الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله المحيربي: الاتحاد نموذج يحتذى به في تاريخ الأمة العربية

عبدالله المحيربي: الاتحاد نموذج يحتذى به في تاريخ الأمة العربية
2 ديسمبر 2012
رصيد دولة الإمارات من المكاسب منذ تم إعلان تأسيسها في تزايد مطرد، وهو مما يخدم مصالح الشعب، ويضاف لذلك رصيد التجربة الاتحادية التي خدمت الأمة العربية، فقد جاء قيام الاتحاد بين إمارات الدولة ليشكل تجربة اتحادية يحتذى بها في تاريخ الأمة العربية، وترك هذا النجاح الأثر الكبير على أرض الواقع، حيث أوضح الحاج بن عبدالله بن خليفة المحيربي، الذي شغل منصب السكرتير الخاص للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، أن أبناء الإمارات ينعمون بالأمن والاستقرار، ويتطلعون إلى الارتقاء بجميع أوجه الحياة التي يعيشونها. وأشار إلى أن قيادة الإمارات تتبع سياسة متوازنة في علاقاتها الخارجية وأقامت علاقات قوية مع دول العالم كافة، وقامت بتنمية علاقاتها الأخوية مع الدول الإسلامية والعربية، وكل تلك المظاهر كان لها مردود إيجابي على الإنسان الإماراتي. موزة خميس (أبوظبي) - عن ذكرى البدايات، قال الحاج بن عبدالله بن خليفة المحيربي: كان منزل الأسرة قرب قصر الحصن الذي أصبح اليوم المجمع الثقافي في إمارة أبوظبي، ويعد والدي من التجار الذين عملوا في تجارة اللؤلؤ من خلال سفينته الخاصة، ولا أزال أذكر أنني كنت أتلقى التعليمات والوصايا التربوية من الأهل بكل طاعة، ورغم إنني كنت صغيراً، إلا أنه كان يكلفني بالمهام كي أعتاد على الصلابة وعدم الركون للكسل، وفي الوقت ذاته استطاع أن يكسب من عمه فاضل بن خليفة المحيربي الكثير من السلوكيات القويمة بصفته معلم قرآن ومربيا. وأضاف: لا أذكر أنني تذمرت من ذلك النوع من الحياة الصارمة أو الشاقة على طفل، لأن ناشئ الفتيان فينا يتربى على ما عوده أبواه، ونحن على يقين من أنهم كانوا يريدون الخير للوطن ومن ثم لنا، وتوفي والدي وأنا في عمر السابعة فأصبح العم فاضل بن خليفة هو الوالد. طموح ويتابع: في عام 1959 اشتغلت في أول وظيفة، وكانت شركة نفط تنقب في جزيرة داس، وكان جل طموحي أن أطور من نفسي كي أحقق منجزات أفخر بها أمام حكومتي، لذلك عندما بدأت عائدات النفط تظهر آثارها على أبوظبي، كان لكل فرد من شعب الامارات حينذاك حلم، موضحاً أنه مع قيام الاتحاد دعت القيادة الحكيمة إلى التشجيع على الإنجاب، وشجعت عليها بمنح مكافأة بدل الأبناء، في الوقت ذاته اهتم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، بجولات تفقدية لشتى أنحاء الوطن والاطلاع على احتياجات المواطنين وتلبيتها، مشجعاً على دوران عجلة العمل والإنتاج. يقول الحاج بن عبدالله المحيربي: كانت لقيادة دولة الإمارات نظرة قوية إلى المستقبل من خلال خلق سياسة للتعليم والانفتاح على التعليم، ولم يقتصر الأمر وقتها على التعليم الإلزامي، بل فتح الباب في ظل اتحاد دولة الإمارات أمام الجميع للحصول على أعلى الشهادات الدراسية، فأرسل بعثات إلى الدول العربية، ثم اتسع المجال فشمل جميع الدول على مستوى العالم. مكانة وأضاف المحيربي: كانت المكانة المرموقة التي حصل عليها حامل المؤهل العلمي في ذاك الوقت حافزاً أيضاً للطلبة على الالتزام بتحصيل العلم، للوصول إلى هذه المكانة، وأصبح بإمكان جميع أبناء الوطن الحصول على وظيفة مناسبة، حيث فتحت كل الوزارات والهيئات والدوائر في ظل اتحاد دولة الإمارات أبوابها أمام