"مرونة"..
الخطوة التي أقدم عليها اتحاد الكرة بالتراجع عن إصدار عقوبة في حق عبدالله صالح هي خطوة تعبر عن مرونة في التعامل، نحن بالفعل في حاجة إلى وجودها في العلاقة بين اتحاد الكرة وبين الأندية والعاملين فيها· التراجع قد يفسره البعض على أنه محاولة لتهدئة الأوضاع بين الاتحاد وبين نادي الوحدة والتي شابها الكثير من الاختلاف في وجهات النظر في الفترة الماضية، وبالتالي الموقف لا يحتاج إلى المزيد من التصعيد·
علاوة على ذلك فإن اتحاد الكرة مطالب من وجهة النظر العامة بتنفيذ اللوائح، خاصة أنه طبقها في حالات أخرى كما حصل في واقعة عبدالله خليفة في النصر، لكن اعتذار عبدالله صالح (وإنكاره··!) للتصريحات- كما تابعت من بعيد نظراً لوجودي في مهمة خارج الدولة- كانت كافية على ما يبدو لمنح الاتحاد ولجنة المسابقات المخرج في حل الموضوع دون صدور أية عقوبة·
في كل الأحوال نتمنى أن تزول عقوبات الرأي نهائياً وأن لا نقرأ في يوم خبراً بصدور عقوبة في حق إداري أومدرب أولاعب بسبب رأي قاله مهما كانت قوته أوحدته، من منطلق أن الرأي يرد عليه برأي وليس بعقوبة·
ما يهمنا أن هذا المرونة في التعامل تدفعنا إلى المطالبة بتعميمها على مسائل أخرى وعلى رأسها بدون شك مسألة تسهيل مهمة الأندية التي تشاركنا خارجياً وهي المسألة التي أخذت مساحة كبيرة من النقاش هذا الموسم وأصبحت في حاجة إلى حل جذري·
قضية المنافسة على صعيد أكثر من جبهة تأكدت أنها مستحيلة إذا لم يتخللها وجود فترة زمنية كافية بين المباريات، وإذا نظرت إلى مختلف المسابقات من حولنا في العالم- ومنها بطولة دوري أبطال أوروبا على وجه التحديد لأنها البطولة الأشهر والأفضل- ستجد أن معظم الفرق التي كانت تنافس فيها على جبهتين لم تستطع المواصلة وخرجت·
الانتر بطل الدوري الايطالي خرج، وليون الفرنسي بطل الدوري الفرنسي حصل معه نفس الأمر، وكذلك الحال مع مانشستر ومنافسيه تشيلشي وبرشلونة وريال مدريد· في الوقت الذي وصل فيه إلى نهائي البطولة ميلان وليفربول، وكما هو معروف كلاهما فقد فرصته في المنافسة حلياً في وقت مبكر، وبالتالي انصب تركيزه على البطولة الأوروبية· المشاركة في أي بطولة تحتاج إلى قدرات بدنية وتركيز ذهني، وهذا لا يمكن أن يحصل إلا بوجود مساحة زمنية كافية بين المباريات، أما توالي المباريات فإنه كفيل بإضعاف فرص أكبر الفرق وأقواها·
وإذا كانت هذه الحقيقة تحصل مع أكبر الفرق وأقواها، فماذا نتوقع من فرقنا عندما تشارك خارجياً؟، ألا تستحق المسالة إعادة نظر ومرونة أيضاً في تعديل المباريات؟·
سيف الشامسي
عدد اليوم
