الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ملتقى الإمارات للإبداع يقارب واقع الرواية الخليجية ويستشرف مستقبلها

ملتقى الإمارات للإبداع يقارب واقع الرواية الخليجية ويستشرف مستقبلها
10 ديسمبر 2013 00:07
عصام أبوالقاسم (الشارقة) ـ انطلقت صباح أمس تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، بمسرح قناة القصباء بالشارقة الدورة الرابعة من ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي، تحت شعار «الرواية الخليجية.. إبداع متجدد» بحضور العديد من الأسماء الأدبية والفعاليات الثقافية المحلية والعربية. واستهل برنامج الملتقى الذي ينظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بعزف السلام الوطني قدمته فرقة مدرسة الشرطة الاتحادية، وبعد ذلك تحدث إلى الحضور نيابة عن اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الشاعر حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد، مبرزاً الأهمية، التي يمثلها انعقاد الملتقى في هذا التوقيت، حيث تعيش المنطقة العربية جملة من الاستحقاقات والتحديات، ولفت الصائغ إلى ما حققه الملتقى خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى أن الوصول إلى الدورة الرابعة هو عنوان مواظبة وإصرار، مؤكداً ضرورة تواصل مثل هذه اللقاءات، وأهميتها في تفعيل الصلات الثقافية والاجتماعية محلياً وخليجياً وعربياً. ووجه الصايغ الشكر إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على دعمه المتواصل، وكذلك إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الرئيس الفخري لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات. وقال الصايغ: «يجب أن نسجل أن التنمية الثقافية في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، جزء أصيل من التنمية الشاملة والمتوازنة في بلادنا، وعلينا جميعا التعامل معها بما هي كذلك في المفهوم والتطبيق، حيث إن الواجبين الوطني والإبداعي يحتمان الاشتغال على الإبداع بروح خلاقة من الجدية والابتكار، سواء ما اتصل بالشعر أو القصة أو الرواية، التي يعدها البعض ديوان العرب في عصرهم الجديد، والتي تستحق تخصيص ملتقيات وملتقيات، نحو المزيد من التأمل، ورصد وتوثيق النصوص، ويمكن أن نحقق ذلك في الرواية، على الوجه الأمثل، نظراً لوقوعها، أكثر من غيرها، في حداثتي العهد والفن». وذكر الصايغ أن من بين ما يهدف إليه الملتقى «توثيق الرواية الخليجية وإبراز ما حققته عبر مسارها التاريخي»، واختتم كلمته قائلاً: «مهمتنا هي الإبداع. مهمتنا نشر قيم الخير والجمال». من جانبها، خصصت أسماء الزرعوني نائب رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الأمين العام للملتقى كلمتها للحديث عن عوامل نجاح الملتقى، وذكرت بعد أن رحبت بالضيوف، متمنية أن ينجز الملتقى أهدافه «ثمة جهودٌ كبيرةٌ بُذِلتْ، وهنالك أكثرُ من حافزٍ للعمل، لكنّ هذا وحدَه لم يكن كافياً لإنجاح الملتقى في دوراتِه السابقة، ولن يكونَ كافياً أيضاً في دورتِه الحالية، فالمُعَوّلُ عليه دائماً لا يكمنُ في التنظيمِ فقط، بل في التفاعلِ الحيّ والإقبالِ على أداءِ الرسالةِ في حبّ وحماس، وهو ما يقتضي منا أن نشكرَكم عليه، فلولا تجاوبُكم مع فكرتنا منذ البداية لما كان لنا أن نلتقي، ولما كان لنا أن نحققَ ما حققناه» وتابعت الزرعوني: «إننا أبناءُ وطنٍ واحدٍ تشتركُ أواصرُه في كثيرٍ من الخصائصِ إن لم يكن كلَّها، من روابطِ الدمِ والقربى إلى الدينِ واللسانِ والظروفِ المشتركة. كلُّ ذلك يتشكلُ به الأدبُ أكثرَ ممّا يتشكلُ به أيُّ منحى آخر من مناحي الحياة كالسياسةِ والاقتصاد. هذا الملتقى يحققُ هذه المعادلةَ، ويرسخُ التجاربَ المتشابهةَ، ويكشفُ الأبعادَ المختلفةَ أو المجهولةَ، وهذا بدورِه يمنحُ الأدبَ والثقافةَ دورَها في تشكيلِ صيرورةِ الحياة، فلا