خالد صالح: «دبي السينمائي» هذا العام أكثر تطوراً ونضجاً فنياً

تامر عبدالحميد (دبي) - لم يظهر الفنان خالد صالح على الساحة الفنية المصرية إلا منذ سنوات معدودة، لاسيما أنه بدأ حياته العملية في عالم المال والأعمال «البزنس»، إذ امتهن مجال التجارة واكتسب من خلاله كيفية التعامل مع الآخرين، إلا أن حبه لمجال الفن جعله يخوض تجربة التمثيل، وأثبت من خلال الأعمال الفنية التي شارك في بطولتها سواء الدرامية أو السينمائية، أن العطاء الفني لا يرتبط بعدد السنوات، بقدر ما تعكسه الموهبة الحقيقية والإلحاح على التجويد. تألق خالد صالح في تجسيد العديد من الشخصيات الدرامية والسينمائية، وتميز في اختياره لأدوار غير مكررة، وبأدائه العفوي وصدقه التمثيلي وروحه الجميلة، استطاع صالح تحقيق العديد من النجاحات على جميع المستويات الفنية، وعلى هامش وجوده في دبي لحضور فعاليات مهرجان «دبي السينمائي الدولي» في دورته العاشرة، التقت «الاتحاد» الممثل خالد صالح ليحدثنا في هذا الحوار عن العديد من الأمور الفنية ومشروعاته التمثيلية الجديدة، وكذلك أبدى رأيه في المهرجان هذا العام، وقال: شعرت بسعادة كبيرة لحظة دخولي أروقة «دبي السينمائي» وسيري على السجادة الحمراء، فهذا المهرجان أعده من أهم المهرجانات العالمية والدولية العربية في المنطقة، مشيراً في الوقت نفسه إلى أنه لم يحضر فعاليات المهرجان منذ ثلاث سنوات بسبب انشغاله بأمور فنية، لكنه وجد المهرجان هذا العام أكثر تطوراً وعقلانية وكذلك أصبح أكثر نضوجاً، سواء في التنظيم أو اختيار الأفلام أو تكريم إنجازات الفنانين وغيرها من الفعاليات التي يعتز بمشاركته فيها بصفة دائمة. مبادرات جميلة ووجه صالح التحية والشكر لإدارة مهرجان دبي، لما قدمت من مبادرات رائعة وجميلة تحتسب لها، وتدل على أهمية هذا المهرجان، منها أنه يحتفي في دورته العاشرة بالسينما العربية، وأيضاً جوائز تكريم الفنانين العرب، معرباً عن سعادته وفخره بتكريم المهرجان لناقد سينمائي فني هو سمير فريد، إضافة إلى فكرة ترشيح المهرجان لأفلام عربية لجائزة الأوسكار. وحول تقديم فيلم «عمر» الفلسطيني ليعرض فـي حفـل افتتاح المهرجان، قـال: أكن كـل الاحتـرام والتقديــر لصديقـي المخـرج المبدع هاني أبو أسعد، فهو أحد المخرجين المهمين الذين يملكون أدواتهم الإخراجية بشكل محترف، وكان اختياراً موفقاً من إدارة المهرجان لعرض مثل هذا الفيلم الذي يعرض قضية تهم المنـطقة العربية ككل. سينما عربية وعن رأيه في السينما العربية بوجه عام، أكد صالح أنها تعيش حالة من الازدهار والتطور نظراً لظهور مواهب فنية شابة، تتوافر لديها كل الإمكانات الفنية اللازمة، لتنفيذ أعمال بمستوى فني راق، مشيراً إلى أن المهرجانات العربية والخليجية عموماً ساعدت وبشكل كبير على إظهار هذه المواهب وعرض أفلامها على شاشتها. ورداً على سؤال حول ما ينقص السينما العربية حالياً، صرح صالح بأنه تنقصها السينما المصرية التي غابت منذ فترة، بسبب الأزمة الأخيرة التي مرت