الجزائر - انشراح سعدي:
تشهد الساحة السياسية الجزائرية حالة من الشد والجذب تغذيها التصريحات والتصريحات المضادة سببها رسالة لم يكشف عن فحواها بعث بها المسؤول الأول عن اللجنة السياسية المكلفة بمراقبة الانتخابات إلى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وتنكر لها وزير الداخلية نور الدين زرهوني، وقال مراقبون إن تداعيات الرسالة تخفي ''الصراع العنيف'' في أعلى هرم السلطة حول المرحلة المقبلة ورهانات الحكومة المقبلة وعلاقاتها بملامح الرئيس المقبل لجزائر ما بعد العام 2009 تاريخ انتهاء الفترة الرئاسية الثانية لبوتفليقة·
وبرزت أولى تناقضات تعامل السلطة مع رسالة سعيد بوشعير رئيس اللجنة السياسية المستقلة لمراقبة الانتخابات في إنكار زرهوني للتجاوزات التي وصفها بوشعير في رسالته بـ''الخطيرة''، مقللا من شأنها في المؤتمر الصحفي الذي عقدة للإعلان عن نتائج الانتخابات عندما قال إن مسؤول اللجنة ''اعتذر وتراجع'' عن تقرير التزوير الذي رفعه إلى بوتفليقة، قبل أن يكتشف وزير الداخلية عبر الاذاعة أمس أن اجهزته المختصة فتحت تحقيقا فيما اسماه هو نفسه التجاوزات التي وقعت خلال الانتخابات·
وفجرت تصريحات وزير الداخلية حالة من الغضب وسط الأحزاب المشاركة في الانتخابات التي تحدثت جميعها باستثناء حزب العمال وجبهة التحرير عن تجاوزات الإدارة وتواطؤها مع الحزب الحاكم· وعلمت ''الاتحاد'' أمس من اوساط اللجنة السياسية لمراقبة الانتخابات أن رئيس اللجنة امتعض مما أسماه ''تقزيم وزير الداخلية لدور اللجنة ''وأنه يعتزم رسميا مطالبة زرهوني بالاعتذار عن التصريحات التي أدلى بها خلال مؤتمره الصحفي، وأفاد محيط اللجنة أن بوشعير لم يعتذر عن تصريحاته السابقة و''لن يعتذر'' وأنه ما زال متمسكا بموقفه من الخروقات التي طالت النظام الذي يحكم العملية الانتخابية· فيما لا يزال بوتفليقة يلتزم الصمت تجاه الدعوة الرسمية التي وجهتها له صراحة رسالة بوشعير للتدخل·
من جهة أخرى تمكنت قوات الأمن الجزائرية من قتل إرهابي خلال عملية تمشيط أمني في غابة آيت يحيى موسى بالقرب من دراع الميزان جنوبي ولاية تيزي وزو الواقعة شرق الجزائر العاصمة، وقالت مصادر أمنية امس إن قوات الأمن تنفذ عملية تمشيط في المنطقة منذ 10 أيام· ويذكر أن القوات كانت في مهمة تفتيش مخابئ للارهابيين بهذه المنطقة قبل أن تتفاجأ بالارهابي داخل أحد المخابئ وبحوزته سلاح كلاشنيكوف، حيث تمكنت من القضاء عليه، وقالت المصادر إن الإرهابي القتيل كان يرتدي زيا أفغانيا·
وكانت اجهزة الامن اعلنت تفكيك جماعة ارهابية وفرت الغطاء لمنفذي التفجيرات التي استهدفت مقر الحكومة ومركزين للشرطة بالعاصمة في 11 ابريل الماضي وتسببت في مقتل 30 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين، ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر قوله إن الجماعة تتكون من 12 شخصا ومتورطة أيضا في تفجير مقرين للشرطة ببلدتي درقانة والرغاية يوم 30 أكتوبر من العام الماضي، لافتة الى ان العملية اسفرت ايضا عن ضبط كمية كبيرة من المواد الكيميائية والمواد المستخدمة في صنع القنابل·
عدد اليوم
