الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

"اليونيسيف" تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في أفغانستان

"اليونيسيف" تحذر من تدهور الأوضاع الإنسانية في أفغانستان
20 مايو 2007 01:04
وام - محمد الزرعوني: على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها منظمات الرعاية والاغاثة التابعة للأمم المتحدة، الى جانب مساعي مؤسسات التنمية الدولية تجاه أفغانستان يبقى التقدم المحرز على مستوى تحسين الخدمات الحيوية والأساسية على الساحة الأفغانية ضئيلا ومحدودا بالنظر الى ضخامة الاحتياجات وتزايد المتطلبات والتطلعات التي يطمح اليها سكان البلد والمهتمون والعاملون في الحقل الانساني العالمي لانتشال الأفغان من الواقع المتدهور الذي يعيشونه كل يوم في ظل ضعف الامكانيات الحكومية وشح الموارد المتاحة وتداعي الظروف العصيبة على جميع فئات الشعب واعراقه· تطور وقصور ان المتتبع لجهود مؤسسات المنظمات الدولية في أفغانستان وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسيف على امتداد السنوات الخمس الماضية يجد ان برامجها وأنشطتها الانسانية في تطور مستمر وتقدم مضطرد الا انها تظل قاصرة عن الايفاء بالتزاماتها على أكمل وجه نظرا لجسامة التحديات وتزايد العقبات امام محدودية الموارد وضخامة الاعباء التي تواجهها· وتكشف تقارير اليونيسيف الدورية والتي تنادي دوما بالاهتمام بصحة الأطفال ورعايتهم والعناية بالنساء والعمل على تأهيلهم عن تفاقم الاوضاع الحياتية والمعيشية في أفغانستان في مختلف القطاعات سواء في الصحة والتعليم والمجال الاجتماعي بصورة تثير القلق المتزايد والتي بدورها افرزت وضعا مأساويا يستدعي تضافر الجهود الدولية والاهلية وحشد الامكانيات الفاعلة لمواجهة الأخطار المحدقة التي تستهدف حياة الانسان الأفغاني· وقد حذرت اليونيسيف في تقريرها السنوي عن أفغانستان لعام 2007 من ان استمرار النزاع المسلح والكوارث الطبيعية الدورية والظروف الجوية القاسية واعاقة الوصول الى الخدمات وحالات النزوح السكاني والمعاناة والهجرة الى المناطق الحدودية تتسبب في تزايد تهديد حياة السكان الأفغان· 2،5 مليون يواجهون الجفاف ويشير التقرير الى ان 5,2 مليون أفغاني يواجهون الجفاف الخطر المسبب للمزيد من النزوح وسوء التغذية عند الأطفال وانتشار الأمراض ونقص المياه والتعرض للاستغلال بسبب فقدان سبل العيش· ومع أن التقرير يؤكد أن الوصول الى الرعاية الصحية آخذ في التحسن، الا أنه ينوه الى أن التفاوت بين المناطق والأقاليم يظل موجودا· ويوضح التقرير ان معدلات وفيات الرضع والأطفال دون سن الخامسة والأمهات في مرحلة النفاس في أفغانستان يعد من بين أعلى المعدلات في العالم، اذ يموت ''''25 بالمائة من الأطفال قبل بلوغهم الخامسة من العمر، وهذا يعني انه لا يبقى طفل واحد من كل أربعة أطفال على قيد الحياة حتى بلوغ سن الخامسة مع بقاء الأمراض التي يمكن الوقاية منها أو يسهل علاجها الأسباب الرئيسة لوفاة الأطفال، كما تموت 50 امرأة يوميا بسبب مضاعفات ترتبط بالحمل· ويعاني أكثر من 300 الف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، كما يعاني أكثر من نصف الأطفال جميعهم من التقزم· ويلفت التقرير النظر الى ان أمراضا يمكن الوقاية منها تودي بحياة آلاف الأطفال سنويا بسبب استمرار تدني معدلات تغطية التحصين بشدة· وتعد الملاريا ''التي تصيب زهاء مليوني شخص كل عام'' والحصبة والالتهابات التنفسية الأسباب الرئيسية المؤدية الى الوفاة في مرحلة الطفولة· يذكر أن فرص الحصول على المياه الصالحة للشرب تتوفر لنسبة 23 بالمئة فقط من السكان، حيث تفتقر الغالبية العظمى من سكان أفغانستان الى امكانية الحصول على مياه صالحة للشرب أو صرف صحي· وتشكل أمراض الإسهال والسل تهديدات مزمنة للصحة العامة· مليونا طفل خارج المدرسة ولا يلتحق في المدارس مليونا طفل ''''54 % ممن هم في سن الالتحاق بالمدارس الابتدائية وتتدنى معدلات المعرفة بالقراءة والكتابة· وتضيق الفجوة بين الجنسين في مجال التعليم، إلا أن الفتيات لا يزلن متخلفات كثيرا عن البنين في الالتحاق بالمدارس· وتشكل الألغام الأرضية بالاضافة