لبنان ينفي اتهامات "فتح الإسلام" بتلقي إمدادات "غاز الأعصاب"

بيروت-الاتحاد ووكالات الأنباء: دفعت الولايات المتحدة بالمزيد من الاسلحة والذخائر إلى لبنان لدعم الجيش في مواجهة متشددي جماعة ''فتح الاسلام'' في مخيم نهر البارد الذي شهد امس اشتباكات متقطعة ومزيدا من نزوح السكان الى مخيم البداوي المجاور في شمال لبنان· وقالت مصادر في مطار بيروت الدولي إن ثلاث طائرات شحن تابعة للسلاح الجوي الأميركي هبطت امس وأنزلت الذخائر ومعدات أخرى مرسلة للجيش الذي نفى المتحدث باسمه شائعات اطلقتها ''فتح الاسلام'' عن ان الامدادات العسكرية الأميركية تتضمن غاز الاعصاب وقنابل عنقودية، وقال انه ليس لديه رد على هذه المزاعم الكاذبة التي لا تستحق التعليق عليها· وكانت ''فتح الاسلام'' قالت في بيان تلاه المتحدث باسمها ابو سالم طه انه اذا استخدم الجيش اللبناني اسلحة غير تقليدية فانها سترد بهجمات غير تقليدية في كل مكان، متعهدة بالقتال حتى الموت· وذكرت مصادر أمنية أن قوات الأمن فتشت المباني والمنازل في مدينة طرابلس وقرى أخرى قريبة من المخيم بحثا عن متشددين ربما تسللوا عبر الحواجز· في وقت صمدت الهدنة الهشة بين الجيش والمتشددين بالرغم من حدوث اشتباكات متقطعة سمحت بتمكن نحو 150 لاجئا معظمهم من النساء والأطفال من مغادرة المخيم الذي قال احد مغادريه إن الوضع في داخله مأساوي وإن هناك دمارا شاملا والمنازل تحولت إلى حطام· واكد ابو عماد الواني زعيم الجناح العسكري لحركة ''فتح'' في شمال لبنان من داخل نهر البارد ان عناصر ''فتح الاسلام'' هم الذين يصعدون الى السطوح ويطلقون النار على المدنيين او قربهم لمنعهم من الخروج ويعلمون انه طالما ان المدنيين هنا فإن الجيش لن يتدخل بقوة''· واعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر انها نقلت خمس شاحنات محملة بـ22 الف قنينة ماء وطنين من الخبز واربعة الاف شمعة الى مخيم نهر البارد الذي ما زال في داخله نحو 10 الاف لاجئ على الاقل، كما نقلت 30 طنا من الغذاء إلى 12 ألف لاجئ نزحوا الى مخيم البداوي القريب· مشيرة الى ان الجيش اللبناني المنتشر في محيط المخيم يراقب عمليات الاغاثة· واطبق الجيش اللبناني باحكام على مخيم نهر البارد حيث عزز تحصيناته بالسواتر الترابية والدشم عند المداخل التي سيطر عليها بشكل كامل، وقال إنه اعتقل عددا كبيرا من المتشددين وحذر المتبقين المختبئين بأن السبيل الوحيد أمامهم هو الاستسلام· وقالت قيادة الجيش إنه تم احتجاز عدد كبير من عناصر الجماعة في طرابلس وحول المخيم، واضاف ''لن يكون هناك تساهل أو مساومة مع القتلة المجرمين''· فيما اعلن احد الارهابيين الملقب بـ''أبو قتادة'' والذي يعتقد انه الرجل الثاني في ''فتح الاسلام'' أنه بات محظوراً على الجميع الدخول او الخروج من المخيم وان المقاتلين زودوا بأحزمة ناسفة وتحولوا الى عبوات متنقلة ضد كل من يحاول اقتحام مواقعهم او اخراجهم من المخيم بالقوة العسكرية، وكرر تهديده بتفجير كل لبنان، مشيرا الى انه تم ابلاغ جميع ''الخلايا النائمة'' في جميع المناطق الاستعداد في اية لحظة تصدر اليهم الاوامر·واثار تهديد الجماعة الارهابية التي تطلق على نفسها اسم تنظيم ''القاعدة في بلاد الشام'' باستهداف المسيحيين في لبنان اذا استمرت معارك المخيم الرعب في لبنان· في وقت علمت ''الاتحاد'' ان اتصالات مكثفة واجتماعات متتالية تتم بين المعنيين بأزمة نهر البارد بعيداً عن الاضواء في محاولة جادة لايجاد مخرج بعدما تحولت المعارك الى حرب استنزاف· وتوقف المراقبون عند تعثر المفاوضات بعدما برزت خلافات فلسطينية - فلسطينية ولبنانية - لبنانية حول الخيار العسكري الامر الذي يترك الازمة مفتوحة على كل الاحتمالات·