مسلسل الاحتيال عبر الإنترنت.. مستمر
على الرغم من كثرة الحديث عن موضوع الاحتيال عبر الإنترنت إلا أنني أعتقد أن من واجب وسائل الإعلام، تسليط الضوء بشكل دائم على هذا الموضوع الذي لن ينتهي أبداً بل على العكس يزداد شراسة وضراوة ·
والحلقة الجديدة كانت في الإمارات، إذ أخبرني صديق لي، وهو طبيب في أحد المشافي، أن زملاء له تبادلوا في ما بينهم رسالة إلكترونية من شركة توظيف تعلن عن وجود فرص عمل للأطباء في إحدى الدول الأفريقية، ويبدو أن أحد هؤلاء الأطباء قد رد على هذه الرسالة، واستفسر عن معلومات أكثر، وجاءه الرد المفصل وطلب منه أن يرسل ملخصاً عن سيرته الذاتية، وفعلاً أرسل هذا الطبيب المعلومات المطلوبة، وأتته رسالة إلكترونية تخبره بقبوله للعمل في أحد المشافي في هذا البلد الأفريقي، وبراتب يبلغ خمسة وعشرين ألف دولار أميركي في الشهر· وطلبت شركة التوظيف منه إرسال مبلغ خمسمائة دولار كنفقات للحصول على الفيزا! وقام هذا الطبيب بإرسال الوثائق والصور الشخصية والمبلغ المطلوب بالبريد السريع إلى الشركة المذكورة، ومرت الأيام والشهور ولم يتلق هذا الطبيب أي رد من الشركة المذكورة ·
وعلى الرغم من أن فقدان مبلغ الخمسمائة دولار قد لا يشكل مشكلة كبرى عند هذا الطبيب، ولكنه قد يشكل مصيبة عند شخص آخر ·
و من دون أن ننكر على أحد الحق في البحث عن فرص عمل، أفضل أن يؤخذ هذا الموضوع بحكمة وتروٍ وحذر، ومن الأفضل الاعتماد على وكالات التوظيف المعروفة والمحلية· أما وكالات التوظيف عبر الإنترنت ففيها جانب من الخطورة، ولا تعتقد عزيزي القارئ أن مجرد وجود موقع على الإنترنت وروابط ''من نحن'' و''اتصل بنا''، أن وجودها يعني أن الشركة موجودة أصلاً أو أن الشركة تمارس أنشطة قانونية، بل إن بعض شركات التوظيف المعروفة والموثوق بها، قد أصبحت تقدم تحذيراً للمشتركين من أنها غير مسؤولة عن دقة الإعلانات المنشورة، وأن بعض الشركات المعلنة قد يلجأ إلى وضع إعلان عن فرصة عمل لجمع آلاف البيانات الشخصية واستخدامها لأغراض التسويق ·
ومن الجدير ذكره أن الهيئة العليا لتنظيم الاتصالات في الإمارات قد أطلقت في شهر أبريل من هذا العام فريق عمل لطوارئ الكومبيوتر UAE Computer Emergency Response Team واختصاراً aeCert وهو مختص بمكافحة جرائم الانترنت والكومبيوتر، ولا تزال آلية عمل ومهام هذا الفريق غير واضحة، ونأمل أن يلعب دوراً في الحد من الأنشطة الاحتيالية وجرائم الإنترنت وكذلك في توعية مستخدمي الإنترنت في الإمارات حول هذا الموضوع، ونأمل أيضاً في أن يوفر آليات بسيطة للإبلاغ عن أي عمليات مشبوهة على الانترنت ·
إن الوقاية من هذه الجرائم تكون باستخدام البرمجيات المناسبة سواء Antispyware أو Antiphishing وتحديث نظام التشغيل باستمرار و بالكثير من الحذر والحيطة والوعي من قبل المستخدم وكل هذا يجب أن يدعم بجهود السلطات المختصة لمكافحة هذه الجرائم ·
معتصم زكار
moutasem@alwarraq.com
عدد اليوم