الى العتاد غير المنفجر خطرا شديدا على سلامة الأطفال في جميع المناطق في أفغانستان بمعدل مائة ضحية كل شهر· ويقول كيمبرلي غامبل كبير مسؤولي البرامج لدى اليونيسيف ''حتى لو استطعنا توفير محراث وبذور بهدف فلاحة كل جزء من الأرض، فلا يوجد هناك أشخاص قادرون صحيا على أداء هذا العمل· '' ويعد مستشفى ملالي للولادة في كابل أحد أكثر المستشفيات ازدحاما في أفغانستان، حيث يقوم بتوليد من 80 الى مائة طفل يوميا ويحرص على أن يتمكن أكبر عدد من النساء من العيش لرؤية أطفالهن يكبرون ويترعرعون· جهود كبيرة وقدمت اليونيسيف الدعم الضروري الذي يحتاجه هذا المستشفى كثيرا، وذلك بترميم مرافقه وبناء قدراته وتدريب الأطباء والقابلات فيه وتزويده بالتجهيزات والأدوية، وتقوم أيضا بحملة واسعة النطاق لنشر معلومات تتعلق بسلامة الأمهات، وذلك بالتعاون مع فئات المجتمع المحلي· ويعد المستشفى مركز تدريب هاماً، حيث يصبح مقدمو رعاية التوليد مدربين بارعين ويساعدون بدورهم على تحسين مهارات مئات الأطباء والقابلات في أنحاء البلاد في مجال التوليد· ويقول الدكتور ميرافزون مهير نيسار من وحدة الأمومة ''كان لهذا الدعم تأثير هام على النساء الحوامل وقد ساهم في إنقاذ حياة أمهات كثيرات· '' وانطلق في عام 2007 مشروع ''بيت انتظار الأمومة'' في ستة أقاليم في أفغانستان، وهذا المشروع عبارة عن مرافق سكنية توجد بالقرب من المراكز الطبية التي توفر الرعاية الشاملة للتوليد اذ تتلقى النساء هنا الرعاية التي تسبق الولادة التي تتضمن حصولهن على التلقيحات اللازمة وتثقيفهن بشأن ممارسات النظافة والصحة ويمكنهن أن يلدن في بيئة تشبه بيئة البيت أو يتم تحويلهن الى مرفق طبي قريب اذا ما ظهرت بعض المضاعفات·وأكد التقرير أن منظمة الأمم المتحدة للأطفال أنجزت العديد من الأنشطة والنتائج من أجل الأطفال من أبرزها تحصين اليونيسيف مع شركائها خمسة ملايين طفل ضد شلل الأطفال، فيما قدمت ملايين مكملات الفيتامين ''أ''· ''وانخفضت حالات الإصابة بشلل الأطفال من 27 حالة في عام 2004 الى خمس حالات فقط في عام 2005 وجعلت المرافق الصحية الجديدة عمليات التحصين روتينية إلى درجة أكبر في حين ساعدت اليونيسيف خمس منشآت جديدة لإضافة اليود إلى الملح في الحد من نقص اليود، بينما أنشئت برامج تغذية علاجية في 20 مستشفى لمكافحة سوء التغذية· وأصبحت لدى نصف مليون أفغاني إمكانية الحصول على مياه صالحة للشرب ودورات مياه صحية واستفاد مليون شخص من عمليات التوعية بشأن غسل اليدين واستخدام المياه الصحية فيما ساعدت أكثر من خمسمائة ألف فتاة للالتحاق بالمدارس لأول مرة في حياتهن في عام 2005 ودربت مع شركائها 30 ألف مدرس وقدمت مواد تعليمية الى 87ر4 مليون تلميذ وفي المناطق التي لا توجد فيها مدارس وقدمت خيام وتم تدريب المدرسين وقدمت اللوازم المدرسية لإتاحة الفرصة للتعليم غير النظامي إلى 250 ألف طفل· واستفاد مليون شخص من برامج التوعية بشأن مخاطر الألغام، مما أدى الى خفض الحوادث المرتبطة بالألغام الأرضية بنسبة 10 بالمائة· كما قدمت اليونيسف مع شركائها اغاثة طارئة إلى 290 ألف شخص تضرروا من الفيضانات والجفاف والبرد الشديد أو الذين أصيبوا بالتهابات تنفسية حادة، فيما أعيد ادماج زهاء ثلاثة آلاف و500 جندي سابق من الأطفال في بيئات أسرية في حين حصل أكثر من ثمانية آلاف طفل على تدريب مهني· بينما دربت اليونيسف 670 شخصا لمنع الاتجار بالأطفال· ولفتت السيدة آن م فينيمان المدير التنفيذي لليونيسيف في تقرير المنظمة السنوي لعام 2007 إلى أن الأوضاع الطارئة التي تأخذ شكل الكوارث الطبيعية او النزاعات الجديدة او المتطاولة المدى استمرت في التسبب في احداث خسائر فادحة في ارواح الاطفال والنساء في انحاء العالم· واوضحت ان منظمة الامم المتحدة للطفولة ''اليونيسيف'' تعلمت على مدى 60 عاما ان حماية ارواح النساء والاطفال المعرضين للخطر تتطلب من الحكومات والمجتمعات المحلية والوكالات الانسانية ومجتمع المانحين العمل معا من خلال شراكات من أجل استجابة افضل للاوضاع الطارئة تكون محسنة واكثر فاعلية ويمكن التنبؤ بها بدرجة اكبر·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©