أبوظبي (الاتحاد)
وقع معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، وشركة الحلول الهندسية (ENGSLMinerals) العاملة في مجال التكنولوجيا، اتفاقية تعاون تهدف إلى اختبار وتقييم تكنولوجيات مبتكرة في مجال التقاط الكربون واستخدامه، تتميز بمزاياها المتعددة وكفاءتها العالية في استهلاك الطاقة. ووقع الاتفاقية الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر، وبدري الغيث رئيس شركة (ESLFZC) المالكة لشركة الحلول الهندسية للتعدين، بحضور كل من حمزة الكاظم، نائب الرئيس للعمليات والشؤون المالية في معهد مصدر، والدكتور ستيفن جريفيث، المدير التنفيذي للمبادرات في معهد مصدر، والدكتور محمد أبو زهرة، الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الكيميائية في معهد مصدر، إلى جانب ألفي محمد، المدير الإداري لشركة الحلول الهندسية للتعدين.
وسيتم العمل بموجب الاتفاقية الممتدة لثلاثين شهراً على اختبار وتقييم تكنولوجيا جديدة تستفيد من الرماد المتطاير، والرماد المتطاير المعدل في التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون من انبعاثات الغازات المحروقة، وذلك بغرض تخزينه والاستفادة منه لاحقاً في تطبيقات نافعة، وينتظر من هذه التكنولوجيا الواعدة أن تكون بمثابة حل بديل يفوق في فعاليته تقنيات التقاط الكربون التقليدية السائدة في الإمارات ومنطقة دول مجلس التعاون الخليجي، بالتوازي مع إتاحة المجال لاستخدام جزء من الكربون المخزن في تعزيز عمليات استخراج النفط.
وسيركز المشروع المشترك على تطبيق التكنولوجيا الجديدة واختبار قدرتها على توظيف المخلفات الملحية لمحطات تحلية المياه في التقاط غاز ثاني أكسيد الكربون، على أن يسبق جهود البحث والتطوير إجراء دراسة جدوى اقتصادية حول هذا المشروع.
وقال الدكتور فريد موفنزاده، رئيس معهد مصدر: تعكس اتفاقية التعاون مع شركة الحلول الهندسية للتعدين التزام معهد مصدر بالأبحاث الهادفة إلى ابتكار حلول فعالة تعود بالنفع على القطاعات الحيوية في الإمارات والمنطقة، لاسيما قطاع الطاقة، وستمهد هذه الاتفاقية الطريق نحو تعزيز الجهود في هذا المجال والتوصل إلى تكنولوجيا مستدامة ذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة.
من جهته، قال بدري الغيث: تأتي هذه الاتفاقية مع معهد مصدر بمثابة شهادة حقيقة بكفاءتنا العالية وإنجازاتنا الكبيرة المتجسدة في الحصول على براءات اختراع عن تكنولوجيات مبتكرة في مجال بالتقاط الكربون، ومن شأن العمل المشترك مع هذه الجامعة البحثية المرموقة أن يفسح المجال أمام شركة (ESL) لتحقيق خطوات متقدمة وتطوير المزيد من الحلول المستدامة والتكنولوجيات الفعالة التي تعود بالنفع على العالم بأسره.
ويضم الفريق البحثي في معهد مصدر اثنين من أعضاء هيئة التدريس وطالباً من برنامج ما بعد الدكتوراه وطالبين من برامج الماجسيتر، ويترأسه الدكتور أبو زهرة. وكانت شركة الحلول الهندسية للتعدين قد حصلت على براءتي اختراع عن التكنولوجيا الجديدة المزمع تطويرها إلى حل عملي، كما سبق وأن نالت براءات اختراع عن تكنولوجيات أخرى تتمحور وظيفتها حول التقاط الكربون وتحويله إلى مركبات الصوديوم الكيميائية.
وتشرف الشركة على تشغيل محطة تجريبية متكاملة في النرويج وبتمويل مشترك مع الحكومة النرويجية، وهي تسعى حالياً إلى إنشاء محطة ضخمة لالتقاط وتحويل الكربون في الإمارات اعتماداً على التكنولوجيا الجديدة.
وسيقوم معهد مصدر بإجراء أنشطة البحث والتطوير في مختبراته ومرافقه البحثية المتقدمة بهدف تطوير هذه التكنولوجيا ووضعها موضع التطبيق العملي، في حين ستوفر شركة الحلول الهندسية للتعدين بدورها الدعم اللازم لإنجاح هذا المشروع الطموح، وستقوم بإنشاء محطة اختبار ضمن منشآتها لتطبيق وتقييم عمل التقنية الجديدة.
تجدر الإشارة إلى الدور الكبير والفاعل الذي يلعبه معهد مصدر في مجال أبحاث الطاقة الهادفة إلى تطوير حلول تكنولوجية مستدامة ومجدية تنطوي على مزايا متعددة تعود بالنفع على الإمارات وعموم المنطقة. وتصب عمليات التقاط الكربون ونقله واستخدامه وتخزينه في صالح دعم جهود أبوظبي ورؤيتها الشاملة الرامية إلى خفض الانبعاثات الكربونية. وفي ذات السياق، تسعى دولة الإمارات إلى توسيع نطاق تطبيق تقنية التقاط الكربون وتخزينه، كونها تمثل حلاً مثالياً يسهم في الحفاظ على البيئة إلى جانب تحسين إنتاج حقول النفط وإطالة عمرها الافتراضي.
عدد اليوم
