الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فانتازيا غير ملزمة

11 ديسمبر 2013 19:37
لا أحد يستطيع أن يسأل الدكتور عبدالحليم المدني لماذا وسم مجموعته القصصية بـ “الصعود إلى نبتون”، او لماذا نبتون على وجه التحديد؟. فنحن أمام نصوص تنتمي إلى عالم الفانتازيا وأدبه المميز. هذا الأدب الذي له امتدادات قديمة جداً اختلط مع واقعية الأحداث حيناً ومع الخيال العلمي أحياناً آخر، سجل حضوره المميز خلال القرن العشرين، حيث اتخذ شكله وقوانينه الكتابية من حيث قوة النص وتناسقه الداخلي والمزج المعقد بين الواقع والواقع المتخيل، اضافة للرمز الحر. يواصل المدني في مجموعته رحلته الأثيرية، بحثه عن العشق بأزمنة متخيلة مختلفة، ويتابع مصائر اكثر تعقيدا، كما سنرى، ويكشف الكثير من الالتباس بميله لتأكيد اتجاهه الابداعي المغامر بصياغة الرؤية الأدبية على نحو فنتازي مثير. ربما يكتنف الكتاب الكثير من الغموض وهذا بحد ذاته طاقة جوهرية تعبيرية مهمة تطلق حرية الكاتب وتبعده عن اية مسؤولية محددة سواء كانت فلسفية/ دينية ام مادية. فقد عكف على اختيار المكان والزمان وجعله بحكم المطلق مما منحة فرصة للولوج بجوهر الفكرة وتفكيككها من حيث قداستها أولا ومن حيث جدواها ثانياً، وهو بذلك دخل حيزه الإبداعي من باب مسؤولية طريفة غير ملزمة، إنما تبقى ذات طابع متخيل قادرة على العطاء إلى ما لانهاية، فيقودنا إلى رحلة كونية طريفة، ماتعة وغير ملزمة. الدخول الى نبتون لعل مدخل المدني الأساسي لقصصه الخيالية، أو مفتاحها، هو قصته الإلتحام التي منحته القوة لسبر جوانب أخرى من الخواص الإنسانية حينما يُدخلها مخبراً خاصاً في قصصه. فثيمة قصة الالتحام هو الالتحام ذاته وهو مبني على وحدة الحياة والموت التي لم يحاول ان يبررها الكاتب فلسفياً إنما اعتمدها كوحدتين متضادتين مها ابتعدتا فهما أمر واحد. ولكن بإسقاطات واقعية وسمها بالقاتل والقتيل، مع تغييب متعمد لفكرة الجزاء بشقيه السلبي والإيجابي. هنا لابد من تسجيل الإعجاب الأول بتفكيك المدني للثقافة المتداولة، فهو يفتح نصه على أكثر من إرث، وما يعنيه هو المصير الغائب للإنسان وقدرته على التوالد بمصائر مختلفة. يؤكد هذا المعنى الأستاذ علي مزاحم عباس بتناوله لنص المدني الممسرح لصباح الانباري “فالالتحام يتم بعد القتل ثانية على يدي قاتل يلحقه القتيل منذ اللقاء الأول..”. وبذلك يدخل المدني حيز قصصه في الولادة الدائمة لبطله التي نراها على كامل مساحات قصصه، حيث بدأها “..ارتخى حبل الشنق الملتف على رقبتي.. عاد لساني إلى الداخل.. مددت يدي فأعدت عيني الجاحظتين إلى محجريهما..” ثم “.. عاد لي شعور غامر بأني أطير.. أطير حقا..”