بمصر، وقال: افتقدنا في الفترة الأخيرة وجود فيلم مصري يمثل قبلة الفن خارج البلاد العربية، لكنها ستعود قريباً بعد أن خرجت من غرفة الإنعاش منذ فترة قصيرة، وتتماثل للشفاء حالياً، إذ يتم التحضير لعدد من الأعمال السينمائية لعرضها على الشاشات خلال الفترة المقبلة. وتابع: وعلى الرغم من الإنتاجات السينمائية الضعيفة جداً في الثلاث سنوات الأخيرة في مصر، إلا أنه ظهر وسطها بعض الأعمال المهمة التي وازنت المرحلة السينمائية المتدهورة في هذه الفترة، مثل فيلمي مع محمد أمين «فبراير الأسود» وفيلمي الآخر مع الفنان خالد الصاوي «الحرامي والعبيط». مشروعات جديدة وعن مشروعاته الفنية المقبلة، كشف صالح أنه يصور حالياً دوره في فيلم «الجزيرة» الجزء الثاني مع أحمد السقا وهند صبري، ويجسد من خلاله شخصية جديدة اسمها «جعفر»، متوقعاً أن يحقق نجاحاً أكبر من الذي حققه الجزء الأول من الفيلم، وكذلك يستعد لتصوير عمل آخر بعنوان «الولد» مع المخرج وائل إحسان، وتدور أحداثه حول علاقة الآباء بأولادهم، وكيفية التعامل والتواصل معهم في هذا الزمن الذي نعيش فيه. فرعون وحول تقديم مسلسل «فرعون» ضمن الخطة الدرامية الجديدة لتلفزيون أبوظبي، أوضح صالح أنه سعيد جداً لإعادة عرض المسلسل على قناة مهمة ولديها سمعة طيبة وسط القنوات الفضائية الأخرى هي «أبوظبي الأولى»، متمنياً أن ينال المسلسل إعجاب الجمهور في دولة الإمارات الحبيبة، البلاد التي يعشقها ولا يفوت فرصة لزيارتها بين حين وآخر، مشيراً إلى أن «فرعون» من الأعمال الدرامية المهمة التي عرضت في الفترة الماضية، إذ جسد من خلاله شخصية رجب فرعون، وهو شخص من أسرة عادية يسعى في حياته إلى أن يصل إلى القمة، وهو ما يتحقق معه بالفعل من خلال رحلة صعوده التي نتابعها خلال حلقات المسلسل. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت ستؤثر السينما على وجوده في الدراما، قال خالد صالح: لكل مجال جمهوره، كما أن عملي في التمثيل بالسينما أو الدراما يرتبط بوجود الأعمال الجيدة، فليس لدي أي مانع من خوض تجربتين في الوقت نفسه، طالما أن أدواري فيهما يختلف بعضها عن بعض، فما يستهويني هو العمل الجيد والدور المناسب الذي يضيف إلى رصيدي الفني سواء في الشاشة الفضية أو الصغيرة. وعما إذا كان يفكر في خوض تجربة التقديم في المستقبل، أشار صالح إلى أنه لا يفكر في هذا الموضوع إطلاقاً، وسيقابله دائماً بالرفض في حال عرض عليه، وقال: «الممثل خلطة ليس من المفترض أن يكشفها في برنامج يومي أو حتى أسبوعي لأن دهشة المشاهد بالممثل ستقل كثيراً». كيمياء فنية مع السقا بالنسبة لسر الكيمياء الفنية التي تجمعه مع الفنان أحمد السقا الذي شاركه أغلب أعماله، قال صاحب «حرب أطاليا» و«تيتو» و«ابن القنصل»: العمل مع السقا له طعم خاص، فأنا أرتاح كثيراً في التعامل معه، كما أنه أحد الفنانين الذين يمتلكون موهبة تمثيلية عالية جداً، وجمعني به العديد من الأعمال الناجحة، وأتمنى أن يحقق «الجزيرة» الجزء الثاني نجاحاً أكبر.