تكفي المواقفُ السياسيةُ ولا الاقتصاديةُ والعلميةُ ما لم تكن مدعومةً بوعي الأديبِ وثقافتِه». وفي كلمته، نيابة عن ضيوف الملتقى، شكر الكاتب فهد حسين من البحرين دولة الإمارات العربية المتحدة رئاسةً وحكومةً وشعبًا، كما وجه الشكر إلى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والأمانة العامة للملتقى بمناسبة إنجازها الدورة الرابعة للملتقى، وأعرب عن سعادته بما تحقق لدولة الإمارات بفوز مدينة دبي باستضافة معرض إكسبو 2020، ونوه حسين بالدور الذي تلعبه الإمارات في مجال التنمية الثقافية، قائلاً: لقد سعدنا نحن ـ المشاركات والمشاركين ـ في ملتقى ثقافي وأدبي يسهم مع روافد ثقافية أخرى ليؤكد التوجه الثقافي، الذي اتخذته دولة الإمارات.  وضمن برنامج الندوات، تابع جمهور الملتقى جلسة أولى أدارها الكاتب إبراهيم الهاشمي تحت محور «بانوراما المشهد الروائي المعاصر في السودان» قدم خلالها الناقد السوداني مجذوب العيدروس ورقه بعنوان «قراءة في المشهد الروائي السوداني المعاصر»، وتحدث فيها عن تاريخ الرواية السودانية ومصادر الروائيين السودانيين، وعلاقتهم بالكتاب العرب والغربيين، كما تحدث عن الجماليات، التي أمكن لهذه الرواية أن تتقدم نحوها، وخصوصا في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى انشغال كتاب السودان بمسائل الهوية والنزوح والهجرة والنزاع الأهلي في الجنوب والغرب وما إلى ذلك. كما تطرق عيدروس إلى مساهمات المرأة السودانية في السرد، ولم ينس تناول تجارب بعض الكتاب السودانيين، الذين كتبوا في لغات أخرى كالإنجليزية والفرنسية، وكل ذلك أدرجه العيدروس فيما سماه «الرواية السودانية ما بعد الطيب صالح». وفي الجلسة الثانية، التي كانت عبارة عن شهادات شخصية حول تجربتي الكاتب والأديب الإماراتي ناصر الظاهري والروائي السوداني عيسى الحلو، حيث قدم ناصر الظاهري شهادة عن تجربته الابداعية بعنوان «طقوس في الفجر والحب والكتابة» مقسمة إلى خمسة طقوس، استعاد فيها بعض العناصر الملهمة التي أثرت في تجربته كالمكان والمرأة والطفولة. من جانبه قدم عيسى الحلو شهادة حول تجربته تحت عنوان «خمسون عاماً من كشوف صور العالم كما تجيء شكلاً ومضموناً داخل النص المكتوب»، تحدث فيها عن تجربته مع الكتابة في مسافة زمنية امتد لأكثر من نصف قرن، وكتب خلالها القصة والرواية والمقالة النقدية، كما أسهم في تحرير الصفحات الثقافية حتى لقب في الخرطوم بـ«أبو الصحافة الثقافية». وتواصلت فعاليات الملتقى، حيث استضاف النادي الثقافي العربي في الشارقة مساء جلسة تحت عنوان «الرواية الخليجية وتحديات الواقع» بمشاركة خالد اليوسف من السعودية ولولوة المنصوري من الإمارات وفاطمة الشيدي وجوخة الحارثي من سلطنة عمان وبشاير محمد من السعودية وميسلون هادي من العراق. من جانب آخر استطلعت «الاتحاد» عدداً من الكتّاب حول وقع اختيار السودان كضيف شرف للملتقى، حيث قال الناقد السوداني يوسف عيدابي إن توجه ملتقى الإمارات للإبداع الخليجي إلى السودان يمثل لفتة تقديرية مهمة. من جانبه قال الروائي منصور الصويم إن استضافة السودان ضيف شرف في مهرجان أدبي خليجي إقليمي يعقد في دولة الإمارات العربية، أسعده كثيراً، وتابع قائلاً: «فالسودان أدبياً – كما هو معلوم – يقع ضمن الهامش الثقافي العربي. أما الفنان المسرحي الرشيد أحمد عيسى فقال إن لاختيار السودان وقعاً خاصاً لديه ومبادرة مهمة من قبل اتحاد كتّاب الإمارات ستحفظها ذاكرة الإبداع السوداني، وذلك في ظل الغياب والتغييب المستمر للسودان في المناشط الأدبية العربية على رغم ما حققه الأدب السوداني خلال مسيرته العريقة من تميز ورصانة، وأضاف: تأتي هذه الدعوة لتفتح كوة يطل بها الإبداع السوداني على الساحة الثقافية الإماراتية بصفة خاصة والخليجية بصفة عامة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©