أعلنت وزارة الخارجية الأميركية الليلة قبل الماضية، إثر انتقادات روسية، أن واشنطن تريد الضغط على إيران دون اللجوء إلى “عقوبات تصيبها بالشلل” وتؤثر على مواطنيها بالخصوص، وذلك بعد أن حثت إسرائيل على فرض عقوبات “طاحنة” لكبح البرنامج النووي الإيراني. وفيما لم يستبعد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن يضطر مجلس الأمن الدولي مجدداً، إلى بحث موضوع فرض عقوبات على طهران لعدم تجاوبها مع العديد من الاقتراحات البناءة ومنها تزويدها بالوقود النووي لتشغيل مفاعلها للأبحاث المدنية، أجرى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي موشي يعالون في بكين أمس مباحثات مع مستشار الدولة داي بينجو بشأن للملف النووي الإيراني. من جهة أخرى، أجرى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل محادثات هاتفية الليلة قبل الماضية تناولت بين قضايا أخرى، البرنامج النووي الإيراني، حسب ما أعلن الكرملين.
وأوضح فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأميركية “نحن نؤمن بفرض عقوبات فعالة..على غرار أعمال يكون لها الوقع المرغوب فيه على الحكومة الإيرانية”، مذكراً بأن واشنطن ترغب في استهداف السلطة العسكرية والاقتصادية للحرس الثوري. ونقل المتحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك عنه قوله لنظيره الأميركي روبرت جيتس في اجتماع بواشنطن “إيران مشكلة لا لإسرائيل وحدها وإنما للعالم كله. وفي هذه المرحلة من المهم فرض عقوبات قاسية وطاحنة على إيران للحيلولة دون تقدمها نحو اكتساب أسلحة نووية”، في تلميح إلى عقوبات على قطاع الطاقة الإيراني. ومع ذلك قال كرولي للصحفيين “ليس غرضنا فرض عقوبات معوقة يكون لها أثر ملموس على الشعب الإيراني”. واستدرك بقوله “غرضنا الحقيقي..إيجاد سبل للضغط على الحكومة مع حماية الشعب”.
وذكر دبلوماسيون في نيويورك طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، أن مسؤولين أميركيين وبريطانيين وفرنسيين وألمان كانوا يبحثون على مدى أسابيع نوع الإجراءات العقابية التي سيدرجونها في مسودة قرار يصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يأملون في عرضه على روسيا والصين الأسبوع الحالي. وقال دبلوماسي غربي “حان وقت بدء المساومات مع الروس والصينيين، ومن ثم يمكننا تقديم نص يتضمن العقوبات إلى مجلس الأمن في المستقبل القريب”. وأضاف “أعتقد أنه يمكننا الحصول على تأييدهما رغم أنه سيكون بثمن”. وتوقع دبلوماسي كبير آخر أن تكون النتيجة النهائية تشديد “رمزي” للعقوبات المفروضة على إيران. وقال الدبلوماسي الثاني “إذا نحينا جانبا الإجراءات المحددة للعقوبات، فإن وحدة القوى الست الكبرى سترسل إشارة قوية إلى طهران”.
وأعلن دبلوماسي روسي رفيع أمس، أن بلاده مستعدة “مبدئياً” للعمل على عقوبات ضد إيران، مبيناً “الواقع المهم اليوم هو أن روسيا مستعدة مبدئياً للعمل على عقوبات.. لكن من المبكر الدخول في التفاصيل”.
عدد اليوم
