عمان- جمال إبراهيم:
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت القادة العرب للحوار دون شروط مسبقة حول مبادرة السلام العربية، وقال في جلسة حوار على هامش مؤتمر البتراء الثالث للحائزين على جائزة نوبل ''أدعو زعماء الدول العربية الـ22 إلى مؤتمر سلام حول المبادرة ولكن من دون أي شروط مسبقة''، مجددا رفض إسرائيل استقبال لاجئين فلسطينيين باعتبار أن تسوية هذه القضية تتم عبر توطينهم في الدولة الفلسطينية المستقبلية بالضفة الغربية وقطاع غزة· وأضاف أولمرت إنه اذا كان لدى القادة العرب مشكلة في الحضور لمكان ما فليدعونني وسأحضر إليهم أينما يريدون لسماع أفكارهم والتحاور معهم''· وبينما أكد قبول إسرائيل بمبدأ حل الدولتين رأى في المقابل أن الإرهاب يعيق الوصول إلى هذا الهدف، وقال إنه مستعد للتعامل مع حركة ''حماس'' في حال اعترفت بإسرائيل وتخلت عن استهدافها·
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله قد دعا في كلمة الافتتاح أمام 40 حائزا على جائزة نوبل الى إرساء السلام ونبذ الفرقة وحل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط· ودعا خلال لقاءه مع اولمرت إسرائيل الى قبول المبادرة العربية للسلام، مؤكدا أن الوقت ليس في صالح الاسرائيليين أو الفلسطينيين· وأكد أن هناك التزاما عربيا بالسلام والمبادرة العربية للسلام تشكل اطارا مناسبا لحل النزاع العربي الاسرائيلي، داعيا اسرائيل في الوقت نفسه الى الالتزام بالمبادرة، وحذر من أن الوقت ليس في صالح اسرائيل ولا في صالح الفلسطينيين· كما دعا العاهل الأردني اولمرت الى عقد لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإعادة إحياء المفاوضات السلمية بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي· ودعا عبد الله الثاني الى وضع اطار زمني محدد لتطبيق المبادرة خلال فترة قريبة والدخول في مفاوضات تعالج كافة القضايا العالقة وصولا الى تسوية سياسية شاملة تنتقل بالمنطقة الى مرحلة جديدة من التعايش المشترك والامن والاستقرار، كما دعا الى التحرك بشكل عاجل وجاد لانهاء معاناة الشعب الفلسطيني المستمرة منذ ستين عاما جراء تواصل الاحتلال·
واكد العاهل الاردني ضرورة اتخاذ خطوات عملية لبناء جسور الثقة والتمهيد لإعادة اطلاق عملية السلام واستئناف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني، داعيا الى رفع الحصار عن الفلسطينيين ووقف الاجراءات الاحادية ضدهم وازالة نقاط التفتيش التي تشكل انتهاكا صارخا لحقوق الفلسطينيين· واشار الى ضرورة ان تفرج اسرائيل عن الاموال الفلسطينية المحتجزة لديها حتى تبرهن عن رغبتها الحقيقية في السلام ودعم السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الرئيس عباس·
من جانبه، أكد اولمرت انه سيتعامل بكل مرونة مع الرئيس الفلسطيني لبحث القضايا العالقة بين الجانبين وبشكل خاص ما يتصل بالاموال الفلسطينية المحتجزة لدى اسرائيل والتخفيف من اجراءات التضييق على الفلسطينيين· في وقت اتهم نبيل أبو ردينة المستشار الاعلامي للرئيس عباس اسرائيل بعرقلة مفاوضات السلام، وقال على هامش مشاركته في المؤتمر إن عملية السلام مجمدة ونأمل أن يحدث شيء قريبا، واضاف نحن مستعدون للمفاوضات ولكن الاسرائيليين ليسوا كذلك·
وفي عمان، اعتصم نحو 80 شخصا أمام مبنى النقابات المهنية الاردنية احتجاجا على زيارة اولمرت ورفع المشاركون لافتات كتب عليها ''احفاد العرب الأنباط يرفضون تدنيس أولمرت لمدينتهم الوردية البتراء''· وهتف المشاركون الذين لبوا دعوة من النقابات المهنية بالاعتصام الاحتجاجي ''لا سفارة صهيونية على الأرض الاردنية'' وقاموا بإحراق الاعلام الاسرائيلية والاميركية·
عدد اليوم
