بدأت الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة إعطاء التصاريح المبدئية للموافقة على مخططات المباني الجديدة التي ستشيد في الإمارة، والتي تخضع واجهاتها للمواصفات الحديثة المقاومة للحرائق.
وكشف العميد عبدالله سعيد السويدي، مدير عام الإدارة، أن الإدارة تقوم حالياً بختم المخططات المبدئية للمباني الجديدة، لإلزام أصحابها بالمواصفات الحديثة للمواد المستخدمة في عملية البناء وتطبيق أعلى المعايير العالمية في هذا الأمر، بحيث تكون المواد المستخدمة في الواجهات غير قابلة للاحتراق.
وأضاف أن الموافقة المبدئية تمنح لأصحاب المباني وفق اتفاق مع الجهات المعنية مثل البلدية ودائرة التخطيط والمساحة، بحيث لا يستطيع أي شخص أو جهة البدء في تنفيذ المباني دون تلك الموافقة، على أن تكون هناك موافقة نهائية بعد الالتزام بالشروط المنصوص عليها في تلك المواد المستخدمة في واجهات المباني.
وذكر أن الإدارة العامة للدفاع المدني بالشارقة بدأت بالفعل منذ يومين في منح تلك الموافقات المبدئية للمباني، وأنها ستكون إلزامية للجميع ولا يتم الترخيص بالبناء إلا من خلالها وهي بمثابة شهادة لبداية إنجاز المشروع.
وأشار السويدي إلى أن كل البنايات الحديثة التي سيتم تشييدها في الإمارة ستخضع لتلك المواصفات، والتي من بينها اشتراطات الأمن والسلامة من خلال استخدام مواد تقاوم الحرائق، سواء في مواد البناء الأصلية والجدران والزجاج وغيرها، من كافة مواد البناء الأخرى والتي تحد من انتشار النيران في المباني.
ولفت إلى أن من بين الاشتراطات التي تركز عليها أيضاً فرق التفتيش على تلك المنشآت، نظم التهوية والفتحات وكذلك المخارج ووجود طفايات موزعة بصورة مدروسة، والإضاءات الكافية ونظم التحكم في الأدخنة وغيرها من الاشتراطات الأخرى التي تؤمن سلامة المباني وتقلل من نسب حدوث حرائق بها.
وطالب مدير عام الإدارة العامة للدفاع المدني في الشارقة، بضرورة أن يكون هناك حرص أكبر من قبل ملاك تلك البنايات على اتباع شروط الأمن والسلامة في منشآتهم واستخدام مواد البناء الأحدث المقاومة للحرائق، وكذلك التأكد من كفاءة عمل الأجهزة والأنظمة الخاصة بالأمن والسلامة وعدم التهاون في صيانتها الدورية وذلك للصالح العام، وللحد من انتشار الحرائق في المباني السكنية والتي شهدت الإمارة عددا منها خلال الفترة الماضية.
ولفت إلى أن الإدارة عقدت الأيام القليلة الماضية ورشة عمل دارت محاورها حول المواد المستخدمة في واجهات المباني غير القابلة للاحتراق، حسب المواصفات العالمية المعتمدة، حضرها المعنيون في الدفاع المدني وعدد كبير من الاستشاريين العاملين في تشييد الأبراج السكنية، وخبراء مهندسون من شركات، حيث قدموا نماذج لأفضل الممارسات العالمية المتبعة في صناعة وجهات الأبراج غير القابلة للاحتراق، وكيفية فحصها واعتمادها وطرق التركيب الآمن في الواجهات لحمايتها من التعرض للحرائق.
وقال إن من أهم مواصفات تلك المواد الجديدة التي سيتم استخدامها في واجهات المباني الحديثة أن بعضها يتحمل النيران لفترة قد تصل من خمس إلى تسع ساعات، وكلما زاد حجم المبنى والقدرة الاستيعابية له تحتم استخدام المواد الأكثر مقاومة للنيران في إنشائه، وذلك حتى يتمكن رجال الإطفاء من إخلاء المبنى دون تعرض الأفراد الموجودين فيه للخطر، وبالتالي سرعة التعامل مع النيران ومن ثم إخمادها وعدم انتشارها في الأدوار العليا للمبني كما حدث في الحوادث السابقة.
وبين أن المواصفات الجديدة سيكون لها دور كبير بلا شك في التقليل من نسب الحوادث وحجمها التي تعرضت لها المباني السكنية في الإمارة خلال الفترات الماضية التي تسببت في خسائر مادية كبيرة، وأضافت عبئاً على رجال الإطفاء في التعامل معها بحرفية وجهد في إخلائها من ساكنيها لعدم حدوث خسائر في الأرواح، وهو ما تحقق في الحوادث الماضية في الأبراج السكنية.
يذكر أن هناك عدة أبراج سكنية قد شهدت حرائق في حوادث متفرقة على مدى الفترات الماضية في الشارقة.
عدد اليوم
