تتميز سلطنة عمان بشواطئها الخلابة الممتدة لمسافة ما يقرب من 3165 كيلومترا، والتي تتباين طوبوغرافيتها الرائعة، فمن جرف صخري بارتفاع 500 متر والخلجان الشبيهة بالأزقة البحرية، والتي تعد فريدة من نوعها في كافة أرجاء شبه الجزيرة العربية في محافظة مسندم، إلى أخوار ممتدة تتلاقى مع مياه البحر في منطقة الباطنة· ومن رأس بري بارز في محافظة مسقط إلى شواطئ رمال وهيبة التي تعانق أمواج البحر، ومن تلال رملية في مرباط إلى جرف صخري شديد الارتفاع في المغسيل بمحافظة ظفار والذي يعتبر من أجمل السواحل في العالم إلى جانب أنه يوفر مكانا لتكاثر السلاحف البحرية والعديد من الطيور، هذا وغيره جعل من عمان منطقة جذب سياحي يحضر إليها المواطنون والسائحون من شتى الأماكن·
مسقط - يوسف علي البلوشي:
تتمتع الشواطئ بالسلطنة بأهمية كبرى لما لها من فوائد كثيرة للمواطنين والسائحين، فالكثير من المواطنين يعتمدون في مصدر معيشتهم على مزاولة مهنة صيد الأسماك على طول الساحل الممتد من محافظة مسندم و حتى محافظة ظفار· بينما يعتبر البعض الآخر الشواطئ منتجعا سياحيا لمزاولة العديد من الأنشطة الترفيهية كالصيد واللعب وسباق القوارب والسياحة الترفيهية وغيرها، هذا بالإضافة إلى أن بعض المناطق الساحلية في السلطنة تعتبر من أكبر التجمعات في العالم لتعشيش مختلف أنواع السلاحف من النوع الرماني، والشرفاف والخضراء· كما تتميز مياه السلطنة بوجود الحيتان والدلافين والتي من الممكن مشاهدتها في مياه السلطنة عن طريق القوارب·
جزيرة مسندم
تتميز شبه جزيرة مسندم عن بقية المناطق الساحلية بالسلطنة بوجود العديد من الخلجان العميقة والمحيطة بجدران رأسية من الحجر الجيري، والتي يتراوح ارتفاعها حوالي 200م فوق سطح البحر، بالإضافة إلى تميزها بشواطئ رملية محددة بتلك المنطقة·
وينقسم الساحل في شبه جزيرة مسندم إلى ثلاث مناطق رئيسية هي: من تيبات إلى رأس الشيخ مسعود، ومن رأس الشيخ مسعود إلى خصب، ومن خصب إلى دبا· ويتكون الخط الساحلي لهذه المنطقة من تضاريس متباينة تتراوح من مناطق ذات شواطئ رملية مفتوحة تصب فيها الأودية إلى منحدرات صخرية عالية يتراوح ارتفاعها بين 100-300م· كما تتميز هذه المنطقة بوجود الخيران الكبيرة والأراضي التي تغمرها مياه المد والجزر·
ويعتمد سكان هذه المنطقة بشكل كبير على الموارد السمكية الوفيرة ويتركزون على الشواطئ، حيث تعتبر المياه شبه المغلقة للخلجان الضيقة العميقة مأوى للعديد من الطيور البحرية وخاصة المهاجرة خلال فصل الشتاء، وتعتبر جزيرة أم الفيارين من أهم المناطق لتعشيش الطيور وسلاحف الشرفاف، والتي تتواجد أيضاً في 16 شاطئ في المنطقة ولكن بأعداد قليلة، ناهيك عن أن هذه المنطقة تعتبر من المناطق الغنية بالشعاب المرجانية (مكتملة النمو) مقارنة بالمناطق الأخرى في السلطنة·
ساحل الباطنة
يمتد ساحل الباطنة لمسافة 250 كم من الشواطئ الرملية المتجانسة، بالإضافة إلى مناطق ضحلة تمتد لمسافة كيلومترين داخل البحر، والتي تنمو فيها الكثير من الأعشاب الرملية· وتحد السلسلة الجبلية المنخفضة التي تتميز بسفوح شديدة الانحدار الجزء الشمالي من الساحل، وتوجد مساحات متفرقة من الصخور الساحلية في المناطق الداخلية أو في المناطق الضحلة القريبة من الشاطئ·
وأكثر ما يميز ساحل الباطنة عن بقية مناطق السلطنة هو وجود الخيران والتي تعتبر بيئة ملائمة لنمو غابات أشجار القرم، ويعتبر خور شناص وخور النبر من أهم الخيران الرئيسية الموجودة في ساحل الباطنة·
