الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أسماء» تتحدى الإيدز

13 ديسمبر 2011 22:10
المعروف عن غالبية أهل الفن في وطننا العربي، أنهم يتعاملون مع المشاهد أو المستمع بأسلوب المتاجرة، وينظرون إليه باعتباره الدجاجة التي تبيض أرباحاً، فأي مطرب قبل أن يصدر ألبومه الجديد، نراه يجمع الأغاني لتعبئة شريطه، بغض النظر عن صلاحيتها للاستماع الآدمي من عدمه، ولو اختار إحدى أغنيات ألبومه لتصويرها «فيديو كليب»، نراه يبحث عن فتيات «موديلز» يرقصن ويتمايلن على موسيقى الأغنية لإثارة غرائز المشاهد، المهم أن يجني ثمار هذا الألبوم، حتى وإن كانت غير ناضجة. من جهة أخرى نرى أهل الطرب يتنافسون على المشاركة في مهرجان هنا أو هناك، بحثاً عن الربح أيضاً، وإثبات الحضور على الساحة في ظل ركود سوق الكاسيت الذي أصاب أهل الساحة بالسكتة الغنائية، خاصة بعد تخلي شركات الإنتاج عن دورها، بحرمان المطربين من عنايتها ورعايتها، واكتفائها فقط بالتوزيع. وبالانتقال إلى عالم الدراما أو السينما، نجد الأمر لا يختلف كثيراً، فنرى المنتج يراهن على كسب معركته بالمشاهد المثيرة واللعب على وتر الإغراء والركض في مضمار الغرائز، فيلجأ إلى إقحام عدة مناظر في العمل بلا ضرورة، ومن دون أن تضيف للعمل شيئاً، لإثارة لعاب المشاهد، وجر هذا «المسكين» إلى شباك التذاكر ليدفع «دم قلبه» لرؤية فيلم لايرقى لمستوى المشاهدة، وبذلك يهدف المنتج هنا إلى تحقيق الربح، وجمع ما دفعه من أموال لإنتاج هذا الفيلم، حتى لا يتحول إلى تاجر «خائب». والأمر لا يختلف كثيراً في دراما الشاشة الصغيرة، حيث يتم إنتاج مسلسل يعتمد على فنان أو نجم أوحد، ويراهن المنتج عليه، لتحقيق أكبر مكسب مادي من خلال بيع العمل إلى أكثر من قناة فضائية، بغض النظر عن تفاهة الموضوع أو سطحية الفكرة، أو هبوط مستوى الأداء، والغريب أن البطل سواء كان في السينما أو التلفزيون، أصبح لا يهتم برأي الجمهور أو النقاد، بقدر ما يهتم بما سوف يقبضه من أجر، فهل سيأتي اليوم الذي نرى فيه المنتج العربي وهو ينجح في تقديم عمل محترم، يليق بفكر ووعي المشاهد، ليجني أرباحه أيضا بطرق محترمة؟ وبعيداً عن هذه المتاجرة، تقفز الفنانة هند صبري، سفيرة برنامج الأغذية العالمي لمكافحة الجوع، فوق السطح وتقلب الموازين، وتسبح ضد تيار البحث عن الأرباح، أو الأجر الكبير، وتخرج علينا بفيلم رائع بعنوان «أسماء»، والذي يعرض حالياً بدور السينما في مصر، ويناقش قضية الإيدز، هذا المرض اللعين الذي دمر ملايين البشر على مستوى العالم، لنرى هند في هذا العمل، وقد وصلت إلى قمة النضج الفني، من ناحية الأداء المقنع، والنظرات المعبرة على الشاشة، والتي كانت أبلغ من أي حوار، الأمر الذي دفع النقاد والجمهور إلى احترامها، خاصة وأنها قدمت فيلما يحمل رسالة اجتماعية نبيلة، لمحاربة وتجنب مرض خطير يفتك بمجتمعات تعاني الجهل والانحراف أيضاً. وقد لاقى فيلم «أسماء» كل الاحترام عندما شارك في مهرجان أبوظبي السينمائي مؤخراً، وها هو يتم عرضه بمناسبة الاحتفال بيوم الإيدز العالمي، بعد أن كرمته منظمة الأمم المتحدة بالقاهرة، باعتباره فيلماً سينمائياً يقرأ الواقع، ويفضح المسكوت عنه. فتحية إلى الفنانة هند صبري التي راهنت على فيلم هادف وليس تجارياً، وتهنئة للنجم ماجد الكدواني، الذي أدى دوره في الفيلم كعادته بأسلوب السهل الممتنع، وتحية إلى كاتب السيناريو ومخرج الفيلم عمرو سلامة الذي نجح في خطف المشاهد من مقعده إلى الشاشة ليعيش الأحداث مع أبطال العمل. soltan.mohamed@admedia.ae?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©