. وهنا يبدأ المدني حيز بطله المتخيل بإعادة صناعة نفسه بنفسه مع إطلاق رغباته بالترحال والسفر إلى الأكوان. وهو مفتاح المدني بأبعاد النص عن الرقابة وفتح باب واقع الأشياء من منظور متخيل لا تحكمه الظرفية. هنا لابد أن أسجل ملحوظتي الأولى عن التحليق وهي صفة قديمة لأدب الفنتازيا، أرفقها بأدب من نوع آخر أو جانب منه هو التصوف برحلاته الأثيرية وشطحاته المبهمة أحيانا، إنما مرادها عسف القانون الأرضي مصحوبا بلوعة الروح اللآئبة وسفرها نحو (السر العجيب). وعلى الصعيد العلمي تتجلى مساهمة المدني في صناعته الكونية حتى تدخل قصصه تباعاً حقل الإدراك فوق الحسي (الباراسيكولوجي) لتبرير التنقلات والإفلات من الحيز الزمني والجغرافي، وتتشكل على شكل مساند ثابتة للتنقل والترحال الكثيف، بعدما أسس لها في نهاية قصته الأولى (الالتحام)، هو التشييء المادي للجسد الجديد والإدراك المماثل له تمهيدا لرحلة بطله الأثيرية الذي هو مزيج من الجنسين وخليط من الضحية والقاتل وجوهر من الإله والشيطان. يقترب المدني تباعاً من الإدراك المعنوي لتوصيفات المثلوجيا أو الأساطير “تخفيفا”، فيبدأ قصته الثانية “ليلة الطرد من الجنة” بتصوير كثيف مباشر عن الأبراج، يوسف، ويوم القيامة، والعذاب الزمهريري، والدماء النبيلة التي هي من سلالة الأنبياء، مع مزاوجة طريفة للاحالات بين برج العقرب ـ البرج الوحيد الأكثر غموضاً ـ والكوكب العاصي (الثاني عشر) الذي لم “..ينحن ليوسف”. أراد المدني من وراء هذا التكثيف ان يتخلص من عبء ثقيل يحرره من فلسفة النص وتبريره، وبالتالي فهو يضيف إلى بطله سلسلة مزايا جديدة مساعدة على نحو مرايا عاكسة تدور جميعها في فلك متخيل واحد يبدأ بالقدرة الأثيرية للخلق. حيث يمنح بطله ميزات ربوبية على نحو (ربوتي) تجعله خالقا للاستحالات رغم يأس بطله أحيانا بعودته “..عادت لي قيمي ومثلي المجنونة..”، وفي جو استذكاره العذاب الزمهريري وسلسة آلامه منذ سقوطه من رحم امه “قبل مولدك الأخير بألف عام”. يغلب الكاتب، بصورة بطله، اليأس على جدوى المحاولة. والمحاولة في أدب المدني هو جزئية النصوص الضامنة لاستمرار البطل بنفس السياق الفانتازي موسوماً أو ممزوجاً بنتف الإشارات عن الباراسيكولوجي والتلباثيكية التي يصفها بـ “الخارقة”، وهي على حد اعتقاده حلقة الوصل بين الجنون والعقل. هذا المرتكز يجعلنا نفهم بأن بطل المدني هو عاقل، إنما مصاب اية اصابة نفسية، لكنها مثيرة للجدل بسبب كم الأسئلة التي تطرحها والتي تهبه سلطة الاستمرار، رغم معرفة البطل بفشل المحاولة في كل مرة. عقدة الزمن ينقلنا المدني الى اول نقلة تطل على واقع سفره الكوني الذي مهد له وتوصل إلى “..لا شيء سوى حضورها يخرجه من عذابه الأزلي.. أين هي الآن؟”. بهذا السؤال اصبح مستوى بطله من حيث أدائه أكثر سرعة وأشد إصراراً وأعمق تفكيراً وهو “الطريد من الجنة”، فيبدو كمن ينفلت من عقدة الزمن، وجو الإلتباس الذي أدخل الكاتب بطله فيه بإضافات (ربوتية) فجعل يحرره منها أحيانا على أمل معاودة انسانية حسية رشيقة. أود أن أستعير هنا تعبيراً قديماً (قسمة ضيزى) لتوصيف حالة بطل المدني المفتون بالحب والمنفتح على كل الإحتمالات والمشحون بعدد لا يحصى