الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تحفيز العقل الباطن وإعادة برمجة اللاوعي

تحفيز العقل الباطن وإعادة برمجة اللاوعي
17 ديسمبر 2015 20:05
خورشيد حرفوش (القاهرة) قدم الدكتور عمرو حسن الحسني، استشاري المخ والأعصاب طريقة «جديدة لا تعتمد على الأدوية، وينفذها بنفسه على أطفال التوحد من عمر 6 إلى 12 سنة». ويقول إنها حققت نتائج جيدة وملموسة. ملامح الطريقة عن هذه الطريقة، يقول: «هذا النوع من التأهيل يعتمد على البرمجة العقلية التي لا تحتاج إلى أي نوع من الأدوية، وإنما تحفز العقل لإصلاح الخلل، أو إعادة العقل الواعي للعمل». ويوضح أن العقل مجموعة من الحواسيب المرتبطة بشبكة دقيقة من الخلايا والبرامج التي تعمل بذبذبات متنوعة معروف منها الدلتا والبيتا والثيتا. وترتبط بجسم الإنسان والحواس اللمس والنظر والتذوق والسمع عن طريق موجات إرسال واستقبال وتحليل. وفي النهاية إدراك وإخراج»، مشيراً إلى أن أي خلل في أي عملية داخل الخلايا أو الحواس أو النقل أو التحليل يسبب خللاً في العملية. ويقول إن عقل الطفل المتوحد يكون خالياً من برامج التشغيل الأولى، فيكون وكأنه فاصل عن الشبكة الخارجية، فيعيش على برامج صغيرة اعتاد عليها مثل الأكل والشرب والتلفزيون، وعدم التفاعل مع أي تأثير يأتي من الخارج حتى لو كان من أقرب الناس إليه كأمه وأبيه، فيعيش في عالم صنعه بمفرده. فروق فردية ويقول الحسني: «كل طفل يختلف عن الطفل الآخر في هذا العالم الذي يعيش فيه، وهناك فروق فردية، واختلاف السلوك مثل اختلاف البصمة، فنجد البعض لا يستجيب للنداء إطلاقاً، ونجد البعض يحب الحركات التكرارية مثل لف الأسلاك أو ترتيب الألعاب، وتجد الآخر يخاف من الأضواء والأصوات، وتجد البعض يهمل ما حوله بطريقة لا تصدق، حتى عند مشاهدته لأطفال في مثل سنه أو حيوانات أليفة، لأن عقله خال من أي معلومة». ويضيف «البعض منهم ينطق بلغة غير مفهومة، وحروف مبهمة غير معروفة وكأنها لغة أخرى. لأنه لا يوجد في الذاكرة الكلمات التي يسترجعها. ويجب أن يعرف مثلا هذه «تفاحة»، وتخزن معلومات الشكل واللون والرائحة في الذاكرة أنها «تفاحة»، فعندما يشاهد تفاحة سيسترجعها من ذاكرته وينطقها كما خزنها». وأضاف «علينا أن نتخيل أن كل خلية في المخ هي جهاز «كومبيوتر»، وأن كل هذه الخلايا ترتبط مع بعضها وتتواصل. ودخول البيانات والمعلومات من كل خلية أو كومبيوتر إلى الخلية الأخرى يكون من خلال موصلات كيميائية اسموها «الدوبامين والادرينالين والسيروتونين»، وأي خلل في توازن هذه المواد يؤدي إلى مشاكل في الاستقبال أو الإدخال أو الإخراج. فيختل الإدراك والفهم كما يحدث في حالة الزهايمر والفصام والتوحد. وإعادة البرمجة تؤدي إلى أن يقوم المخ بإفراز هذه المواد بالنسب المطلوبة فلا يحدث خلل في الحواس كلها وليس العقل فقط. فيبدأ بالتعلم وتزداد سرعة الفهم والإدراك». العقل الباطن ويقول: «في بداية العام الأول للطفل يبدأ التعلم عن طريق الحواس بعقله الواعي، ثم يسجل هذه المعلومات في الذاكرة، وهي تعد العقل اللاوعي أو العقل الباطن، ويتم استرجاع المعلومات منها، هذه هي الفطرة التي خلقنا الله بها جميعا. والطفل المتوحد ليس على الفطرة بمعنى أنه يعيش فقط بعقله الباطن، ويحتفظ بمعلومات قليلة في هذه المساحة. وهي التي تكررت أمامه، ويرفض أن يستقبل أي معلومات جديدة، أي أنه يهمل العقل الواعي». ويتابع «طريقة كل طفل تختلف عن الآخر في مدى قوة العقل الباطن، والعقل الواعي، وكذلك كمية الخلل في الحواس أو أجهزة نقل المعلومات أو التحليل أو الإخراج. ونتيجة لذلك نتعامل مع كل طفل كحالة خاصة منفردة، أي أن لكل طفل برمجة مناسبة له لنطبقها عليه تعتمد على مدى الخلل». ويضيف: «البرمجة تعتمد على أصوات وذبذبات وتغذية لتحفيز كمبيوتر العقل، والطريقة التي أقوم بها، تعتمد على إعادة عقل الطفل على الفطرة مرة أخرى، فينشط العقل الواعي لديه وتتحفز كل الحواس، ويزيد التواصل البصري والسمعي ويبدأ بفهم نفسه أولاً ومن يكون، ويبدأ يفهم ويدرك ويستقبل ويتواصل جيداً»، موضحاً أنها طريقة تعتمد على نظرية بعكس كل النظريات القديمة التي تتعامل مع الطفل المتوحد في العالم، وهي طرق جيدة لكن يعيبها أنها بطيئة. وبعدما يصبح الطفل متواصل بصرياً وسمعياً ويدرك نفسه ومن حوله، نبدأ معه برامج أخرى لرفع مستوى ذكائه إلى المستوى الطبيعي، وعند هذا المستوى يبدأ الطفل بالكلام بشكل طبيعي، وكل ذلك يعتمد على سلوك الطفل، وبالتدريج». ويشير إلى أن «نتائجها تختلف من طفل لآخر، كما أنها لا تناسب حالات التوحد الناتجة عن أمراض وراثية مثل الفينيل كيتون أو كروموسوم اكس المكسور».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©