علي معالي (دبي) - توالت الأزمات داخل «قلعة الفهود»، ومن مشاهدها ما حدث بين عيسى علي كابتن الفريق الأول لكرة القدم، وجماهير النادي، حيث وصلت العلاقة بين اللاعب وبعض أنصار «الأصفر» إلى طريق مسدود، ما جعل الجهاز الفني يضعه على «دكة البدلاء»، في الوقت الذي كانت فيه مطالب إدارية تحاول أن تجعل اللاعب خارج التشكيلة تماما إرضاءً لجماهير «الإمبراطور».
لم يصدق عيسى علي أن تصل الأمور إلى حد الجلوس على دكة البدلاء تنفيذاً لرغبة الجماهير، ولكنه في الوقت نفسه يستمر في إعلان التحدي، حيث قال «لن أستسلم لرغبة القلة البسيطة من الجماهير، وحبي للوصل أقوى بكثير مما يدعيه البعض، وإذا استمعت إلى هذا العدد من الجماهير فمن الأفضل أن أجلس في بيتي، ولكنني قادر على الاستمرار وبكفاءة عالية في مركزي وبين صفوف فريقي، ولن تؤثر هذه المحاولات على عزيمتي، أو تصيبها بالفتور على الإطلاق، ولن أهرب من بيتي الكروي الذي تربيت فيه، حيث تعودت على هذه الأمور من نوعية الجماهير التي تحرص كل موسم على إثارة مثل هذه القلاقل».
يرى عيسى (31 سنة) أن ما يحدث للفريق هذا الموسم أمر غريب، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع أن يحدث هذا السيناريو للفريق حالياً، سواء من ناحية النتائج، أو من الهجوم ضده، وقال «بدأنا الموسم بشكل جيد للغاية من النواحي كافة، وكانت هناك قناعة كبيرة بأن الوصل مختلف هذا الموسم، ولكن فجأة ومع مرض ميتسو وابتعاده عن الفريق لأكثر من مباراة تأثرنا وتراجع الأداء وبدأت القلاقل».
وأضاف: «حزني ليس من موقف الجماهير، ولكن من الاستماع لها بهذه الطريقة، وهذه الأمور واردة جداً في عالم الكرة، وهي طبيعية من وجهة نظري، وأنا لم أتأثر بها مطلقاً، بدليل أنه بعد كل غضبة جماهيرية من هذه المجموعة القليلة أستمر في العطاء، وأنال رضا المدربين والغالبية من الجماهير».
وتفاعلت العديد من الأصوات مع اللاعب، مطالبة الجمهور بضرورة الحفاظ على عيسى لأنه واحد من اللاعبين أصحاب الكفاءات بالوصل، حيث أكد كل من خليفة عبد الله مدرب الوصل الأسبق، وخالد درويش لاعب الوصل السابق أيضاً أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقوم الجمهور بإبعاد لاعب عن التشكيلة الأساسية.
قال خليفة عبد الله: «هناك خلاف بين عيسى وقلة قليلة من جماهير الفريق، وعندما يتراجع مستوى الوصل تصب هذه القلة جام غضبها على عيسى علي، والذي أعتبره واحدا من اللاعبين المهمين لفكر أي مدرب، وبالتالي فإنني أرفض الموقف الأخير الذي حدث مع اللاعب، ويجب أن يكون هناك دور لكل فرد، سواء من لاعبين أو جماهير، وليس من المعقول أن تقف الجماهير ضد لاعب بالفريق بهذا الشكل، كونها قلة قليلة للغاية لا يهمها سوى تعطيل مسيرة اللاعب».
أكد خليفة مبارك أنه عندما جلس عيسى على الدكة في المباراة الأخيرة أمام الشباب، لم يقدم الوصل أي شيء وخسر الفريق، ولم يقدم وسط «الفهود» الجهد والعطاء الذي توقعناه، في ظل عدم وجود لاعب في حجم وإمكانيات عيسى، وأن دور الجمهور يجب أن يساند الفريق ولا يكسر عظامه.
من جانبه، يرى خالد درويش أن الجمهور من حقه أن ينتقد، ولكن ليس من حقه المطالبة بإبعاد لاعب عن النادي، وقال: «ما يحدث من الجمهور بشأن عيسى يتضمن خلطاً في الأدوار الخاصة بكل طرف، وليس من المعقول أن تتدخل الجماهير في الناحية الفنية بهذا الشكل، مع الاعتراف بحقها في النقد».
وأضاف: «من خلال مشاركتي مع عيسى من قبل في العديد من المواسم، أعتبره واحدا من اللاعبين المنفذين لأفكار المدربين، ولكن لسوء حظه في الوقت الراهن أن أداء الوصل بشكل عام في تراجع وهبوط، وجاءت الصدمة في وجه عيسى علي أحد أهم اللاعبين في مركزه بالدوري، ويجب الاعتراف بأن أداء جميع لاعبي الوصل المحليين والأجانب في تراجع، وهو ما كشف الفريق بشكل عام».
من ناحية أخرى، فإن لغة الأرقام تشير إلى أن عيسى علي جاء في المرتبة الرابعة، من حيث عدد المشاركات في الموسم الماضي، بواقع 17 مباراة، «1160 دقيقة» في دوري المحترفين، وسبقه في الترتيب الأرجنتيني ماريانو دوندا «21 مباراة بواقع 1856 دقيقة» ثم وحيد إسماعيل «20 مباراة بواقع 1800 دقيقة»، والأوروجوياني خوان مانويل أوليفيرا «20 مباراة بواقع 1717 دقيقة»، وفي الموسم الحالي شارك عيسى في في 691 دقيقة في 8 مباريات.
عدد اليوم
