الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هم يبجلونها ونحن نطمسها

22 مايو 2007 00:38
أطل علينا سعادة السفير الياباني مساء الاثنين 7/5/2007 في برنامج ''خطوة'' الذي عرضه تلفزيون أبوظبي مشكورا·· يحاوره الدكتور ''خليفة السويدي'' وقد كان البرنامج موفقا وهاما، وكان موضوع الحوار عن المدرسة اليابانية في ابوظبي· استطاع البرنامج ان يسلط الضوء على أهمية اللغة اليابانية بالنسبة للطلاب والمدرسين واعتزازهم وتشبثهم بها وافتخارهم ببلدهم، وكيف يتم التعاون بين المدرسين والطلاب وكأنهم فعلا خلية متكاملة متعاونة· انهم يخلعون احذيتهم وكأنهم يدخلون الى مكان مقدس، ينظفون الصفوف مع مدرسيهم ويحترمون المدرس وينفذون أوامره بلا تذمر أو تأفف، لأنه مثلهم الأعلى· لقد تربوا وتعلموا على مُثل سامية غرست في نفوسهم بفضل ادراكهم لأهمية اللغة·· ان اللغة هي هوية الأمة واذا فقدت الأمة لغتها فقدت هويتها وفقدت حضارتها· لقد شعرت بالحزن الشديد على لغتنا العربية وعلى حضارتنا العظيمة التي لا تنقل الى الاجيال· ففي المدارس الخاصة التي تتبع المنهج البريطاني أو الاميركي تدرس النصوص الأدبية والاجتماعيات والتاريخ بلغتهم وتشيد بحضارتهم، وتثني على علمائهم، وادبائهم ومكتشفيهم، كما انها تدرس شرائع مجتمعاتهم، وكل هذا ينقل الى طلابنا· انا لست ضد هذا الأمر وعلى العكس فهي تطلع طلابنا على الحضارات الأخرى، يتعلم الطالب المجهول، ويوسع معرفته·· ولكن الخلل يكمن بعدم نشر حضارتنا والإشادة بعلمائنا وابطالنا وصانعي التاريخ ورواد الأدب والثقافة عندنا· الا يستحق طلابنا في المدارس الخاصة وغيرها ان نعرفهم على ابن سينا والخوارزمي وابن ماجد والمهلب ابن ابي صفرة وابن النفيس وخالد بن الوليد وطارق بن زياد وصلاح الدين الأيوبي وشريعة حمورابي أول شريعة في تاريخ الانسانية· الا تستحق حضارة بلاد الرافدين وحضارة الفراعنة والحضارة الاسلامية التي نبعت من شبه الجزيرة العربية ان تكون منارا لكل طالب عربي أو أجنبي· الا يحق للطالب العربي ان يفخر بأجداده ولغته الأم وان يستمتع بالإرث الحضاري الذي خلفه لنا اسلافنا· ان الطالب العربي يشعر بالاحباط والضعف، فاقد لشخصية أمته تائه بين حناياها، فاقد لهويتها، لأنه لا معلومة لديه عن حضارته وبلاده· انا لست ضد اللغات الاخرى فأنا اتكلم العربية والانجليزية والفرنسية ولكنني ضد الاهمال باللغة العربية والاستهانة بها وانا عربي أغار على لغتي من الضياع والطمس واغار على الاجيال من الاحباط والضعف وذلك لأنني اعرف من خلال تجربتي ان الكثيرين من طلاب المدارس الخاصة لا يعرفون مسميات الاشياء باللغة العربية ويتكلمون بها باللغة الهندية أو الانجليزية أو اللغة العربية المشوهة وكثيرا ما نجد البعض يتفاخرون بمعرفة الانجليزية وغيرها· واخيرا جميل ان نتعلم كل لغات العالم ونقرأ حضارات الأمم الأخرى ونستفيد منها شريطة ان تكون لغتنا الأم هي الأولى نتكلم بمفرداتها بفخر واعتزاز، ونقرأ القرآن، ونتكلم بها ونحفظها من الضياع· عفاف حمصي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©