من التأثيرات الأرضية والكونية، بمعنى انشطاره الدائم وتوحده المكرر. هذا التحرر من الشكل هو في واقع الأمر من مزايا نص الفنتازيا، فحرية الخيال تكون محكومة به وترضخ الى حركته، يصحبه المدني أحيانا ببعض الرمزية التي هي خادمة للحركة حسب. هذا المزج الطريف بين الحسي/ الإنساني والربوتي المتقن المرفق بعامل كوني حاسم هو الجليد والزمهرير، هي عناصر مقاومة في شغل المدني الأدبي في سعي بطله في رحلته نحو الثيمة الكبرى، التي اصفها بـ(المحبة الأثيرية)، فكل ما يتجلد وما يتكسر، يتجدد في لحظة واحدة بأشارة حسية واحدة، كما وأن المفصل الذي يعيد الحياة ويحييها هو ومضة سحر الرغبة التي يُحار بها لكنها حاضرة في كل التنقلات. النص الفنتازي والمثيولوجيا في معاينتنا لنص “الزلزال” نجد عنصراً آخر من عناصر النص الفنتازي يفرض نفسه وهو دخول النص حقل المثلوجيا والأساطير والفولكلور، يعتمده الكاتب كمدخل لقصته “أيمكن أن تنهد الصروح التي شيدها الله؟ وهل ستنهار النفوس والأرواح وتتغير الأشكال؟...” وهكذا العديد من التساؤلات، التي من خلالها يطلق الكاتب حرية خياله فيصل إلى جواب محفز “من يدري، وهذا بحد ذاته مفتاح آخر يفتح الجهد الإبداعي على عناصر تتشكل على نحو آفاق غير منتهية وشخصيات خادمة، بعضها ستكون ملازمة لرحلة البطل الأثيري التي تحفزها الأسئلة المكثفة، رغم علمه المبكر بأن لاجدوى لما يفعل لكنه يفعل. ومع إطلالة بطله على عالمه الواثق وظهور (سيد البحار السماوية) التي ستتقاسم البطل رحلته، يكون المدني قد اقترب من مفاصل الشك واليقين معا بقوله: «بنى الله الكون في ستة أيام.. وبنيناه في لحظة واحدة.. قلنا له “بخفقات قلوبنا واهتزاز مشاعرنا ودفق عواطفنا كن.. فكان”. وبهذا يكون المدني قد استشعر مكامن العاطفة الإنسانية النبيلة وفضّلها على الرغبة بالخلق لأجل الخلق، فكل ما يخلق له سبب واحد هو الحب الأثيري المطلق والجانح نحو ما يشبهه، فتكون رحلة بطله هذه المرة مرآة عاكسة لـ”الصرح المشيد في أعماقه” حتى احتدام النيران “في حقول الذهب المتماوجة”. وما زلنا في جو المثليوجيا، البطل بانتظار (الزلزال الأكبر) كناية ليوم القيامة على الأرجح، فنرى الشطحة الإنسانية الرائعة باستقرار الزلزال في ضفاف الشمس “تلك الضفاف التي ذُبحت على شطآنها في وقت مضى من الوريد إلى الوريد...”، وهذا هو نوع من التناسق الداخلي لنص المدني بإعادة استقراره إلى نظرة إنسانية محضة مشبعة بالتوقعات الأرضية، مهما بلغ البطل سمواً، فإنه يبقي على أشد الأسئلة فتكاً “أهكذا تموت إذن؟ أهذا هو الموت الذي تريد؟ ها قد حصلت عليه... فما أنت فاعل..؟”. ويمكن عكس نظرته تلك بسؤال آخر لم يسأله “هذه هي الأبدية فما انت فاعل بها”. ووصولاً إلى ثنائية تفسيرية لسيدة البحار السماوية بإخراجها علة الخلق “...هكذا أوجدتنا الطاقة الكونية الكبرى.. قال لنا الله: كونوا.. فكنا..” وصدمته المؤثرة بامتلاكهما مفاتيحه “...فلا نتبين إلا مكامن الضوء فينا ونحن نبحر في سماواتنا التي قلنا لها: كوني فكانت..”. ينحو المدني هنا إلى مزاوجة بين أدب الفانتازيا من جانب الخيال التأملي وبين الأسئلة الوجودية الكبرى التي هي شاغله الأكبر على مساحة نصوصه، لكنه لم يتناولها فلسفيا انما منحها قيمة استدلالية معبرة عن “الطاقة الكونية” التي تبقى واعية على وفق منظوره، وبنفس الوقت لاتشغله هذه الفتنة بقدر سعي بطليه في رحلتهما إلى سبر الخواص الإنسانية وقت خضوعها إلى بيانات كونية رائدة وجامحة تتشكل في مخيلتهما على نحو من الشرار المتطاير، وبتنفيذ نصي على هيئة إعادة التكوين الربوتي وقت الحاجة، بمعنى آخر انه يجابه الموت بقدرة أخرى هي إعادة التكوين الربوتي المتكرر. وهذه خاصية أخرى تضاف إلى أدب المدني في كتابة الفانتازيا بأن لاوجود للموت بين ثناياها. حركة الأشياء المصغرة يلاحق المدني في النصوص التالية اثر غائبه، الوجداني، بصفة بطله الذي على ما يبدو أنه يئس من الحركة المصغرة للأشياء أو أنها لا تتسع لحركته الدائمة والدائبة “كان الوجود كله لحظتئذٍ.. هو ذلك السهم المنطلق..”. لكنه، أي الكاتب، يستمر بتأكيد صفة اساسية لأدب الفانتازيا هو الإبقاء على مكان الحدث وزمنه من دون تحديد “لوحة الزمن لا تبدو إشاراتها واضحة”. وما يهمنا هنا هو إضافات المدني المتسقة بصورة حلزونية تفسر حرية الحركة وانفتاح النص على عوالم جديدة، “..استعنت بالسهم الأبيض الهائم في الفضاءات.. حملني.. دون وعي مني.. إلى عرش الملكة السماوية...”، ثم “..انطلق السهم الأبيض في دورب جديدة..”، مع ملاحظة ميزة مضافة هو التوسع الكثيف للصورة التي تهمه فيتتبع اثرها بشغف، رغم الشقاء الحسي المتكرر لبطله، أنه يغرق في العينين “كان البئر يجذبني إلى داخله..”، “وأدركت بأني أغرق..”. لكن أنثاه لا تدعه يموت، بمعنى إصرار الكاتب على الإبقاء على الصناعة الطبيعية للحياة التي هي وحدها التي تهبها، اما الخالق فهو المنظم او المهندس حسب. الحركة والزمن عودة للحركة والزمن وهي إحدى مواصفات النص الفانتازي الذي نراه في أدب وادي الرافدين القديم أن البطل الأسطوري يستطيع قطع المسافات بصفة الهية أو نصف إلاهية، وفي أدب ألف ليلة وليلة، يحضر الجان للمساعدة بقطع المسافات الطويلة أو خلق آلات كبساط الريح أو الحصان الطائر للتنقل أو اكتشاف مرهم لدهن الأرجل للمشي على الماء ونحوها من الطيور والجوارح والكواسر الخرافية والسحرة ومختلف الابتداعات الخادمة لطي المسافات واختصار الزمن. هذا الأمر ليس له جذر فيزيائي أو حتى تفسير مثيلوجي إنما إحالة أحادية نجدها في الأدب الإسلامي بـ(الإسراء والمعراج)، (طيران الدابة/ البراق)، أسمح لنفسي بتجاوز المقدس قليلاً لأضعه في مصاف الفانتازيا المهمة والملهمة للإبداع. هذه المفاصل وغيرها من أدب الشرق القديم والعالمي المماثل، أضحت لمساتها واضحة في أدب الفانتازيا الجديد فتعد آدابهما بمثابة الأب الروحي لإبداعه الحالي، فعلى