السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مترجمون يقدمون حلولاً لمشاكل الترجمة العربية

مترجمون يقدمون حلولاً لمشاكل الترجمة العربية
21 ديسمبر 2015 19:46

شهد العالم العربي في السنوات الأخيرة نشاطاً متزايداً في مجال الترجمة، ليس فقط عن اللغة الإنجليزية، وأصبحت دور النشر تولي اهتماماً متزايداً بها، نظراً لانفتاح العوالم الثقافية على بعضها، وتنامي المبادرات التي تشجع على الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية.

وعلى الرغم من المبادرات الخلاقة التي تزخر بها العديد من الدول، يسلط عدد من المترجمين الضوء على معضلات تقف عثرة في وجه مشاريع الترجمة وتحد من إنتاجها في الوطن العربي.

يارا المصري، المترجمة عن الصينية، تقول: «الترجمة ركن أساسي من أركان نشر الثقافة والتواصل، ومن السلبيات التي تواجهها عدم اعتبارها نوعاً من الإبداع، وعدم التعامل معها باحتراف دون الاقتصار فقط على نقل النصوص».

وتضيف: «لذلك إن من المهم فهم الترجمة على أنها ليست ترجمة للأدب فقط، مع أنها تشمل جميع المجالات، ونحن كمترجمين وكمؤسسات للترجمة في العالم العربي فشلنا في حل مشاكلنا، بالمطالبة المستمرة بمشاريع ضخمة وجدية للترجمة».

من جهته، يقول أحمد صلاح الدين، المترجم عن الروسية: «تعاني الترجمة من تراجع مستوى المترجمين، فالترجمة عمل إبداعي من الدرجة الأولى، يحتاج إلى فكر وثقافة واطلاع، إضافة إلى الإعداد الجيد، يصعب في الوقت الحالي العثور على مترجم جيد من بين آلاف من خريجي أقسام اللغات بالجامعات».

وذكر أن ضعف القواميس اللغوية المتطورة التي تساعد المترجم في قراءة النص وتحليله على نحو سليم تضعف حركة الترجمة أيضاً، إضافة إلى الرغبة المحمومة في تحقيق الربح والكسل واستسهال ترجمة نصوص من لغة وسيطة، وليس عن اللغة الأصلية مما يؤدي لكوارث حقيقية، وعدم وجود معايير قياسية لحساب تكلفة الترجمة في غالبية المؤسسات، سواء الحكومية أوالخاصة، وبالتالي يجد المترجم نفسه في مواجهة تاجر يبخسه حقه، ولا يجد المترجم من يدافع عن حقوقه.

ويرى أن عدم وجود قاعدة بيانات تساعد في تجنب تكرار ترجمة عناوين بعينها هو مشكلة أخرى، بالإضافة إلى غياب استراتيجيات واضحة ومحددة للترجمة على المستوى الرسمي يتحدد من خلالها توجه الدولة الثقافي والمعرفي والسياسي إجمالاً.

ناريمان الشاملي، المترجمة عن الإسبانية، تبدأ حديثها من نقطة مختلفة، فتقول: «من الصعب الحديث عن الأزمات التي تواجه حركة الترجمة في العالم العربي، وبالأخص في مصر، دون ذكر العامل المادي، التسويق، مهنية المترجم، وأخيرا الشللية والأسماء المحتكرة لسوق الترجمة».

وتضيف: «سوء التسويق ضُرِبَ فيه خير مثال، فيما تم الإعلان عنه مؤخراً في المجلس القومي للترجمة بمصر عن تكدس الكتب في مخازن المجلس لضعف الحالة التسويقية لكتبه، والأمثلة على سوء التسويق لا حصر لها ونتائجها المزرية ملموسة، لكن، هل هذا الفشل التسويقي أمر محتوم؟ »

وتتناول ناريمان نقطة أخرى تخص الترجمة، فتكمل: ليس من الغريب أن يعتقد البعض أن الترجمة مهنة من لا مهنة له، وهو أمر مبرر ومنطقي، حيث لا توجد شروط لاعتماد المترجمين.

وترى أن الشللية أيضا عامل آخر، حيث كثيراً ما يُسنِد مديرو دور النشر أعمال الترجمة إلى معارفهم وأصدقائهم أو المترجمين المحتكِرين، دون التثبُّت من حقيقة قدرتهم على الترجمة وتمكنهم من اللغة المترجم منها أو إليها.

ويحلل عمرو خيري المترجم عن الإنجليزية، مشكلات الترجمة بشكل مختلف، حيث يقول: أعتقد أنه من المفيد أن نفكر فيها على مستويين: المؤسسات والممارسات على جانب، والمترجم الفرد كفاعل على الجانب الآخر، الترجمة فعل معرفي ربما كأي نشاط إنساني آخر، لكنها فعل معرفي مُتعمد وواعٍ بغايته، نقل المعرفة من لغة إلى لغة، ومن جمهور إلى جمهور.

ويكمل حديثه: «المترجمون أنفسهم، كفاعلين، عليهم أن يعوا دورهم في تطوير المعرفة، الترجمة ممارسة شاقة وفردية للغاية، وممتعة في الوقت نفسه، لكن المترجم العربي بحاجة دائمة لتطوير وعيه فضلاً عن أدواته، يحتاج لكثير من التواضع وأن يفهم دوره المعرفي المهم في الوقت نفسه، التواضع لأننا كمترجمين لسنا إلا تروساً في ماكينة معرفية هائلة، لسنا حراساً ولا أوصياء على خزانات معرفية أو قراء في هذا العصر، لكن بالكثير من السعي للفهم والتقدير للمنجز المعرفي الإنساني، يمكننا أن نسهم في توجيه دفّة مجتمعاتنا نحو آفاق معرفية لا غنى عنها تأخرنا فيها كثيراً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©