محمد حمصي:
اختار أبناء العوير طريق العودة الى الدرجة الثانية رغماً عنهم، وكان لا مفر من الاستسلام للأمر الواقع بعد ظهور أعراض الهبوط قبل أسابيع من انتهاء المسابقة، ولم يكن الأمر مرتبطاً بمباراة الوحدة، بل بالجولات الخمس الأخيرة التي أطاحت عملياً بعودة الفريق الى دوري المظاليم! وبناءً عليه فسوف تعاد هيكلة مجلس الإدارة حتى يتماشى مع طبيعة المرحلة القادمة، حيث ينتظر أن يصدر سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس النادي قراراً يتم بموجبه إعادة تشكيل المجلس الجديد·
راشد السهلي أمين السر المساعد شخَّص الحالة التي عاشها فريقه هذا الموسم بقوله: إن هناك عدة أسباب أدت الى تدهور النتائج وهبوط الفريق الى الدرجة الثانية، ولخصها بثلاثة أسباب رئيسية:
أولاً: الأخطاء التحكيمية التي صاحبت بعض المباريات المصيرية التي ساهمت إلى حد كبير بتدهور وضع الفريق والتأثير على معنويات اللاعبين·
ثانياً: سوء الحظ الذي لازمهم في عدة مباريات وضياع نقاط ثمينة أثَّرت على مشوارهم في المراحل الحاسمة من عمر الدوري·
ثالثاً: عدم توفيق اللاعبين الأجانب باستثناء الفرنسي جريجوري الذي كان أشبه باليد الواحدة التي لا تصفق·
وتناول أمين السر المساعد هذه الأسباب بالتفصيل، مؤكداً أن الأخطاء التحكيمية تكررت كثيراً وقصمت ظهر الفريق، وأعطى مثالاً على ذلك مباراة الوصل في الدور الأول التي انتهت بالتعادل (1-1)، مشيراً إلى أن دبي كان يستحق النقاط الثلاث لولا الخطأ الذي ارتكبه حكم الساحة الذي أهدى فيه التعادل للفهود·
وتوقف السهلي طويلاً عند المحترفين الأجانب وسوء الحظ الذي لازمهم من البداية عندما تعرض البرازيلي فالدير لاعب النصر السابق الى إصابة مفاجئة خلطت أوراقهم، ولم يكن لهم أي خيار آخر سوى الاتجاه للاعب الفرنسي دودزي الذي كان احتياطياً لفالدير، وحدث ما حدث واعتقد البعض بأننا أخطأنا في الاستغناء عن دودزي، مع العلم بأن القرار الذي اتخذناه لم يكن له علاقة بكفاءة ومستوى اللاعب بقدر ما كان مرتبطاً بسلوكه والمشاكل التي يقوم بها من آن إلى آخر، مما سبب (سدعة) لإدارة النادي والجهاز الفني، وكان لا مفر من الاستغناء عنه·
ثم كان الخيار بعد ذلك بين لاعب برازيلي والجزائري ابراهيم مزوار، وعرض الأمر على المدرب التونسي محمد المنسي الذي اختار مزوار الذي يمثل حلقة الوصل ما بين الوسط والهجوم، ومع الأسف لم يستفد الفريق من كفاءته، وبقي جريجوري وحده، ولذلك كان الضغط عليه كبيراً، وكانت حالته مرتبطة بظروف الفريق، ولذلك لم يتمكن من مساعدة فريقه في الجولات الخمس الأخيرة، لأن الحالة العامة للاعبين لم تكن مطمئنة، أضف الى ذلك (الكلام لأمين السر المساعد) تشويش الأندية الأخرى على اللاعب جريجوري من خلال العروض التي انهالت عليه من هنا وهناك، وبكل تأكيد أي لاعب سيتأثر بهذه الحالة، خاصة إذا كان فريقه في حالة لا يحسد عليها أبداً·
وتطرق أمين السر المساعد الى ''قضية المدربين'' الذين تعاقبوا على تدريب الفريق هذا الموسم قائلا: إن المدرب الفرنسي آلان ميشيل مدرب الأهلي حالياً بدأ بداية جيدة، لكن المشاكل التي حدثت بينه وبين بعض اللاعبين أثرت على استمراره، والأمر ليس مرتبطاً بهزيمة الفريق أمام العين (صفر/3)- كما يردد البعض- بدليل أن الفريق خسر أمام الشارقة بستة أهداف، ومع ذلك لم تبادر إدارة النادي الى الاستغناء عن المدرب، والمشكلة- كما قلت- تتعلق بمشاكل المدرب مع بعض اللاعبين·
وأضاف السهلي أن مجلس الإدارة سارع للتعاقد مع المدرب البرازيلي باتريسيو وهو واحد من أفضل المدربين، لكنه (هرب) الى السعودية بعد الاغراءات التي حدثت من نادي النصر السعودي، ثم جاء المدرب التونسي محمد المنسي ليكمل المهمة وسط تلك الظروف التي تحدثنا عنها سابقاً، وتعرض الفريق لخمس هزائم متتالية أدت الى استقالة المدرب رغم محاولات الإدارة لإثنائه عن هذا القرار والاجتماع به لمعرفة أبعاد القرار، وفي النهاية سلمنا للأمر الواقع، لأن القرار مرتبط بناحية نفسية·
ونسأل راشد السهلي: وماذا بعد؟ فيجيب: إنه من المفترض الاستفادة من كل السلبيات التي صاحبت الموسم الحالي، وسنتعامل مع الأمور بمنطق بعيداً عن الانفعال، لأن الانفعال لا يجدي، والجانب الايجابي هو وجود مجموعة من العناصر الشابة التي يعتمد عليها الفريق والتي ستساعده على العودة سريعاً الى دوري الدرجة الأولى·
مباراة الوصل؟
ويتوقف أمين السر المساعد عند مباراة الوصل الأخيرة التي ستحدد مصير الفهود من درع الدوري قائلا: إن دبي سيلعب بكل قوته وأوراقه الرابحة، ولن يتهاون أويستسلم رغم الأفضلية التي يملكها الوصلاوية، سواء الأفضلية الفنية أوالمعنوية، ومن جهتنا- كنادي دبي- سنتعامل مع جميع الأندية بنفس المنطق، وتهمنا العلاقة الجيدة مع الجميع، رافضاً ما يتحدث عنه البعض بأن دبي سيمرر المباراة للفريق الوصلاوي، لافتاً إلى أن فريقه يريد أن يترك بصمة جيدة وذكرى جميلة وهو يودع دوري الأضواء والشهرة، مؤكداً أن دبي لا يهمه أين سيذهب اللقب، والمهم أن يحافظ على علاقته مع الأندية الأخرى·
عدد اليوم
