الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

سلطان بن زايد: الوطن ينساب إلى دواخلنا ويتغلغل في دمائنا

سلطان بن زايد: الوطن ينساب إلى دواخلنا ويتغلغل في دمائنا
2 ديسمبر 2012
أبوظبي (وام)- وجه سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة كلمة عبر مجلة «درع الوطن»، بمناسبة اليوم الوطني الحادي والأربعين فيما يلي نصها،، في ذكرى هذا اليوم الأغر وبداية نرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات حفظهم الله وإلى شعب الإمارات كافة ونستحضر بقوة الآباء المؤسسين، وفي مقدمتهم الوالد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «رحمه الله» الذين سبقوا عصرهم وأقاموا صرحاً قوي المبنى عظيم المعنى وفي وقت باكر وظروف كانت تتجه بعديد من الدول نحو الفرقة وعديد من الكيانات إلى التشرذم وندعو لهم بالرحمة والمغفرة وندين لهم من بعد الله عز وجل بما نحن فيه الآن من قوة وعزة وتلاحم. ولا أبالغ حين أقول إن أصالة هؤلاء الرجال وتمسكهم بصحيح دينهم وعظيم تراثهم كانت من العوامل التي جعلتهم يسبقون عصرهم لأن كل تلك العوامل دعت وتدعو إلى الاتحاد وزخرت وتزخر بعديد العبر والدروس لكن الفرق كان وسيبقى في العقل الذي يتعامل مع هذه العوامل ويقبل عليها بنية صادقة وهو يكمن أيضاً ومن دون شك في العزيمة والإرادة التي التقت على الخير فأخذ الله بناصيتها إلى كل خير وهذا بالتحديد ما أكده ويؤكده اتحاد الإمارات في كل يوم على مدار إحدى وأربعين سنة مرت على قيامه كما تأكد معه أن ما نحن فيه الآن من نعمة ورفاه ما كان ليستمر لولا الحكمة التي تحلى بها من خلفوهم والوعي الشديد الذي تجلى في حرصهم على التمسك بمنجزات أسلافهم والبناء عليها. وإذا كان الآباء المؤسسون قد أدركوا كل ذلك وفي وقت باكر كما أسلفت فنحن أولى بأن نفعل الشيء ذاته وأن نتمسك بهذا الصرح الكبير الذي يظللنا والذي أصبح جزءاً منا وأصبحنا جزءاً منه وهذا الكلام على سبيل التشبيه والتمثيل فقط فشتان ما بين الأمرين فالوطن هو كل في حقيقته لكنه ينساب أجزاءً إلى دواخلنا ويتغلغل رويداً رويداً في دمائنا ويترسب قطرة قطرة في أعماقنا ويشع نوراً في عقولنا فلا نستطيع العيش من دونه ولا نكون شيئاً إن انفصلنا عنه. ولعلها سانحة لأن ندعو جيل الاتحاد وقد استوى وبلغ أشده أن يبادر إلى العمل وبذل كل ما أوتي من قوة ليبني وطنه ويرقى به بين الأمم ويتقدم به الصفوف لأن في ذلك سبيلاً أكيداً لحماية الاتحاد الذي ولد معه كما ندعوهم ليقصوا على أولادهم ما أتى به أجدادهم من معجزة في وقت راهن كثيرون غيرهم على عدم نجاحهم وأن يبينوا لهم أن الحاقدين موجودون دائما وأنهم لا يكلون ولا يملون من الدس والكيد وأن المرجفين لن يختفوا من الساحة حتى لو بدا الأمر كذلك فسرعان ما يطلون كما الفتنة برؤوسهم مضللين ومشككين ومحاولين إثناء المجدين المخلصين عن عزمهم أو أن يفتوا في عضدهم لكن هيهات فالله عز وجل لا يخلف وعده وقد وعد سبحانه وتعالى ألا يضيع أجر المحسنين وهذه ثقتنا في الله وهي التي نستمد منها ثقتنا في اتحادنا وفي قادتنا وفي أنفسنا. وإذا كنا نحتفل اليوم بتجاوز اتحاد الإمارات أول عام من العقد الخامس في عمره المديد بإذن الله تعالى، فإننا على ثقة تامة بأن قادته «حفظهم الله» ومعهم ومن حولهم شعب الإمارات واعون تماماً لما يراد بهم ولهم ويعلمون تماماً المصلح من المفسد وأنه ما من شيء يمنعهم من الانطلاق قدماً نحو خير وطنهم الذي لم يبخل عليهم ولا على غيرهم بكل ما فيه خير الإنسان، وبكل ما يحفظ له وعليه كرامته وبكل ما يؤهله ليعيش حراً نزيهاً شامخاً ومترفعاً عن الدنايا. إنه الثاني من ديسمبر الذي سيبقى دوماً في نفوس وعقول وقلوب أبناء الإمارات يوماً للفخر ويوماً للفرح ويوماً للتأمل ويوماً نتوقف عنده بموضوعية لنتبين وبصدق حقيقة ما أنجزناه ونتخذ منه منطلقاً لخطواتنا المقبلة نحو المستقبل والتي لا نشك لحظة في أنها على الدرب الصحيح درب العزة والكرامة والرقي والتقدم درب الاتحاد. لا يبقى سوى أن نرفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل مكررين الدعاء مخلصين فيه أن يتغمد صانعي الاتحاد الذين لبوا نداء ربهم برحمته وأن يشد من أزر من بقوا منهم ويعينهم على أداء رسالتهم وأن يهدينا سواء السبيل كما نحمده عز وجل على نعمائه ونسأله أن يديم علينا اتحادنا قوياً صحيحاً صلداً متماسكاً وأن نعاهده سبحانه وتعالى أن نبقى مخلصين لوطننا العظيم وقادته الأكارم متمسكين بنهجه عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم متسلحين بالعلم والمعرفة عازمين العقد والنية على العمل بجد والبذل بسخاء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©