قبل الإقلاع

"ثلاثة أضعاف".. منذ عدة أيام نشرت دراسة قامت بها شركة فارنك أفيريل إحدى الشركات العاملة في مجال العقارات والمرافق، تؤكد أن حجم استهلاك الطاقة في فنادق دبي يساوي ثلاثة أضعاف حجم الطاقة المستخدمة في فنادق أوروبا، وبنسبة زيادة 225% تقريباً· وربما لو أجرينا نفس الدراسة على بقية الفنادق في الإمارات فلا أعتقد أن النسبة ستقل عن ذلك، والغريب أن الشركة أكدت أن فنادق أوروبا تستخدم أجهزة التدفئة في الشتاء، وتستخدم أيضاً المكيفات في الصيف في الفترة الأخيرة نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري، أي أن حرارة الصيف في دبي ليست مبرراً لهذه الزيادة الثلاثية··! وربما تمر هذه الدراسة مرور الكرام، ولا يتوقف أحد عندها إلا لقراءتها في يوم نشرها، ''وكفى الله المؤمنين شر القتال''، ولكن الحقيقة أننا يجب أن نتوقف كثيراً أمامها، وأن نعيد التأكد من نتائجها بشكل جدي وحازم، فأرقامنا المحلية تشير إلى تضاعف أعداد الفنادق في الإمارات ثلاث مرات خلال السنوات الخمس القادمة، مما يعني أن هذه المنشآت السياحية سوف تستهلك معدلات من الطاقة خاصة الكهرباء والمياه، ثلاثة أضعاف الفترة الحالية، بينما يمكنها أن تخفض استهلاكها من خلال مجموعة من الإجراءات المعمول بها في الفنادق الأوروبية، وتوعية النزلاء بضرورة ترشيد استهلاك الطاقة، وإعادة تدوير كميات المياه المستخدمة، وتوقف أجهزة التكييف في حال عدم وجود من يستخدمها، إضافة إلى إجراءات أخرى عديدة· وإذا كانت هذه الدراسة قد أجريت على نطاق ضيق، فلابد وأن تنتبه الجهات المعنية إلى نتائجها، وأن تعيدها على المنشآت الفندقية المختلفة المستوى في كل إمارات الدولة، خاصة وأن الطاقة لدينا والمياه تكلفان الدولة مبالغ طائلة، ويتم تقديمهما بأسعار منخفضة· كما سيساهم تقليل استخدام الطاقة في خفض تكلفة تشغيل ونفقات الفنادق، مما قد يساهم أيضاً في قدرتها على تقديم أسعار منطقية ومقبولة للسائح القادم من الخارج، والسائح الداخلي بعد أن تعدت هذه الأسعار الحدود المنطقية· الموضوع يحتاج بالفعل إلى وقفة·· ويحتاج أن نعلن بشكل صريح أن نتائج هذه الدراسة كانت دقيقة أم إنها أعدت على عجل·· وأن نبدأ فوراً في بحث الأسباب والحلول، خاصة وأن الموضوع يمس العديد من الجوانب الاقتصادية وليس قطاع الفنادق فقط·· وحياكم الله ·· إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية