الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تراجع مبيعات الكمبيوترات الشخصية في الولايات المتحدة

2 ديسمبر 2012
دخل نشاط أجهزة الكمبيوتر الشخصية بالولايات المتحدة في منحدر خطير. حيث قدمت مؤخراً مؤسسات بحثية تقارير تفيد بتفاصيل جديدة عن الأحوال المتدهورة التي تشهدها هذه الصناعة نتيجة عوامل مختلفة أهمها انتشار أجهزة الكمبيوتر اللوحية (تابليت) على حساب الأجهزة الشخصية وتباطؤ الأحوال الاقتصادية وتناقص مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية في الدول الناشئة. تأتي هذه المؤشرات القاتمة في وقت تأمل فيه شركة مايكروسوفت وحلفاؤها جذب أنظار العالم بنسخة جديدة من ويندوز وبأجهزة جديدة مصممة للعمل على هذه النسخة. وقالت مؤسستا اي دي سي وجارتنر للبحوث إن توريدات أجهزة الكمبيوتر الشخصية في الفترة الربعية الثالثة تراجعت بنسبة تتجاوز 8% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي، فيما يعتبر أكبر تراجع منذ عام 2001 على الأقل. وهناك تقرير ثالث أصدرته مؤسسة اي اتش اس آيسبلاي توقعت فيه أن تتراجع توريدات أجهزة الكمبيوتر الشخصية لعام 2012 بكامله للمرة الأولى منذ 11 عاماً. مفترق طرق قال ديفيد داوود المحلل في اي دي سي: “هذا بالقطع مفترق طرق أمام صناعة الكمبيوتر وهي لحظة حاسمة قد تفصل في مستقبل هذا النشاط”. وكان مراقبون بالسوق قد توقعوا أن يؤجل بعض مشتري أجهزة الكمبيوتر الشخصية شراءهم إلى أن تطلق مايكروسوفت نظام تشغيلها الجديد. غير أن حدة تباطؤ الفترة الربعية الثالثة التي تنتعش فيها مبيعات أجهزة الكمبيوتر عادة بسبب مبيعات العودة إلى المدارس وغيرها من العوامل جاءت مفاجئة للجميع. والآن يتمثل السؤال الذي يواجه الباحثين فيما إن كان نظام تشغيل ويندوز8 والأجهزة المصممة له كافية لإعادة إنعاش مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية. يذكر أن صناع الأجهزة الشخصية قد أنتجوا بالفعل موديلات جديدة تشمل أجهزة كمبيوتر مكتبية أنيقة مزودة بشاشات تعمل باللمس وأجهزة كمبيوتر محمولة (لابتوب) يمكن تحويلها إلى تابليت لتتلاءم مع ويندوز8. صمم ويندوز 8 ليعمل سواء في أجهزة شاشات اللمس والأجهزة التقليدية وأخيراً وجد صناع أجهزة الكمبيوتر الشخصية طريقة لمنافسة آي باد من أبل الذي حقق نجاحاً ساحقاً. وقال ستيف بالمر رئيس تنفيذي مايكروسوفت في مؤتمر عقد في شهر يوليو: “يعتبر ويندوز8 أهم إنجاز تحققه شركتنا في السنوات السبع عشرة الأخيرة”. ومع ذلك لا يبدو حتى الآن وجود الحماس في الإقبال على الأجهزة التي تشغل ويندوز 8. ففي متجر بست باي في سان فرانسيسكو شوهدت مؤخراً أكوام صناديق أجهزة الكمبيوتر الشخصية الواصلة حديثاً المركب فيها ويندوز 8 مكدسة في خلف المتجر. ولا يوجد ما يشير إلى رواج نظام التشغيل الجديد، وقال أحد العاملين بالمتجر إن العملاء لايكترثون بالسؤال عن ويندوز 8. وقال كيلان سندر الذي كان يشتري لابتوب في بست باي إنه لا يعتقد أن يُحدث نظام التشغيل الجديد فرقاً يذكر، حيث أراد فقط جهازاً يعرض أفلام الفيديو ويرسل رسائل إلكترونية ويجوب الشبكة العنكبوتية. وأضاف أنه غير معني بعد بتكنولوجيا اللمس. وكان هذا الموقف شائعاً إلى حد كبير وسط متسوقي الكمبيوتر خلال عملية مسح غير رسمية أجريت منتصف شهر أكتوبر الأمر الذي ينطوي على صعوبة محتملة لمايكروسوفت وشركائها. حماس المتسوقين وقال كريج