الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المبين» يهدي إلى سبيل الرشاد

«المبين» يهدي إلى سبيل الرشاد
12 ديسمبر 2013 20:33
أحمد محمد (القاهرة) - الله عز وجل هو المبين لعباده سبيل الرشاد والموضح لهم الأعمال، التي يستحقون الثواب على فعلها، والتي يستحقون العقاب عليها، وبين لهم ما يأتون وما يذرون، ألوهيته ظاهرة لاشك فيها، كل شىء يدل على وجوده. و»المبين» هو المنفرد بوصفه، الظاهر فوق كل شيء، له مطلق العلو والفوقية، الذي أبان لكل مخلوق علة وجوده وغايته، وأبان لهم طلاقة قدرته مع بالغ حكمته، والأدلة القاطعة على وحدانيته، وأبان دينهم بأحكام شريعته، ولا يعذب أحداً من خلقه إلا بعد بيان حجته، وقد خاطب عباده بكل أنواع البيان، وأقام حجته بكل أنواع البرهان. و»المبين» من أسماء الله الحسنى، ورد في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى: يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين»، «النور: 25». قال ابن جرير، يعلمون يومئذ أن الله هو الحق الذي يبين لهم حقائق ما كان يعدهم في الدنيا من العذاب، ويزول حينئذ الشك فيه عن أهل النفاق الذين كانوا فيما يعدهم في الدنيا يمترون. البيِّن أمره وقال الأصبهاني، المبين ومعناه البيِّن أمره، البيِّن الربوبية والملكوت، وقال الخطابي، المبين هو البين أمره في الوحدانية، وأنه لا شريك له.وقال الزجاج، إن الله تبارك وتعالى هو المبين لعباده سبيل الرشاد، والموضح لهم الأعمال الموجبة لثوابه والأعمال الموجبة لعقابه، والمبين لهم ما يأتونه ويدرونه. ومن معاني المبين أن الله عز وجل يظهر الأدلة على وجوده ووحدانيته في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، واستقرار ذلك في العقول والفطر، يضاف إليها الأدلة السمعية التي أنزلها في كتبه وعلى لسان رسله عليهم الصلاة والسلام، وكذلك إظهار الحق للخلق وإبانته لهم ومن ذلك تعريفه نفسه سبحانه لعباده وإقامته الأدلة الواضحة البينة على كمال أسمائه وصفاته المقتضية لوحدانيته وإفراده وحده بالعبادة. وقد سمى الله نفسه بالمبين، وهو سبحانه الذي بين لعباده طرق الهداية وحذرهم وبين لهم طرق الضلال وأرسل إليهم الرسل وأنزل الكتب ليبين لهم قال عز وجل: «إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون»، وهذا وعيد شديد لمن كتم ما جاءت به الرسل من الدلالات البينة على المقاصد الصحيحة والهدى النافع للقلوب من بعدما بينه الله تعالى في كتبه التي أنزلها على رسله، وقال عز وجل: «كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون». والله عز وجل يبين للناس الأحكام الشرعية ويوضحها ويبين الحكم القدرية وهو عليم بما يصلح عباده حكيم في شرعه وقدره فله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، ويخبر عن نفسه الكريمة وحكمه العادل أنه لا يضل قوماً إلا بعد إبلاغ الرسالة إليهم حتى يكونوا قد قامت عليهم الحجة. المهمة والهدف والله سبحانه المبين أي الموضح لعباده الأعمال الصالحة التي ينالون بها الثواب، والأعمال السيئة التي ينالون عليها العقاب، «يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم»، «النساء: 26»، فهذه المخلوقات بسمائها وأرضها وهوائها وأنهارها وأشجارها وبحارها وأنسها وجنها دالة عليه وحده لاشريك له، واقترن اسم الله المبين باسمه الحق، حيث إن الله هو الحق الذي يبين الحقائق. والمبين عز وجل هو الذي أبان لكل مخلوق علة وجوده وغايته، ولم يتركه حيرانا من غير تبيين، بل أوضح له المهمة وحدد الهدف، وشرح له الوظيفة، قال تعالى: «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، «الذاريات: 56»، وأبان لهم دينهم بأحكام شريعته. وهو سبحانه الحق المبين، الذي بين بكرمه سبيل المؤمنين، ورغب الناس في سلوكها، وبين سبيل المجرمين، وحذر الناس منها، وأرسل بذلك الرسل، وأنزل الكتب، كما قال سبحانه: «ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين»، «النحل: 89»، بيانا للناس لما بهم إليه من الحاجة من معرفة أصول الدين وفروعه، والحلال والحرام والثواب والعقاب، وكل ما يحتاج إليه العباد من أحكام، فهو مبين فيه أتم تبيين، بألفاظ واضحة ومعان جلية، فلما كان هذا القرآن تبيانا لكل شيء صار حجة الله على العباد كلهم فانقطعت به حجة الظالمين وانقطع به العذر على العاصين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©