بيروت - ا ف ب: بعدما استبعده السياسيون في الماضي من الأزمات، يبدو الجيش اللبناني اليوم في واجهة الأحداث مع انتشاره من جنوب لبنان الى شماله، حيث يواجه تحديات عدة، ويخوض حاليا معركة مباشرة مع جماعة ''فتح الإسلام'' التي تتحصن في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان·
لكن الوحدات العسكرية التي تحاصر المخيم لا تستطيع اقتحامه، وأوضح الخبير الاستراتيجي والعميد المتقاعد الياس حنا ان هذا الامر يتطلب قرارا سياسيا وتفاهما يصعب التوصل اليه في بلد ذي توازنات دقيقة''، اضافة الى انتماء عناصر الجيش الى طوائف عدة تبرر عدم دخول الجيش الى المخيمات رغم ان الاتفاقات الماضية التي كانت تحول دون ذلك ألغيت·
وفضلا عن وجوده في الشمال، ينتشر الجيش منذ نهاية الصيف الفائت على الحدود الجنوبية مع اسرائيل وعلى الحدود اللبنانية السورية، وهو ايضا مكلف حفظ الامن في بيروت والمدن الاخرى، حيث يؤمن دعما عملانيا لقوى الامن الداخلي التابعة لوزارة الداخلية· كما كان لا بد من تدخل الجيش لوضع حد للمواجهات الدامية التي اندلعت في 25 يناير في بيروت، ومنذ ذلك الوقت تشهد شوارع بيروت دوريات عسكرية مكثفة· وتكرر السيناريو نفسه في طرابلس الأحد، حين تصدى الجنود اللبنانيون لمقاتلي ''فتح الاسلام'' الذين تحصنوا في مبان داخل المدينة، ما حال دون انفجار الوضع في شمال لبنان·
ويفتقر الجيش الى العتاد الحديث ولا يملك اي طائرات مقاتلة ويراوح عديده بين 55 و60 الف عنصر· وقال مسؤول رفيع في الجيش رفض كشف هويته ''الجيش موجود اليوم للمرة الاولى على كل الاراضي اللبنانية مع 15 ألف عنصر في الجنوب وثلاثة آلاف لحماية الحدود البحرية والبرية مع سوريا ومنع التهريب، فيما تتوزع البقية في المناطق الأخرى لتنفيذ عمليات حفظ الأمن''· ويسعى الجيش الى التزود بعتاد حديث في ظل دعم الموالين والمعارضين لمعركته في شمال لبنان· وفي تصريح لشبكة ''سي ان ان'' الاميركية، طلب وزير الاقتصاد سامي حداد من جميع اصدقاء لبنان في العالم اجمع والحكومات العربية والغربية مساعدته لوجستيا وعلى صعيد العتاد لأن ''فتح الإسلام'' تتلقى التمويل والسلاح·
عدد اليوم