وتقوم العديد من الطيور كالنورس والخرشنة وطيور البلشون (الفلامنجو) بزيارة لساحل الباطنة خلال هجرتها أثناء فصل الشتاء، وتتغذى على أسماك السردين التي تعتبر من الموارد السمكية الأساسية لتلك المنطقة·
شواطئ مسقط
يعتبر الجزء الشمالي من شواطئ محافظة مسقط الممتد من رأس السوادي الى القرم امتدادا طبيعيا لساحل الباطنة ذو الخصائص الرملية، ومنطقة تعشيش لبعض الطيور والسلاحف، بالإضافة إلى تواجد بعض أنواع الشعاب المرجانية التي نمت في جزيرة السوادي و مجموعة جزر الديمانيات و جزيرة الفحل· وتتباين التضاريس في المنطقة الساحلية لمسقط بين مرتفعات صخرية جيرية يتخللها العديد من الخلجان وخيران فاتنة جعلت منها واحدة من أكثر المناطق الترفيهية جذباً للسواح·
و تتميز شواطئ مسقط بوجود النورس مع انواع مختلفة من الخرشنة كالخرشنة الصغير الأخضر، والصقر الأسخم والطائر الاستوائي أحمر المنقار التي تكثر خلال فصل الصيف في الجزر البعيدة عن الشاطئ وبعض الجزر القريبة من الشاطئ والقمم الصخرية، بينما يعشش العقاب في جزر الديمانيات خلال فصل الشتاء·
المنطقة الشرقية
وتمتد سواحل المنطقة الشرقية والوسطى من رأس دغمر إلى جزيرة مصيرة، ومن جزيرة مصيرة إلى ظفار· وتتميز هذه السواحل بتباين في تضاريسها، حيث توجد منحدرات جغرافية رسوبية داخلية بارتفاعات مختلفة، وسهول رملية حصوية، وشواطئ رملية، وسهول منخفضة مليئة بالنباتات المحلية التي تتخللها عدة خيران ذات مياه مالحة و شديدة الملوحة·
وتتميز بعض هذه الشواطئ بوجود شواطئ صغيرة ذات شكل هلالي، وشواطئ حصوية وصخرية واسعة تحتوي على صخور كبيرة تتداخل في البر· وأكثر ما يميز هذه المنطقة هو وجود جزيرتين هامتين هما: جزيرة محوت وجزيرة مصيرة المتميزيتن بنظم بيئية متنوعة وحساسة·
ثروة بحرية
يعتمد الكثير من سكان هذه المنطقة على صيد الأسماك وذلك لما تزخر به من الثروة السمكية· وتتميز بوفرة الطحالب في المنطقة البحرية القريبة من الشاطئ، كما تكثر فيها السلاحف الخضراء خاصة شواطئ جنوب رأس الحد· وتمتاز جزيرة مصيرة بوفرة غذاء السلاحف الخضراء على امتداد شواطئها، بحيث تعشش حوالي 30 ألف سلحفاة رمانية سنويا في الساحل الشرقي للجزيرة، مما يجعلها مع (راس الحد) من أهم مناطق تعشيش هذا النوع من السلاحف في العالم· ولذلك، ومن أجل المحافظة عليها، تم اعتبارها منذ عام 1996 محمية طبيعية للسلاحف· إضافة إلى أن هذه المنطقة تعتبر من المناطق الهامة عالميا لتعشيش وتغذية الآلاف من الطيور البحرية أثناء هجرتها الشتوية، إلى جانب أن منطقة محوت تعتبر من إحدى أغنى مناطق السلطنة بغابات أشجار القرم·
تتميز هذا المنطقة بالتنوع الجغرافي، حيث توجد فيها منحدرات الحجر الجيري الشاهقة، وصخور متحولة، ومناطق إعاشة صخرية، وشواطئ رملية قليلة· علاوة على شاطئ متصل من الرمال الصدفية البيضاء الخشنة المحببة تتخللها بعض الخيران الصغيرة المستقرة منها: خور طاقة، خور صولي، خور صلالة الشرق، خور صلالة غرب، خور المغسيل، خور الدهاريز، خور البليد، خور عوقد، خور القرم الصغير والكبير، وخور روري· بالإضافة إلى قرابة 135 شاطئاً تمتد على طول الساحل من وادي هيتام إلى غرب رخيوت، وتتميز بأنها أماكن هامة لتعشيش السلاحف الخضراء والتي تصل ذروة تعشيشها خلال شهري يوليو وأغسطس، بينما تعشش السلاحف الزرقاء في 152 شاطئاً خاصة جزر الحلانيات والذي يمتاز بأنه من أهم مواقع تعشيش هذا النوع من السلاحف على نطاق العالم·
عدد اليوم
