وهمّ العراق الذي لا ينتهي، فالموت والفراق يلاحقانني في كل عمري، يومياً نخسر شخصاً أو عائلة، والحروب تمزق نسيج المجتمع الذي بدأ في العراق وامتد بعد ذلك، أيضاً انتشار الفكر المتعصب يعد أخطر من الحرب وهذا يطال كل من يعيش في الوطن العربي من عرب وقوميات أخرى». «الأميرة» سبب شتهرتي بسؤال شمّة عن المكانة التي تحتلها المرأة في موسيقاه، أشار قائلا: «لدي الكثير من المقطوعات الموسيقية التي تتحدث عن المرأة حتى لو كانت مسمياتها غير مباشرة، حيث أول قطعة ألفتها كان اسمها «الأميرة» واشتهرت من خلالها وأنا طالب، ثم «قصة حب شرقية» و»أناجيه على ملأ» و»لامست القمر» و»رحيل القمر»، ولذلك فإن المرأة تحتل نصف حيز عملي تقريباً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©