محمد سيد أحمد (أبوظبي) ـ قاد التعامل الواقعي والصبر والهدوء داخل الملعب فريق الظفرة إلى فوز مستحق على بني ياس الذي كان خارج النص، ولم يشفع له بالتفوق على «فارس الغربية»، الذي يدين بشكل كبير للثنائي بندر الأحبابي وماكيتي ديوب بنجاحهما الكبير في صناعة الفارق، وتحويل نتيجة المباراة في 10 دقائق فقط من الخسارة إلى انتصار صريح، كان منصفاً للظفرة الطرف الأفضل في اللقاء، حتى وهو متأخر بهدف.
وباستثناء ربع الساعة الأولى، الذي كان «السماوي» هو الأكثر حركة ونشاطاً، فإن ما تبقى من زمن، شهد أفضلية للظفرة في كل شيء، حتى عندما افتتح بني ياس التسجيل في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، وغلب على أداء «السماوي» الذي قدم واحدة من أسوأ مبارياته على المستوى الفردي والجماعي، ما عدا حارسه «المقنع» محسن الهاشمي ومحمد جابر اللذين كانا «الحسنة الوحيدة» في الفريق، ولعبا بجدية وروح، وظهرت كل عيوب اللعبة عند لاعبي «السماوي»، ومما زاد من معاناتهم التفوق الواضح لبندر ورفاقه في جميع خطوط اللعب.
وبرهن الظفرة على تفوقه الكبير وتحديه للظروف التي واجهها قبل المباراة، بغياب قائده عبدالسلام جمعة والمدافع حسن زهران، وكذلك ظروف المباراة نفسها التي كلفته تغييراً اضطرارياً بعد 45 دقيقة، على إثر إصابة الحارس محمد علي غلوم.
وبعد المباراة، هنأ الدكتور عبدالله مسفر لاعبيه على المستوى والالتزام الخططي والنتيجة، بالذات في الشوط الثاني، واعترف بأنه كان قلقاً للغاية قبل المباراة، التي جاءت في منتصف الأسبوع، بسبب الفترة الزمنية القصيرة التي تفصل بينها، ولقاء دبي في الجولة العاشرة من بطولة دوري الخليج العربي، وما زال قلقاً حيث لا تكفي هذه الفترة للاستشفاء والتحضير، لكن ليس أمامهم سوى تقبل الواقع والتسليم بالبرمجة الموجودة للمسابقات، واللاعبين غير محترفين بالكامل، لأن الأندية لديها طلاب وموظفون.
وقال: في مباراة بني ياس اعتمدنا على السيطرة على الكرة بأقل مجهود، لأننا كنا نفكر في الذهاب إلى وقت إضافي لحسم النتيجة، واستقبالنا لهدف في نهاية الشوط الأول أربك هذه الاستراتيجية، وجعلنا ندخل الشوط الثاني للبحث عن العودة، وكانت ممكنة في أول 4 دقائق، من خلال فرصتين لبندر الأحبابي، ومع تقدم الوقت وعدم التمكن من التسجيل أجرينا بعض التغييرات، ونجحنا في إدراك التعادل، ثم حسم المباراة لمصلحتنا في وقتها الأصلي.
وعن تأخره في التبديلات، قال مسفر: هناك أسباب عدة، أولها خروج غلوم مصاباً بنهاية الشوط الأول، مما أربك حسابات «فارس الغربية»، وجعلنا نخسر تغييراً تكتيكياً، وثانياً أن الفريق لم يكن سيئاً، وكان مسيطراً على الملعب وأكثر خطورة من المنافس، وحتى أثناء التأخر في النتيجة كنا نفكر في الوقت الإضافي.
ويرفض الدكتور عبدالله مسفر أن مستوى «السماوي» سهل مهمة فريقه، وقال: «فرضنا أسلوبنا، وكنا موفقين هجومياً، ومغامرتنا في هذا الجانب أدركها التوفيق وقادتنا إلى الفوز.
وأكد مسفر أن طموح فريقه ينصب بالكامل على مركز جيد في الدوري، ويكفيه شرفاً الوصول إلى نصف نهائي كأس صاحب السمو رئيس الدولة، قبل أن يعود مجدداً للحديث عن مباراته القادمة مع دبي، والتي أكد أن الفوز بها مهم جداً حتى يريح الفريق من الضغط الذي سوف يواجهه في العام المقبل، بوجوده في مراحل حاسمة من بطولتي الدوري وكأس صاحب السمو رئيس الدولة وكأس المحترفين.
من جانبه، قال سالم حسن مدير فريق الظفرة: المباراة اتسمت بالصعوبة، ولم نغامر فيها من البداية، بل أغلقنا المنافذ المؤدية إلى مرمانا، بتضييق المساحات، والضغط على حامل الكرة، واحتفظنا بعدد من الأرواق الهجومية على دكة البدلاء للشوط الثاني، وأعتقد أن فوزنا على بني ياس ليس مفاجأة، وأن «فارس الغربية» كان الأفضل ودخل المواجهة بمعنويات عالية، بعد فوزه في الجولة الماضية من الدوري على الشعب الذي استعاد فيه الروح القتالية، بعد سلسلة من المباريات لم يكن المستوى والنتائج فيها جيدة بسبب النقص الكبير. وأضاف: استفدنا من الدروس السابقة، واستطاع الفريق أن يتغلب على النقص، وأن يتعامل بذكاء مع مجريات اللقاء، وهو قادر على الذهاب أكثر في البطولة من مرحلة ربع النهائي التي لم يتجاوزها من قبل، بفضل ما يملكه من لاعبين يجمعون بين الخبرة والشباب، وجهاز فني يعرف كيف يوظف هذه العناصر، ويستخرج أفضل ما عندها، وهدفنا الواضح هذا الموسم هو الوجود في المربع الذهبي للمسابقة، مثلما أكدنا تواجدنا في المربع الذهبي لبطولة كأس المحترفين، وتحسين مركزنا في الدوري.
عدد اليوم
