ناقشت جلسة العمل التي عقدت ضمن أعمال مؤتمر الطاقة العربي العاشر، التطورات الأخيرة في أسواق النفط العالمية، ترأس الجلسة، المهندس علي النعيمي وزير النفط والثروة المعدنية السعودي، وقدم بسام فتوح مدير معهد أكسفورد لدراسات الطاقة خلالها ورقة عمل حول التطورات الأخيرة في سوق الطاقة العالمي والانخفاض الكبير في أسعار النفط وتأثيراتها على الدول العربية، إضافة إلى التطورات في سوق الغاز وتداعيات الربيع العربي على قطاع وسياسات الطاقة والتحديات التي تواجه مصدري النفط في الدول العربية.
ولفت فتوح إلى انخفاض أسعار النفط من 113 دولارا إلى نحو 65 دولارا للبرميل من مزيج برنت، مؤكدا أن هذا الانخفاض في أسعار النفط مرتبط بانخفاض أسعار السلع الأخرى في السوق العالمية، وأوضح أن الانخفاض في الأسعار نتج بشكل أساسي عن تراجع التوقعات في الطلب على النفط بسبب تراجع معدلات النمو الاقتصادي العالمي وضعف الطلب في كثير من مناطق العالم، خصوصا في الصين ودول آسيوية أخرى مع بروز نموذج جديد لاستهلاك الطاقة يعتمد على الطاقة المتجددة فضلا عن نمو إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة الأميركية.
وتوقع فتوح تعافي السوق خلال النصف الأول من عام 2015، مشيرا إلى أن تعافي الأسعار يتطلب وقتا أطول، ولفت إلى أن الكثير من التحديات مازالت تواجه السوق من أبرزها تنامي إنتاج النفط الصخري وارتفاع إنتاج إيران وليبيا ودخول منتجين آخرين، مثل كردستان العراق ودول أخرى من خارج أوبك، وأكد أنه يتعين على المصدرين العرب أن يستعدوا لمواجهة انخفاض الأسعار، مشددا على أن دولاً مثل السعودية والكويت يجب أن تحافظ على حصتها من السوق، لافتا إلى أن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لديها احتياطيات كافية تمكنها من تجاوز هذه الأزمة.
من جانبه، أرجع علي صالح السادة وزير الطاقة القطري التراجع الحالي في أسعار النفط إلى الركود الذي يسود الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أن بعض الدول لديها القدرة على تحمل انخفاض الأسعار.
من جهتها قالت ماريا فندهون المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية إن ما يحدث في أسعار النفط يجب ألا يدعنا نغفل عما يحدث في مصادر الطاقة الأخرى، لافتة إلى أن انخفاض الطلب على النفط والفحم يقابله ارتفاع في الطلب على الغاز ومصادر الطاقة المتجددة، وأكدت ضرورة النظرة المستقبلية للسوق النفط العالمية، ونوهت إلى ارتفاع الطلب على النفط حتى عام 2040، موضحة أن الذين سيملأون الفجوة هم منتجو النفط في الشرق الأوسط ويجب الاستثمار الآن.
وشددت المديرة التنفيذية لوكالة الطاقة الدولية على أن الإمارات والسعودية تقومان بدور مهم في مجال أمن الطاقة وذلك إضافة إلى بعض الدول العربية الأخرى التي تعمل على استخدام متزايد للطاقة المتجددة، وقالت إن الأسعار الحالية للنفط حافز جديد للدول المستهلكة للنظر في تخفيض دعمها لأسعار المحروقات، لافتة إلى أن الانخفاض الحالي في الأسعار هو جزء من دورة أسعار النفط.
من ناحيته، لفت عبدالله البدري أمين عام منظمة الدول المصدرة للبترول أوبك في مداخلته خلال الجلسة إلى أن أسعار النفط تراجعت بنحو 50 في المائة خلال الفترة الأخيرة، مؤكدا أن هذا التراجع غير منطقي ولا يواكب العوامل الأساسية في السوق وأن هناك معلومات مغلوطة يتم نشرها تسببت في حدوث فوضى في السوق لا يعرف سببها.
ودعا البدري الدول المنتجة إلى توظيف استثمارات جديدة في قطاع النفط والغاز لمواكبة النمو المتوقع في الطلب العالمي على النفط حتى عام 2040.
وأكد الأمين العام لمنظمة أوبك أن الموقف الحالي في السوق البترولية مؤقت وأن السعر سيعود للارتفاع، داعيا إلى ضرورة بدء عملية الاستثمار الآن حتى يبقى السعر مستقرا.
عدد اليوم