ستايس المحلل في آي إتش إس آيسبلاي: “يقل حماس شراء أجهزة الكمبيوتر الشخصية عن ذي قبل ولا يبدو أن الناس يتشوقون إلى أجهزة الكمبيوتر بقدر اشتياقهم لأجهزة آي فون وآي باد المقبلة”. وذكر ستايس أن المفارقة هنا تكمن في أن عام 2012 شهد ابتكارات تصاميم أجهزة كمبيوتر شخصية أكثر مما استجد من ابتكارات طوال العقد الماضي بكامله. وقال على وجه الخصوص إن جهاز لابتوب النحيف والخفيف الوزن المسمى الترابوك المدعم من انتل كان من المفترض أن ينعش مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية هذا العام. غير أن تقارير اي دي سي وجارتنر تشير إلى أن ذلك الانتعاش لم يتحقق بعد وربما لا يتحقق في المستقبل المنظور. وقال تود برادلي رئيس قطاع الكمبيوترات الشخصية في هيوليت باكارد إنه من المنتظر أن تظل سوق الكمبيوترات الشخصية شبه راكدة ربما لغاية عام 2015، ولكنه أضاف أنه من المتوقع أن تنمو بعض قطاعات السوق بما يشمل ما يسمى أجهزة الكمبيوتر المكتبية الشاملة. هذا التغير المفاجئ الذي أصاب السوق فتح مجالاً لشركة لينوفو جروب التي قالت جارتنر إنها أصبحت أكبر مصنع أجهزة كمبيوتر شخصية في العالم للمرة الأولى في تاريخ الشركة. وذكرت جارتنر أن لينوفو ترفع من أسعار أجهزتها على نحو جعلها تعتلي الترتيب الأول. غير أن آي دي سي ترى أن هيوليت باكارد لا تزال أكبر شركات تصنيع أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم متفوقة بالكاد على لينوفو. وقال متحدث باسم هيوليت باكارد إن تقرير آي دي سي أكثر شمولية. وهناك من المحللين من يؤكد توقعات انتعاش المبيعات في الربع الرابع من هذا العام بالنظر إلى أن مايكروسوفت وغيرها أطلقت حملات إعلانية كثيفة ترويجاً للأجهزة الجديدة. غير أنه من غير الواضح ما إن كان ذلك الانتعاش سيدوم طويلاً. وكانت سوق الكمبيوترات الشخصية قد انتعشت بعد عام 2001 بسبب إحلال اللابتوب محل الكمبيوتر المكتبي حيث تحول الكمبيوتر من جهاز لكل الأسرة إلى جهاز شخصي. أما هذه المرة فإنه من الأرجح أن يأتي النمو من أجهزة جديدة مثل التابليت والهواتف الذكية حسب رأي محللين. يعتزم جاميسون رومني مصمم الجرافيك غير المتفرغ من سان فرانسيسكو شراء جهازي كمبيوتر جديدين قريباً. وقال إنه سينفق حوالى 300 دولار ليشتري جهاز كمبيوتر شخصي غير باهظ الثمن ثم يوفر ليشتري كمبيوتر أغلى من آبل. وقال إن ويندوز 8 ليس كافياً ليغير قراره. نتائج الشركات تأتي تقارير البحث قبل أن تصدر بعض كبريات شركات الكمبيوترات الشخصية مثل مايكروسوفت وانتل صانعة الرقائق تقارير نتائجها الربعية. وصنفت كل من اي دي سي وجارتنر شركة ديل كثالث أكبر صانع أجهزة كمبيوتر شخصية في الفترة الربعية الثالثة رغم تقلص توريداتها بما يقارب 14% مقارنة بذات الفترة من العام الماضي. وقالت جارتنر إن تكثيف جهود ديل على عملائها من الشركات التي لم ترجئ بالضرورة شراء الكمبيوترات الشخصية إلى حين إطلاق ويندوز 8 ساعد على حمايتها من تكبدها مزيداً من الخسائر. وجاء في تقارير جارتنر واي دي سي أن أبل الضالعة في مشاكل سوق الكمبيوترات الشخصية تعتبر ثالث أكبر مورد بالولايات المتحدة وأن مبيعاتها تراجعت بنسبة تتراوح بين 6,1% و7% في الفترة الربعية الأخيرة. وقالت اي دي سي إن آبل تشكل 12,5% من السوق، بينما قالت جارتنر إنها تشكل قرابة 14% منها. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©