المواطنين من حاملي المؤهلات العلمية من كل التخصصات. ويشد المحيربي الحنين إلى هذه الفترة التي طواها الزمان، فينساب حديثه عن المكان الذي غاص وسط الأنوار، فاكتفى بالإطلالة من نافذة مكتبه الذي أبى إلا أن يكون في المساحة نفسها التي عاش فيها، ربما ليظل قريبا من الذكريات الجميلة، وبما أحاطها من ألفة اجتماعية وحكايات إنسانية شهدت الفرح والحزن والكفاح والجد، مساحات زمنية شكلت الصور المعلقة في مكتبه ملخصاً لرحلته الزمنية وشاهداً على عصر التطور في أبوظبي. وأشار المحيربي إلى أن هذا بالنسبة لداخل المدينة، أما خارجها، فإن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عمل في فترة ما، على استخدام سيارات دفع رباعي، لجلب المياه في صهاريج من الآبار الموجودة بين العين وأبوظبي، لتوزيعها على السكان في كل أنحاء الإمارة، وتوفير هذه المادة الحيوية للناس، فالماء شكل هاجسا كبيرا بالنسبة له، حيث رغب بشدة في تلك الفترة بمد قنوات الماء الصالح للشرب في المدينة، موضحاً أنه وُجدت بعد ذلك محطة صغيرة لتوزيع الماء، حتى تحقق حلمه رحمه الله بعد ذلك بتوفر المياه. تكافل وأوضح المحيربي أن الحياة الماضية بأبوظبي، كانت بسيطة، لكن كانت تخيم عليها ظلال السعادة وتلفها كل معاني الفرحة والتكافل والترابط، حيث كان بعض النساء ينتظرن على شاطئ البحر لحظة نزع الصياد شبكته التي يلقيها في البحر لصيد الأسماك، فتجرف معها الطحالب والأعشاب البحرية، التي تجمعها النساء وتجففنها، وتستعملنها وقوداً، بدلاً من الأخشاب التي لم تكن تتوافر وقتها، فشكلت هذه المواد وقودا للطهي، وكانت الأمهات يلتقين مع بعضهن خلال تواجدهن على الشاطئ، فشكل تعارفهن ألفة وتكافلاً بين الجميع، حيث يلعب الصغار على الرمال، وتمارس الصغيرات الألعاب الشعبية. وقال في مناسبة ذكرى اليوم الوطني لقيام اتحاد الإمارات، أجد أننا كجيل عاش قبل تأسيس الكيان الاتحادي، نشعر بالامتنان لمن سعى لقيام اتحاد بين إمارات سبع، ونحن الأقرب لمعايشة تجربة ولادة الدولة، ولذلك كنا ممن يكبر ويشعر بالفارق الكبير الذي نما وتشكل أمام أعيننا نتيجة الاندماج الذي حدث، وكذلك لأننا عايشنا فترة الكدح في صحراء تفتقر لأبسط الخدمات، ولطالما حلمنا بيوم نتوقف فيه عن الترحال سعيا وراء الماء أو الرزق، أو طلبا للدفء في الشتاء أو نسمات باردة في الصيف. وعن رؤيته المستقبلية للتجربة الاتحادية قال: جميع التجارب التي تمر على الإنسان سواء كانت على المستوى الشخصي أو المجتمعي أو على مستوى علاقته بالآخرين في الدول المجاورة ودول العالم، لا يمكن أن تسير على وتيرة واحدة، فكل التجارب معرضة لحالات مختلفة، وهي في الأصل لصالح التجربة ذاتها، وتجربة اتحاد إمارات الدولة نجحت لسبب رئيسي، هو النظرة الثاقبة والفكر الفذ للمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، واطلاعه ومتابعته للوطن والمواطنين، حيث عملت القيادة الرشيدة على انتشال الإنسان الإماراتي من حياة الشقاء التي كان يعيشها، كما عمل على ترسيخ التجربة لدى كل الأجيال التي جاءت بعد ولادة الدولة. الاستقرار وقال: نحمد الله على مشاعر الأخوة التي تربط القيادة الرشيدة ببعضها، بالإضافة إلى حرصها على تحقيق إرادة الشعب في العيش بدستور واحد يحقق الاستقرار، ولا يمكن بأي شكل من الأشكال التي نكون في شأن من شؤون الحياة، ونأتي على ذكر الخير والبناء والراحة والاستقرار، أو سرد قصص الماضي الذي عايشناه، إلا ويكون الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمة الله عليه حاضرا معنا في القلب والعقل والوجدان. كيان الوطن ويكمل الحاج المحيربي: كلنا يعرف كم حجم اهتمام القيادة الرشيدة بالشباب، إيماناً بأن هؤلاء صناع المستقبل ولذلك على المسؤولين التركيز عليهم، وتجهيزهم لحاضر ومستقبل بلادهم، والبقاء على عهد الولاء، ومواصلة مسيرة العمل، التي زرعت بذرة الاستقرار داخل كيان الوطن، ونجحت أيضا في زرع ثقة العالم بدولتنا، بأن لدينا أجيالا شابة واعية. وأضاف: كان المغفور له بإذن الله تعالى محبوباً من الجميع، وفاق حبه حب الآباء لأولادهم، حيث كان يسهر الليل يخطط للمشاريع الذي سينفذها في النهار، حين كنا نجتمع في قصر الحصن ويوزع علينا الأدوار، مع العلم أنه لم يكن هناك اسم وزير أو وكيل بيننا، إنما كانت هناك خلية لإنتاج الأفكار والتشاور فيها، وكان رحمه الله يسهر ويشرف بنفسه على تنفيذ هذه المهام، التي كان يحدد لها موعداً للإنجاز، وهذا ما جعل الأمور تتطور بسرعة كبيرة. أيام الطفولة وذكر بعض الطرائف التي صادفها في طفولته على شاطئ البحر، حين كان صغير السن، مقبلاً على الحياة، مندفعاً نحو الفرح، رأى مجموعة من الفتيات على الشاطئ تصدحن بالأهازيج الشعبية، فحاول أن يظهر مهارته عبر الرقص بالسيف فرفعه عالياً وأطلقه في الهواء مما أصابه بجرح غائر، أسال دمه، ولا زالت علامته محفورة في راحة يده. وبين أن الحياة الأولية لم تكن بها تعقيدات، حيث كانت البساطة وعدم التفاخر هو سمة المجتمع، وعندما يتم زواج أحد أو خطبته، يهب الجميع للمساعدة، كل يساهم بقدر استطاعته، وتفتح البيوت على بعضها البعض، فيعم الفرح الفريج بأكمله. قصة نجاح ويربط المحيربي قصة نجاح دولة الإمارات بتصور القائد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في تنفيذ كل الأمور والإشراف عليها بنفسه، وبذكائه ونظرته الثاقبة إلى المستقبل، بالإضافة إلى حبه لشعبه وبلاده التي رغب في إيصالها إلى العالمية من خلال ربط جسور العلاقات مع الدول في جميع أنحاء العالم. إضاءة نحن دولة يتعلم شعبها يوما بعد يوم طرقا جديدة للحب والإخاء والتعايش مع الغير، ولنا أدوار خاصة بنا، تعلم العالم، نبذ الخلافات والفرقة والتعدي على الآخرين، لأن بقاء العالم مستقرا أو فوضويا مدمرا يتوقف على تلك العادات والتقاليد المتضمنة لسلوكيات الإنسان، ونهج دولة الإمارات يحتذى به في المحبة والترابط والتسامح، وحب الخير للغير ومساعدة الآخرين. نهج القيادة الرشيدة عن نهج القيادة الرشيدة، قال الحاج عبدالله المحيربي: كان المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه قريبا من الناس، يسمع همومهم يشاركهم أفراحهم، ورغب في تسهيل الحياة بكل الطرق للمواطن، من خلال جلب الماء وتقريب المرافق له، وغيرها من الإنجازات. وأوضح أنه عقب توليه رئاسة غرفة التجارة في أبوظبي كان ينصحه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالقيام بزيارات إلى مختلف أنحاء العالم، بعيدا عما تقوم به الدبلوماسية، حتى إلى الدول التي لا تربطنا بها علاقات دبلوماسية، مشيراً إلى أنه في حينها لم يدرك جيدا مقصد الشيخ زايد، لكن مع مرور الوقت فهم قوة ذكائه، بحيث كان يريد الانتشار في أقاصي العالم، مشيراً إلى أنه شكل وفداً من الغرفة لزيارة الصين والدنمارك، والاتحاد السوفييتي آنداك، وتفاجأ بحسن الاستقبال وحفاوة الترحيب لوفد الإمارات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©