الرغم من إطلاق العنان إلى أبعد ما يتصوره الذهن البشري يبقى الحدث يدور ويحاكي القديم. ففي (سيد الخواتم) التي كتبها البريطاني ج. ر. ر. تولكينو التي تقع أحداثها في أرض خيالية وأزمنة خيالية كذلك، تكون مرتكزاتها الأساسية تستند على الجن والسحرة وصناعة أبطال مثل (سيد الظلام سورون) والقوى الخارقة، والصراع كما يحدث على الأرض، كما تكون الحركة والزمن محكومة بذهنية متوقعة موسومة (بالعصر)، والمكان بـ (الأرض الوسطى و(عفاريت جبال الضباب) وغيرها الكثير. في أدب المدني نجد الزمن والمكان، على نحو أرقام واعداد (عام 931122)، (الطريق الرابع عشر) وبحيرة (السماء الخامسة) و(قاع الأرض الثالثة)، والكواكب مثل (هاترا)، «شمال السماء الأخيرة على خط العرض الثاني والعشرين..»... الخ. ومن حيث استحداث أبطاله المساعدة (ملكة البحر السماوية) في قصة المجنونان، وما يماثل تصور الكاتب في قصصه الأخرى، نرى مرافقة آنية لفكرة الزمن مع الفعل البطولي للشخصية. شكل هذا منظومة المدني الرقمية، وهي شفيرته الخاصة غير المحكومة بواقعية الحدث، فهو في حل من الدلالة الحرفية للرقم المتخيل، بمعنى يبقى إيحائياً صرفاً، وربما يشجع القارئ على استعارة ذهنية غير مدشنة في حياته اليومية. فما هي عدد الأشجار حولك؟ وما هو عدد الأيام الماطرة منذ ولادتك، وما عدد انفاسك.. الخ من الأسئلة اللانهائية التي تجرد الرقم في حالة دخوله حيز المحاكاة الطبيعية لأية ولادة!. لكن ما يميز المكان والزمان في قصص المدني هو عنصر المفاجأة بنقل الحدث أو أن شيئا ما في طريقه للحصول، «..ذلك المهاجر الذي صعد من قاع الأرض الثالثة.. نظرا إليه بدهشة..»، و«عاد بنظره المرتعب الى حافة البحيرة اللامعة». على ما يبدو أن بطلي المدني ليسا مرتحلان مستكشفان بقدر ما هما هاربان من حيث الأساس يبحثان عن بعضهما بعضا فيكونان معضّدين بقوانين المدني الرياضية/ الفيزيائية الافتراضية، محصنين بقوة التخاطر، تتملكهما دهشة دائمة سببها ازدهار النص باكتشافه عوالم لانهائية هما بصدد سبر اغوارها وكشف أسرارها مع تأكيد طرافة العشق والمحبة الأثيرية دائما. وهذه إضافة مهمة لنص المدني بأنسنة الحكاية والوقوف على جوهر الاضطراب النفسي للحالة الإنسانية. ولكن بقدر ما يكشف النص عن قوانين رياضية افتراضية يبقى مفتوحاً على عدد متوقع آخر منها لا تفاجئ القارئ بسبب دوام وقوعها في زمن أو مكان، بينما تكون هناك أخرى غائبة، لكنها تكون كذلك متوقعة، حيث يبقى الحدث استكشافياً متوتراً داخل السياق القصصي وخارجه، نقصد بـ (خارجه) كل المؤثرات التي يستحدثها النص تباعاً، أو يتأثر بها. نضيف هنا بأن عنصري الاكتشاف والمغامرة يدخلان بقوة بقصص المدني “أدار عينيه فيما حوله، أرسل مجساته الكهرومغناطيسية من ثنايا جسده لتمسح المكان والزمان...”، فيتشكل هذان العنصران على نحو ثيمة أساسية لقصص المدني تباعاً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©