السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العمل بالدوام الليلي لفترات طويلة يسبب السكري وسرطان الثدي

العمل بالدوام الليلي لفترات طويلة يسبب السكري وسرطان الثدي
13 ديسمبر 2011 14:52
مع استمرار الأزمة الاقتصادية في معظم دول العالم، أصبح العاملون يتمنون فقط البقاء في وظائفهم، وصار العاطلون لا يتمنون أكثر من الحصول على عمل، بصرف النظر عن كونه مناسباً لهم أُرسياً وصحياً من حيث كونه نهارياً، أو ليلياً، أو تناوُبياً ما بين الليل والنهار. وهو ما يجعل الكثير يدفعون جراء ذلك أثمنةً غاليةً من صحتهم، خصوصاً إن كان دوامهم ليلياً أو تناوُبياً بشكل أسبوعي أو شهري أو دوري. وقد صدرت مؤخراً دراستان جديدتان تُفيدان أن الدوام الليلي أو الدوام التناوبي له آثار صحية سلبية على صحة الرجال والنساء، لكنه يضر النساء أكثر، حيث يُعرضهن لمخاطر الإصابة بالسكري نوع 2 وسرطان الثدي في حال واصلن العمل بشكل يُعاكس ساعاتهن البيولوجية لفترات طويلة. الساعة البيولوجية وكشف الباحثون عن وجود عدد كبير من الروابط بين احترام الناس لإيقاعات ساعاتهم البيولوجية وتقلبات أحوالهم الصحية. فأولئك الذين يكدحون بينما جيرانهم يسرحون ويرتاحون، أو أولئك الذين لا يأخذون أقساطهم الكافية من النوم بشكل دائم هم أكثر عُرضةً للإصابة بتشكيلة واسعة من الأمراض، طبعاً بالإضافة إلى ما يسببه لهم ذلك من شعور بالتعب. ولعل أبرز الأمراض التي تتربص بأجسادهم هي السمنة واضطراب عملية الأيض وارتفاع ضغط الدم والكآبة وأمراض القلب. وفي العدد الأخير من مجلة “بلوس ميدسين” الطبية، درس الباحثون حالات أكثر من 175 ألف مشارك تابعوا فيها صحة الممرضين والممرضات الذين يعملون بدوامات ليلية دوارة منذ أكثر من 18 إلى 20 سنة. ومعروف طبعاً أن طبيعة الممرض أو الممرضة تقتضي البقاء بجانب المريض على مدار الساعة، ولذلك فإن مهنة التمريض من أكثر المهن التي يُطبق فيها نظام الدوامات الدوارة على مدار 24 ساعة. ووجد الباحثون أن الممرضين الذين قضوا أكثر من 20 سنةً من الدوامات الدوارة وغير الثابتة في عملهم بالمستشفيات والعيادات بحيث يعملون تارةً في النهار وتارةً في الليل لديهم قابلية للإصابة بمرض السكري نوع 2 أكثر من غيرهم ممن لم يعملوا قط بنظام الدوامات الدوارة، وذلك بنسبة 60%. كما توصلوا إلى أن الممرضات اللاتي راكمن وقتاً أقل في الدوام الدوار سجلن أيضاً قابليةً للإصابة باضطرابات في عملية الأيض والهضم، لكن بنسب أقل من اللاتي قضين أوقاتاً أطول في العمل بنظام الدوام الليلي المتناوب. فقُرابة 20% من الممرضات اللواتي قضين ما بين ثلاث إلى تسع سنوات في العمل بالدوام الليلي و40% ممن قضين ما بين 10 إلى 19 سنةً في العمل بالدوام الليلي-النهاري المتناوب مُعرضات للإصابة بمشكلات صحية مختلفة. ووجدوا كذلك أن السمنة هي من أكثر نتائج الدوام الليلي والدوام النهاري الليلي المتناوب، وأنها تؤدي بدورها إلى الإصابة بغيرها من الأمراض، إذ تبين لهم أن الممرضات اللاتي يُصَبْن بالبدانة بعد طول عملهن في الدوام الليلي أو التناوُبي هن أكثر النساء عُرضةً للإصابة بالسكري. أنظمة الدوام وفي السياق ذاته، أصدر المعهد الطبي لسرطان الثدي تقريراً شاملاً حصر فيه العديد من العوامل البيئية التي تتزايد الدلائل العلمية بشأن مسؤوليتها عن الإصابة بعدد من الأمراض وعلى رأسها نظام الدوام الليلي أو الدوام التناوبي، معتبراً أن أنظمة الدوام غير النهاري الثابت تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي عند النساء. ودعا باحثو المعهد إلى إجراء المزيد من الدراسات لمعرفة الروابط الموجودة بدقة بين الدوام الليلي والدوام التناوبي واستكشاف التدابير التي يمكن اتخاذها لتقليل الأضرار الصحية لهذه الدوامات، أو تفادي العمل بنظام الدوام الليلي قدر الإمكان. ويقول الباحثون الذين أنجزوا هذا التقرير لصالح سوزان كومن من مؤسسة “كيور” إنهم يفترضون أن الدوام الليلي أو الدوام التناوُبي قد يزيد مخاطر الإصابة بسرطان الثدي، وتوصلوا إلى أدلة تُفيد أن اضطرابات النوم تؤثر سلباً على وظيفة إفراز الهورمونات بشكل سليم، وأن الجينات الخاصة بالساعة البيولوجية للإنسان تختل إلى حد ما بسبب هذه الاضطرابات، وهو ما يُمهد الطريق لنمو خلايا سرطانية في أنسجة الثدي. وفيما يتعلق بالسمنة، فمعروف أنها أحد العوامل الشائع تسبُبُها في الإصابة بالسكري نوع 2 وسرطان الثدي، ولذلك فإن زيادة أوزان العاملين بنظام الدوام الليلي أو الدوام التناوُبي تُعرضهم لمخاطر صحية ذات صلة بالسكري وسرطان الثدي. وينصح الباحثون في ختام تقريرهم كل المضطرين للعمل بدوام ليلي أو تناوُبي أن يبذلوا جهداً للتخفيف من أضرار دواماتهم على صحتهم من خلال ممارسة التمارين الرياضية بانتظام وتناوُل وجبات غذائية صحية والاستفادة من إراحة الأعين ولو لفترة قصيرة كل يوم من خلال أخذ قيلولة. كما ينصحون أصحاب الدوام الليلي والتناوُبي بمراجعة الأطباء للاطمئنان على حالاتهم الصحية مرات أكثر من المرات التي يقوم بها أصحاب الدوام النهاري الثابت والمنتظم. عن “لوس أنجلوس تايمز”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©