عواصم العالم ـ وكالات الأنباء: لم تفلح مناشدات بول وولفوفيتز، رئيس البنك الدولي، لمجلس الإدارة بإبقائه في منصبه، في تغيير موقف العديد من الدول والفعاليات الاقتصادية من قضية استبعاده من منصبه على خلفية تورطه في قضايا فساد ثبتت صحتها خلال الأيام الماضية· وتوالت يوم أمس ردود الأفعال التي أعلنت فيها فعاليات أوروبية واقتصادية عدم رغبتها في استقباله أو المشاركة فيها·
وكان بول ولفوفيتز قد ناشد أمس الأول مجلس ادارة البنك الرأفة به وابقاءه في منصبه ووعد بإجراء تغييرات في طريقة ادارته· وخلال جلسة استماع جديدة عقدها مجلس ادارة البنك الدولي، طلب مساعد وزير الدفاع السابق من المجلس الاعتراف بأن الجميع يتقاسمون الاخطاء في هذه القضية المرتبطة بتضارب المصالح· لكن الصحف الاميركية تراهن على استقالة ولفوفيتز قريبا مشددة على تغير لهجة البيت الابيض حياله قبل اجتماع جديد لمجلس الادارة أمس·
وقال ولفوفيتز للمدراء في البنك: ما زالت لديكم امكانية تجنب الاضرار على الامد البعيد بتسوية هذه المشكلة بشكل عادل يعترف باننا حاولنا ان نفعل ما هو جيد، وان كنا لم نتوصل الى تحقيق ذلك بشكل كامل·
واضاف بنبرة رجاء: اناشد كل منكم ان يكون عادلا عند اتخاذه قراره، لأنه سيؤثر ليس فقط على حياتي، بل على الطريقة التي ينظر فيها الى المؤسسة في الولايات المتحدة والعالم· واعلن مجلس الادارة انه سيعقد اجتماعا جديدا أمس لدراسة الاتهامات الموجهة الى ولفوفيتز· وقال المجلس ان مدراء مجموعة البنك الدولي اجتمعوا الثلاثاء لدراسة تقرير اللجنة الخاصة ومناقشته مع ولفوفيتز· واضاف ان المدراء واصلوا مناقشاتهم أمس· وفي العرض الذي قدمه ولفوفيتز الثلاثاء، حاول دحض كل النقاط الواردة في النتائج التي توصلت اليها اللجنة الخاصة ونشرت في نفس اليوم، لتؤكد أنه انتهك القواعد الاخلاقية للبنك الدولي بمنحه علاوة في الراتب لصديقته شاها رضا التي تعمل في الهيئة الدولية ايضا· وأكد ولفوفيتز من جديد انه عمل بناء على ''توجيهات'' لجنة الاخلاقيات المهنية في البنك، وان العلاوات التي منحت بطلب منه كان جزءا من اتفاق ''معقول''· واضاف: اذا كنتم تريدون الطريقة التي ادير فيها المؤسسة وأسلوب ادارتي والسياسات التي ادافع عنها، فافعلوا ذلك، لكن لنترك وراءنا قضية تضارب المصالح هذه التي تم حلها منذ عام واحد· وحول ادارته التي يرى انها السبب الرئيسي للاتهامات الموجهة له، اعترف ولفوفيتز بارتكاب أخطاء·
وقال: هناك بعض الامور المهمة التي يجب ان اعدلها لأستعيد ثقة الموظفين· فقد اعتمدت اكثر من اللازم على مستشاريي الشخصيين وعلي ان أوزع المهام بشكل أكبر· لكن كل هذه التصريحات المتعلقة بنواياه يمكن ألا تؤثر في مواجهة نتائج اللجنة الخاصة التي رأت الاثنين ان الوضع الحالي سبب أزمة ليس فقط في ادارة البنك بل في المؤسسة برمتها· لكنها قد تقنع اعضاء مجلس الادارة بالسماح لوفوفيتز بحفظ ماء الوجه بتجنيبه تصويتا بحجب الثقة عنه· لكن اذا تم ذلك، فان ''كل الخيارات ستكون مفتوحة''، حسبما أكد للمرة الاولى البيت الأبيض الداعم الأكبر لولفوفيتز·
ويبقى السؤال المطروح هو ما اذا كان اعضاء مجلس الادارة سيجازفون بابقائه في منصبه ويراهنون على ان يستقيل طوعا، وقال موظف سابق في البنك الدولي طالبا عدم كشف هويته ان ''الموظفين في حالة تمرد مفتوحة، واذا تخلى المجلس عن الاتهامات ولم يرحل ولفوفيتز، فان المجلس سيصبح في موقف صعب''· وتابع ان اعضاء مجلس الادارة ''سيضطرون للتوصل الى اتفاق سري معه يرحل بموجبه''· في الوقت نفسه أكد مسؤولون في البنك الدولي أمس أن وولفوفيتز ألغى حضوره لمؤتمر التنمية الدولي في سلوفينيا· وذكرت وكالة الأنباء السلوفينية أن مسؤولا في البنك الدولي ويدعى سينكا مافير هو المصدر الذي أكد إلغاء حضور وولفوفيتز، فيما لم ترد تفاصيل أخرى من العاصمة لوبيليانا·
ويأتي الإلغاء في غمرة تحقيقات يجريها مجلس إدارة البنك الدولي في واشنطن بشأن تورط وولفوفيتز المثير للجدل في دفع زيادة ضخمة في أجر صديقته في البنك· وكان من المقرر أن يلقي وولفوفيتز الكلمة الافتتاحية في مؤتمر البنك السنوي لاقتصاديات التنمية في منتجع بيلد في سلوفينيا· وفي ذات السياق قالت هايديماري فيكتسوريك تسويل، وزيرة التنمية الخارجية الألمانية، إن رئيس البنك الدولي غير مرحب به في منتدى عن افريقيا يعقده البنك في برلين الأسبوع المقبل إذا كان لا يزال في منصبه حتى ذلك الوقت· وقالت للصحفيين في برلين أمس إنها لا تريد لمسألة قيادة البنك الدولي أن تعطل الاجتماع عن مناقشة مساعدات التنمية لافريقيا في الاجتماع الذي يستمر يومين ويبدأ يوم الاثنين المقبل· وأضافت: لا أنصحه بالمشاركة، إذا كان لايزال في منصبه· ومن ناحية أخرى قالت الوزيرة الألمانية ان ولفويتز سيسدي خدمة للبنك الدولي إذا قدم استقالته، مضيفة: سيكون ذلك أفضل حل على جميع المستويات·
عدد اليوم
