الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كيف استيقظت طرابلس فجراً؟.. وماذا حدث؟

21 مايو 2007 01:27
طرابلس-وكالات الانباء: وسط هتافات التأييد من السكان، شن الجنود اللبنانيون هجوما على احد المباني في طرابلس بعد ان تحصن فيه مقاتلون من جماعة ''فتح الاسلام'' إثر معارك شملت بعض احياء طرابلس اضافة الى مخيم نهر البارد المجاور· وتقدم الجنود واحدا تلو الآخر وعلى رأسهم ضابط باتجاه المبنى المؤلف من اربعة طوابق، وفجأة اطل احد المسلحين من نافذة وأطلق رشقا من الرصاص ليصيب ضابطا في رأسه· وفيما نقل الضابط بعيدا عن ساحة المعركة وقد تضرج وجهه بالدماء، سمع صوت الرشاشات الثقيلة يلعلع في الهواء، وما هي إلا دقائق حتى اصبح المبنى الذي يتحصن فيه مسلحو الجماعة هدفا للرصاص والقذائف الصاروخية· وبعد سكون لبضع ثوان، اقتحم الجنود المبنى واعلن احد الضباط ان ثلاثة متمردين قتلوا وتم توقيف اثنين آخرين· وأكد قائد قوى الأمن الداخلي في لبنان اللواء اشرف ريفي في وقت لاحق ان عملية اقتحام المبنى انتهت الى مقتل عشرة مقاتلين من ''فتح الاسلام''، وقال ان قوى الامن الداخلي انهت تمشيط مبنى في شارع المئتين في طرابلس كان يتحصن فيه المتمردون حيث قتل عشرة منهم واصيب واحد بجروح وتم اعتقال اربعة· وحسب سكان المدينة، فإن المسلحين تجمعوا صباحا امام مسجد في طرابلس في حي باب التبانة الشعبي ثم صعدوا الى مبنيين في ''شارع المئتين'' وبدأوا بإطلاق النار على قوات الامن· ويقع هذا الشارع على بعد 300 متر من ساحة التل وسط طرابلس· وصرخت ام احمد البالغة من العمر 60 سنة ''ارادوا ان يقتحموا المدينة··اعطوني سلاحا اريد ان اقتلهم''، ثم قالت متوجهة الى العسكريين ''عائلتي تقيم في المبنى الملاصق للمبنى حيث تحصن المتمردون··ارجوكم لا تستخدموا المدفعية حتى لا تصيبوا مدنيين''· انها المرة الاولى منذ يناير 2000 التي تحصل فيها معارك بهذا الحجم في شمال لبنان بين الجيش ومتشددين· وحينها وقعت اشتباكات بين الجيش ومتطرفين في الضنية المطلة على طرابلس· وقبل اربعة اشهر وقعت اشتباكات لكن محدودة النطاق في حي باب التبانة بين الجيش ومجموعة سلفية غير معروفة تطلق على نفسها اسم ''جند الشام'' وهي قريبة من ''فتح الاسلام''· وأثارت الاشتباكات الجديدة حالة من الهلع والغضب في طرابلس· وصرح محمد كباره وهو احد سكانها لوكالة الأنباء الالمانية ''كنا تعتقد أن هؤلاء المتمردين يقتصر وجودهم على مخيم نهر البارد الذي يقع على أطراف مدينتا··اليوم اكتشفنا أنهم يعيشون بيننا''، وأضاف ''لا نريد أناسا يستغلون اسم الاسلام للمجيء إلى مدينتنا ومحاربة جيشنا وشرطتنا وسرقة مصارفنا··ليس هذا هو الاسلام''· واستيقظ الكثير من سكان طرابلس في الفجر علي دوي الأسلحة الآلية وتفجيرات القنابل اليدوية· والغالبية اعتقدت أن تلك تدور بين فصائل متناحرة· وقال راشد فتفت وهو من سكان المدينة ''عندما سمعت صوت الاسلحة الالية اعتقدت أنها معركة بين الفصائل اللبنانية وكم كانت صدمتي عندما سمعت أن ''فتح الاسلام'' تهاجم مواقع الجيش عند مدخل مخيمها''· وبدأت الاشتباكات في مخيم نهر البارد بعد قليل من مداهمة الشرطة لشقة يقطنها متشددون في طرابلس· وكانت الشرطة تبحث عن مشتبه بهم في حادث سطو على بنك قبلها بيوم في أميون حيث استولى مسلحون على 125 الف دولار نقدا من بنك ''البحر المتوسط''، وقاوم المتشددون الاعتقال ومن ثم اندلع القتال· وذكر شهود عيان أن مسلحي ''فتح الاسلام'' حاصروا بعد ذلك مواقع تابعة للجيش اللبناني عند مدخل المخيم، كما فتحوا النار على الطرق المؤدية ونصبوا كمينا لوحدة عسكرية· وأغلقت شوارع طرابلس وقام الجيش بإغلاق الطرق المؤدية إلى المدينة تحاشيا لوقوع ضحايا في صفوف المدنيين· وشوهد الجنود في حي الزهرية وهم يحاصرون مبنى لجأ إليه متشددون حيث طالبوهم بالاستسلام· كما شوهد الجنود في مختلف أنحاء المدينة وقد اتخذوا مواقع وكانوا مسلحين بالبنادق الآلية وراجمات الصواريخ· ويحظر على الجيش اللبناني دخول المخيمات الفلسطينية بموجب ''اتفاق القاهرة'' الذي أبرم قبل 38 عاما والذي نص على أن الامن داخل المخيمات في لبنان مسؤولية القوات الفلسطينية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©